أعلن سكرتير عام حلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج اليوم أن الحلفاء اتفقوا على حزمة مساعدات شاملة لأوكرانيا تضم اتصالات أمنية ووقود ومعدات طبية ودروع جسدية ومعدات لمكافحة الألغام والتهديدات الكيماوية والبيولوجية والمئات من أنظمة المضادة للطائرات المسيرة، متعهدا باستمرار الحلفاء في تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.
وتابع ستولتنبرج في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإسبانية مدريد نقله تلفزيون "سي إن إن" الأمريكي أن الناتو تجاوب مع الأزمة في أوكرانيا بقوة ووحدة وأنه أكد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن أوكرانيا بإمكانها الاعتماد على الحلف طالما استمر الأمر.
وصرح ستولتنبرج بأن "قيادة وشجاعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي هي إلهام لنا جميعا"، معربا عن سعادته بقدرة الرئيس زيلنسكي على الانضمام للاجتماع اليوم عبر تقنية الفيديو كونفرانس. كما صرح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حطم السلام في أوروبا وخلق أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأردف أنه سيتم على المدى الطويل مساعدة أوكرانيا على الانتقال من معدات العهد السوفيتي إلى معدات الناتو ودعم التوافقية وتقوية مؤسساتها الأمنية والدفاعية بشكل أكبر. وتابع "كل هذا يظهر التزامنا بمستقبل أوكرانيا وأن التزامنا لا يتزعزع"، مضيفا أن بقاء أوكرانيا كدولة قوية ومستقلة هو أمر ضروري لاستقرار منطقة أوروبا والأطلنطي.
كما أضاف ستولتنبرج أن القادة اتفقوا على إحداث تحول أساسي في الدفاع والردع للتجاوب مع الواقع الأمني الجديد، موضحا أن الحلف سيقوي الدفاعات ويحسن المجموعات القتالية في الأراضي الشرقية من الحلف إلى مستوى السريات، بالإضافة إلى تحويل قوات التجاوب بالحلف وزيادة عدد القوات ذات الاستعداد المرتفع إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
وصرح "سندعم قدرتنا عبر معدات الحرب الجاهزة والمعدات العسكرية وقدرات انتشار أكبر مثل الدفاع الجوي وتقوية الأوامر والتحكم وخطط دفاعية محسنة تضم قوات محددة سلفا للدفاع عن حلفاء محددين"، موضحا أن هذه هي المرة الأولى منذ الحرب الباردة التي يكون فيها مثل تلك الخطط مع وجود قوات محددة سلفا وأن القوات ستعمل مع قوات الدفاع في تلك البلدان وتصبح أكثر معرفة بالمقتضيات المحلية حتى يمكنها الدعم بشكل أسرع.
وأكد ستولتنبرج على أن الحلفاء اتفقوا على زيادة التمويل المشترك للحلف وجددوا اليوم التزامهم بالانفاق الدفاعي المحدد في عام 2014 لإنفاق 2 بالمئة على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين أنفق الحلفاء الأوروبيون وكندا 350 مليار دولار أمريكي، وأن الحلفاء يستثمرون بشكل أكبر في القدرات الحديثة ويشاركون بشكل أكبر في انتشار وتدريبات الحلف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، إن الحلف يواجه تغييرًا جذريًا لبيئته الأمنية في ظل ارتفاع التنافس الاستراتيجي في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن القادة أيدوا المفهوم الاستراتيجي الجديد الخاص بالناتو الذي تم نشره، ممسكًا بنسخة منه في يده أمام الصحفيين - لافتًا إلى أنه يختلف تمام عما تم الاتفاق عليه فيما قبل ذلك.
وأشار إلى أن المفهوم الجديد يوضح أن روسيا تمثل أكثر التهديدات المباشرة لأمن الناتو، وأن المفهوم الجديد الخاص بالناتو عرض أيضًا الوضع المشترك بشأن مكافحة الإرهاب وكذلك الهجمات السيبرانية والتهديدات المختلطة وأنه تم اتخاذ خطوات أخرى مهمة لمواصلة تكيف الحلف، معلنًا إطلاق ما يعرف بـ "صندوق الناتو للابتكار" وسيستثر مليار يورو في تنمية الشركات الناشئة وغيرها النامية الناشئة المتعلقة بالذكاء الصناعي.
وتابع أن الناتو تعهد - فيما يتعلق بقضية التغير المناخي التي تمثل تحديًا الوقت الحالي - بأن يؤدي دوره من أجل تخفيف التأثير على أمن الحلف، وأنه تم الاتفاق اليوم على منهجية جديدة لرسم خريطة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري العسكرية، كما تم الاتفاق على أهداف ملموسة بغرض خفض الانبعاثات الخاصة بالناتو، مع تحديد الهدف ليصل إلى ما لا يقل عن نسبة 45 بالمائة بحلول عام 2030 والتحرك نحو هدف صافي صفري بحلول عام 2050.
كما أكد أن الخطوات السابقة تعد مهمة بالنسبة لأعضاء الحلف، وأن الجيوش يجب أن تكون قوية وفي نفس الوقت "خضراء" /على حسب وصفه/ أي متماشية مع الحفاظ على البيئة.
وأعلن أن شركاء الحلف عبر المحيط الهادئ، من بينها أستراليا، واليابان، ونيوزيلندا، وجمهورية كوريا تشارك في قمة الناتو لأول مرة، كما انضم من الاتحاد الأوروبي، فنلندا وجورجيا والسويد، منوها إلى أن قادة الناتو اتخذوا قرارات تاريخية لدعوة فنلندا والسويد لأن يصبحوا أعضاءً بالحلف، وأن الاتفاق الذي خلصت إليه تركيا الليلة الماضية مهد الطريق لهذا القرار.
كما صرح ستولتنبرج بأن القرار بدعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى الحلف يدلل على أن باب الناتو مفتوح وتظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم ينجح في إغلاق أبواب الناتو.
وأردف أن هذه هي أسرع عملية انضمام تمت للحلف بعد تقديم البلدان الطلب في مايو ثم الدعوة رسميا في يونيو، مشيرا إلى أن ما يتبقى هو عملية التصديق في 30 برلمان.
وتابع "لا يمكنني الحديث بالنيابة عنهم ولكن هناك إرادة قوية للعمل مع البرلمانات للانتهاء من التصديق في أقرب وقت".
وأكد أن "الحرب في أوكرانيا مثل كثير من الحروب ستصل في مرحلة ما إلى طاولة المفاوضات لكنه من الهام أن تتمكن أوكرانيا من الحصول على اتفاق بشروطها ومقبول لديها"، مشيرا إلى ترابط ما يحقق على أرض القتال بطاولة المفاوضات وأن الحلف يسعى حاليا لدعم أوكرانيا بأرض القتال عبر الدعم بالأسلحة وغيرها.
كما أكد سكرتير الحلف أن الأوكرانيين يحاربون من أجل استقلالهم ولكن يحاربون أيضا من أجل قيم هامة للناتو وهي السيادة ووحدة أراضي كل بلد وهو الأمر الهام للأمن.