طرحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سؤالًا مؤداه كيف يظل الغرب متماسكًا ومحافظًا على وحدة صفه في مواجهة الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي إلى أن روسيا وجهت رسالة شديدة وقاسية لقادة الدول الصناعية السبع أثناء قمتهم التي استضافتها ألمانيا خلال الأسبوع الجاري حين قامت قوات الرئيس فلاديمير بوتين بقصف صاروخي استهدف مركزًا تجاريًا في أوكرانيا مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين بهدف كسر إرادة الدول الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من حسن التقدير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقادة الدول الصناعية الكبرى المجتمعين في برلين قاموا سريعًا بالرد على القصف الروسي من خلال رفضهم للممارسات الروسية وتأكيدهم على استمرار تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا مهما كلفهم الأمر.
وأضافت الصحيفة إلى أن قادة الدول الصناعية الكبرى لم يكتفوا بمسعول الكلام في دعمهم لأوكرانيا بل أعلنوا حظرًا على واردات روسيا من الذهب والتي تصل عوائدها إلى 19 مليار دولار سنويًا كما اتفقوا على ضرورة وضع سقفًا لأسعار واردات النفط الروسية لأوروبا والذي من شأنه تقليص عوائد النفط بمليارات الدولارات تدخل في خزانة الاقتصاد الروسي.
وتشير الصحيفة إلى أنه في نفس الوقت بدأت شحنات من الأسلحة الثقيلة المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا تصل إلى ميدان القتال في أوكرانيا لدعم المقاومة هناك، كما تم قبول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي بينما أعلن حلف شمال الأطلسي نيته زيادة قوات الانتشار السريع إلى 300،000 جنديًا مقارنة بالقوات الحالية التي يصل عددها إلى 40،000 جنديًا فقط.
وتقول الصحيفة أنه على الرغم من كل هذه الخطوات فإن هذا لا يعني عدم وجود خلافات في وجهات النظر بين الدول الغربية تجاه حرب أوكرانيا حيث أن الدول المشاركة في تحالف دعم أوكرانيا تتبع النهج الديمقراطي الذي يحترم إرادة الشعوب ويأخذ في الاعتبار توجهات الرأي العام داخل هذه الدول.
وترى الصحيفة أن بوتين يسعى لاستغلال تلك الأوضاع من خلال ممارسة ضغوط قوية فيما يخص واردات الطاقة الروسية للدول الأوروبية وصادرات المواد الغذائية لجميع دول العالم في محاولة لتجويع الدول الغربية ودفعها للاستسلام أو على الأقل تبني مواقف محايدة تجاه الحرب في أوكرانيا وهو ما ظهر واضحًا جليًا خلال انتخابات الرئاسة الفرنسية الأخيرة والتي أظهرت استياء المواطن الفرنسي من ارتفاع تكلفة المعيشة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتقول الصحيفة أن الرئيس بوتين أعلن الحرب في أوكرانيا على أمل أن الدول الغربية لن تتفق على رأي واحد إلا أنه من الواضح حتى الآن أن الدول الغربية ما زالت تتبنى موقفًا واحدًا تجاه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وترفض محاولات تقويض النظام العالمي الحالي.
وتختتم الصحيفة مقالها الافتتاحي بالإعراب عن اعتقادها أنه لا أحد يعلم متى ستضع حرب أوكرانيا أوزارها إلا أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ما زال يراوده الأمل أن تنتهي الحرب قبل حلول الشتاء القادم.