قال الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، إن بلاده يجب أن تكون على مستوى التحديات الحالية والمستقبلية، مؤكدا النجاح المستمر للمجتمع الجيبوتي في اكتساب مرونة عالية لمواجهة التحديات والصدمات الخارجية، لافتا إلى أن تلك الصدمات أصبحت مترابطة بشكل متزايد في عالم منفتح تمتد فيه رياح العولمة بلا حدود أو حواجز، مستشهدا على ذلك بجائحة COvid-19 وارتفاع الأسعار بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد جيله، خلال خطابه بمناسبة إحياء الذكرى السنوية الـ 45 لعيد استقلال جيبوتي، أن الأولوية دائمًا تتمثل في الحفاظ على المكتسبات والإنجازات الرئيسية لسيادة جيبوتي، ولاسيما الوحدة والعدالة والمساواة، والتماسك، والترابط، والاستقرار.
وتطرق الرئيس الجيبوتي خلال خطابه إلى معالم الطريق الذي سلكته جيبوتي وما زالت تسلكه وفق خطى ثابتة ورؤى واضحة نحو تحقيق غدٍ مشرق ومستقبلٍ طموح.
وأشار إلى الخطوط الرئيسية لاستراتيجيته الهادفة لضمان الاستقلال التام لجيبوتي والقدرة غير القابلة للتفاوض لتحقيق احتياجاتها وتنميتها، فعلى المستوى الغذائي، كشف جيله عن القيام بإجراءات تنسجم مع رؤية الحكومة وتوجهاتها كاستئجار مزارع في بعض البلدان المجاورة من أجل تزويد البلاد بالاحتياجات الأساسية لتعزيز الحفاظ على أمنها الغذائي.
أما عن ظاهرة ارتفاع الأسعار، فقد أكد الرئيس إسماعيل عمر جيله، عزمه على محاربة هذه الظاهرة من خلال إجراءات إضافية وآليات اجتماعية للتخفيف من الصدمة، إضافة إلى اتخاذ عقوبات رادعة ضد بعض التجار الذين يجعلون من ظاهرة ارتفاع الأسعار تجارة رابحة لتحقيق مصالح شخصية على حساب الوطن والمواطن.
وبخصوص العمل التنموي، أشار إلى القيام بإصلاحات مهمة بما في ذلك "النظام التعليمي"، حيث أصبحت المدرسة متاحة للجميع دون تمييز، وتم التخلص من سرطان النخبوية الذي احتفظ بالمعرفة لأقلية صغيرة، وفي النظام الصحي حققت الحكومة التأمين الصحي الشامل، وتم التخلص من التمييز وعدم المساواة في الحصول على الرعاية الصحية.
وقال "إن مجتمعنا منح المرأة العنان لإطلاق طاقاتها بفضل الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تم وضعها، فتمكنت المرأة الجيبوتية من الانخراط في كافة مجالات الحياة وأنشطتها المختلفة بعد أن حققت العديد من المكتسبات المهمة".
وأقيم احتفال العيد الوطني برعاية الرئيس جيله بعد أن قام بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول الواقع في ساحة قصر الشعب.
وشهد حفل الإحياء التقليدي لعيد الاستقلال المجيد في ذكراه الـ45 عرضًا عسكريًا شاركت فيه جميع الهيئات من القوات المسلحة والأمنية في البلاد.
وفيما يتعلق بالعرض العسكري، فإن إضافة طائرات بدون طيار كانت بمثابة عناصر فاعلة جديدة في العرض العسكري لهذا العام، حيث تمثل الطائرات المسيرة سلاح استراتيجي وأجهزة ردع عسكرية من خلال مهاراتها الفائقة وقدرتها على تقديم عمل استراتيجي للغاية في تحديد التهديدات والهجمات.