ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "أكثر ممّا أعرفُ عنّي" من ديوان "مِن قبل العالَم" للشاعرة سلمى فايد.
أخافُ أرَى
فأرَى وأخاف
لا أذكرُ أكثرَ مما يجبُ
عنِ البارحةِ
ولستُ أرى فيما أتذكّرُ
أيَّ خيالٍ
أو صورٍ مُمكنةٍ
عن أكثرَ ممّا أتذكّرُ
كي يشغلَ بالي ما سيَكون..
أُفكّرُ أنّي
أكثرُ ممّا أعرفُ عنّي
وأُفكّرُ
أنّ الوحدةَ مُشكلةٌ
وكذلكَ قلبي
أُغنّي..
كُنْ أقربَ من نفَسِ دُخانٍ
في رئَتِيْ
وابعُدْ كالغايةِ
عنْ عيني
غيّرتُ البابَ لكي أنسى
فوَجدتُكَ في كلِّ الأبوابْ
والعالمُ لوحةُ رسّامٍ
وأنا
في اللوحةِ أتشظّى
ما بينَ الشّارع
والشّارعِ
أتتبّعُ ظِلًّا
عاكسَ خُطوتيَ وأَوْقعَني
كلُّ الموسيقا
مُوجِعَةٌ
كلُّ الموسيقا
أبكَتْني
القشّةُ
أخرُ ما عِندي
كي أنجوَ
والقشّةُ
لم تقدِرْ حَملي
والعالمُ لوحةُ رسّامٍ
وأنا الألوانُ الغامقةُ
الشّرخُ البارزُ في التّمثال
الخطُّ المكسورُ
وكلُّ الأرقامِ المُفردةِ
الخطأُ الحادثُ في الرّسمِ
ومنطقةٌ لا تصلحُ
للإنشاء
كذَبتَ وأنتَ
تواعدُ بالأبدِ
وخُنتَ وأنتَ
تُغنّي للرّحلةِ
وربحتَ وأنتَ
تُحرّضني
فسقطتُ
لذلكَ
والعالمُ لوحةُ رسّامٍ
في اللّوحةِ
كنتُ أطير.
لا أذكرُ
أكثرَ ممّا يجبُ عنِ
البارحةِ
ولكنّي الآنَ
أخافُ أرى
فأرى وأخاف
ولا أجدُ خيالًا أو صُوَرًا
مُمكنةً
عمّا سيَكون