تحدث رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لفترة وجيزة في مدريد على هامش قمة الناتو، في أول لقاء وجها لوجه وسط العلاقات الباردة بشأن قضايا الحرب.
وذكرت وكالة أنباء (كيودو) اليابانية اليوم /الأربعاء/ أن هذه المحادثات الوجيزة تسهم في إحياء الآمال لذوبان الجليد في العلاقات الثنائية في عهد يون الذي تولى سدة الحكم في كوريا الجنوبية مايو الماضي مع تعهده باتباع "نهج مستشرف للمستقبل".
وبحسب الخارجية اليابانية، أعرب "كيشيدا" لـ "يون" خلال مأدبة عشاء أقامها ملك إسبانيا فيليب السادس عن أمله في أن يعمل رئيس كوريا الجنوبية على إعادة العلاقات "القَاسٍية جدا" بين البلدين إلى "حالة صحية".
وفي السياق نفسه، أفاد المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية بأن المحادثة استمرت من ثلاث إلى أربع دقائق، أخبر يون خلالها كيشيدا بأنه يعتزم حل القضايا المعلقة التي تهم البلدين بسرعة بعد انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان والمضي قدمًا بطريقة موجهة نحو المستقبل.
جدير بالذكر أن آخر مرة جلس فيها قادة اليابان وكوريا الجنوبية لإجراء محادثات كانت في ديسمبر 2019.
وجاء آخر لقاء في وقت حرج بالنسبة لكيشيدا قبيل انتخابات مجلس المستشارين المرتقبة 10 يوليو المقبل، حيث يحتاج رئيس الوزراء الياباني إلى دعم القاعدة المحافظة للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، والتي تعتقد بأن الحكومة يجب أن تتخذ موقفًا حازمًا وسط الخلافات حول التعويضات المتعلقة بالحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945 والتي لا تزال تلقي بظلالها العميقة على العلاقات بين حليفي الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن العلاقات بين طوكيو وسول ساءت خلال إدارة سلف يون "مون جيه إن" بعد أن أمرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية عام 2018 شركتين يابانيتين بدفع تعويضات للمدعين الكوريين ضحايا العمل القسري. ولم تمتثل الشركات للأوامر بناءً على موقف طوكيو بأنه قد تم تسوية قضايا التعويضات في زمن الحرب بموجب اتفاقية ثنائية عام 1965 قدمت بموجبها اليابان منحًا وقروضًا إلى كوريا الجنوبية.
وكانت قد تواترت أنباء قبل انطلاق قمة الناتو تفيد بأن حكومة كوريا الجنوبية تعد هيئة عامة وخاصة للمسؤولين والخبراء لاستكشاف كيفية حل قضايا العمل في زمن الحرب.
ويأتي تدهور العلاقات في الوقت الذي أخذ فيه التعاون الثنائي والثلاثي مع حليفهما المشترك الولايات المتحدة أهمية أكبر لمواجهة التهديدات الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية.
وجاءت أيضا المحادثة القصيرة بين كيشيدا ويون في الوقت الذي تدرس فيه اليابان وكوريا الجنوبية كيفية التعامل مع تزايد نفوذ الصين وبينما يراجع الناتو أيضًا نهجه الخاص. وتمت دعوة كيشيدا ويون لحضور قمة الناتو لأن دولتيهما شريكتان في الناتو.