اهتزت الأوساط المصرية مؤخرًا، بالعديد من وقائع الانتحار التى تكاد تكون مادة يومية تتناولها جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، ولكن العشرات من الأسئلة تدور حول أسباب تفشى تلك الظاهرة المؤسفة والآليات المفترض اتباعها لمنع الشباب من إزهاق أرواحهم.
حوادث مفزعة
فى الدقهلية.. قام شاب بالقفز بسيارته من أعلى كوبرى الجامعة بنطاق مركز طلخا ، ليلقى مصرعه بعد سقوط السيارة من مسافة تتجاوز ٧ أمتار ووفاته متأثرًا بإصابته التى ألمت به، وتبين أن الشاب يبلغ من العمر ٢٨ عامًا، ويعمل فى مجال تجارة الزجاج بصحبة والده، إلا أنه كان يرتبط عاطفيًا بإحدى الفتيات التى أحبها فقرر الزواج منها، وطلب من والده بعض المبالغ المالية ليتمم ذلك ألا أن والده رفض وبدأت المناوشات بينهما وهدد بالانتحار.
فى التجمع الخامس.. أقدم فرد أمن على الانتحار بإلقاء نفسه من الطابق الخامس بأحد مستشفيات المنطقة، وتم نقل الجثة للمشرحة، حيث تلقى قسم شرطة التجمع الخامس بلاغًا من شرطة النجدة بوجود متوفى بجوار مستشفى خاصة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وعثرت على جثة «م ا»، مقيم بمنطقة المطرية ويعمل فرد أمن، وتبين أنه تخلص من حياته قفزًا من الطابق الخامس بسبب مروره بخلافات أسرية، وتم نقل الجثة لمشرحة زينهم وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
وفى القاهرة.. تخلص شاب من حياته بالقفز من أعلى برج القاهرة وانتقلت أجهزة الأمن لمكان الواقعة وعثر على جثة شاب وتبين أنه قفز من أعلى البرج وجار تفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الحادث وجار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
لقى شاب مصرعه إثر سقوطه من أعلى برج شهير بمنطقة العباسية ، حيث تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة إخطارًا من شرطة النجدة بوجود جثة بأحد الشوارع بمنطقة العباسية بالوايلى، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وعثر على جثة «أحمد ع ح- ٢١ سنة»، بمنطقة المعادى، مصاب كسر مضاعف بالقدمين واشتباه نزيف بالمخ والبطن وكسر بالجمجمة، وتم نقل الجثة للمشرحة وجار الوقوف على ملابسات الواقعة للتأكد من كونها سقوطا طبيعيا أم حادث انتحار وتم التحفظ على كاميرات المراقبة وتحرير المحضر اللازم بالواقعة.
أفكار سوداء
يقول الخبير النفسى الدكتور أحمد فخرى، إن ظاهرة الانتحار انتشرت بشكل ملحوظ فى الأعوام الماضية خصوصًا لدى الشباب، ووفقًا لأحدث التقارير عن الانتحار نجد أنه من سن ١٥ إلى ٣٠ سنة أعلى مرحلة عمرية لانتحار الشباب فى مصر ونجد أن الإناث أكثر ميولًا لمحاولات الانتحار، أما الانتحار الفعلى يقع بين الذكور أكثر من الإناث، وهناك عوامل متعددة ومتشابكة تدفع الانسان للإقدام على الانتحار منها أسباب اجتماعية ما بين خلافات أسرية وضغوط من الأهل ومشاكل فى العمل وهناك أسباب اقتصادية مالية مثل فقدان أموال أو عدم وجود الأموال أو البطالة والفشل فى العمل، وهناك أسباب أخرى نفسية من بينها اضطرابات نفسية والاكتئاب والإدمان واضطرابات التفكير وشعور الاضطهاد، بجانب أسباب ترجع إلى البعد عن الدين وعدم اتباع المنهج الدينى والالتزام به.
وأضاف «فخرى» أن خطوة الانتحار تسبقها العديد من الأفكار الانتحارية، وأحيانًا نجد الشخص المكتئب يشير إلى أن الحياة ليس لها معنى وأنه لا يشعر بأهمية وجوده وأن وجوده مثل عدم وجوده وعبارات سلبية عديدة تشير إلى أن المحتوى الفكرى للشخص ملئ بالأفكار السلبية الانتحارية.
واستكمل حديثه قائلًا إن المحاولات الانتحارية هى إيذاء الذات دون النية أو القصد فى إنهاء الحياه أو الموت كنوع من التهديد وإعلان الضيق للمحيطين وغالبًا ما يتم ذلك بوسائل وطرق مثل إساءة استخدام الأدوية أو إشعال النيران والتهديد بها أمام الآخرين، أما المقبلون على الانتحار الفعلى تجدهم يقومون بإحكام خطة الانتحار بعناية وتخطيط مسبق وينفذون الخطة فى كتمان وسرية وبدون إعلام أحد من الأشخاص.
وأوضح «فخرى» أنه غالبًا ما نجد طريقة الانتحار تشير إلى معنى ودلالة، فنجد الشباب المنتحرين الذين يلقون بأنفسهم من أماكن مرتفعة يرمزون إلى إشهاد العالم أجمع وأسرته أنه يحملهم الذنب والعار والإثم كله فهو يعلم العالم كله بانتحاره وأن الذنب يلقيه على المجتمع وأسرته وتكون النهاية درامية يخبر بها كل الناس عن فضاحى الأمر وعظمته، عكس الانتحار شنقًا فهو عقاب للشخص وكراهية للذات وإشعال الحريق للتطهر من الذنوب والقتل بالرصاص للانتقام من نفسه.
ونجد أن هناك علامات تحذيرية لابد للأسرة والمحيطين بالشخص المقبل على ايذاء الذات أو الانتحار الانتباه لها، منها التصريح بالأفكار السلبية حول الرغبة فى إنهاء حياته أو أنه يشعر أن وجوده بلا قيمة أو معنى والانعزال عن الآخرين وتجنب المحيطين على غير العادة والتصريح قولَا إنه يرغب فى إنهاء حياته وأنه لا يرغب فى البقاء فى هذا العالم، ومحاولات انتحارية سابقة أو محاولات تهديد بانتحار سابقة، وهنا لا بد أن يطلب الشخص مساعدة متخصص نفسى لأنه يعانى من ضغوط أو مشاكل نفسية إذا لاحظ المحيطون إهمال ولامبالاة لدى الشخص، إذا لوحظ تغير فى سلوك الشخص وعاداته بشكل سلبى، إذا وجد الشخص يتابع أفلاما أو فيديوهات أو عبارات على وسائل التواصل الاجتماعى تتحدث عن الموت والانتحار وترك الحياة فكل هذا مؤشرات وعلامات منذرة بالخطر.
وأردف: «للدولة دور كبير فى التوعية والوقاية من الإقدام على الانتحار خاصة بين الشباب من خلال إنشاء قاعدة بيانات دقيقة ومراكز للوقاية وتقديم الإرشادات والدعم النفسى للشباب المقبل أو الناجى من تلك المحاولات وأيضًا دعم نفسى للأسرة وإنشاء خطوط ساخنة لتقديم معلومات على مدار ٢٤ ساعة عن الانتحار وتقديم الدعم النفسى والوقاية، وعمل حملات توعية فى أماكن تجمع الشباب ومن خلال الإعلام والجامعات والمدارس».
من ناحيتها قالت الدكتورة إلهام شاهين، أمين مساعد مجمع البحوث الإسلامية إنه لا يجوز الحكم بالكفر على المنتحر وهذا أمر لن يفيد بشىء، فلا بد من حلول للأزمة مثل التحدث عن وضع عقوبة المنتحر بهدف ردع الناس عن الانتحار، لتتساءل هل المنتحر معاقب أم مغفور له أم خالد مخلد فى النار وما عقوبته عند ربنا، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول: «من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سُمًا فقتل نفسه؛ فهو يحتساه فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهو يتردى فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا».
فهنا الحديث اللى ورد يتحدث عن الذى يقدم على قتل نفسه وهو قانط من رحمة الله ويأس من رحمته وليس لديه أمل فى رحمته، وهذا ما يسمى بالقانط من رحمه الله ويقول الله عز وجل: «لا يقنط من رحمه الله الا القوم الضالون» بما يعنى أن الإنسان الضال فى الدنيا هو من يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى.
وأضافت أن الأزهر الشريف يبذل كل ما فى وسعه لتقديم المساعدات وبالفعل مركز الأزهر العالمى للفتوى الالكترونية قام بعمل خطوط ساخنه «١٩٩٠٦» لتلقى المشكلات بجميع أنواعها من خلال عمل مجموعة من العلماء والأطباء النفسيين والاجتماعيين لمن لديه مشكلة نفسية أو اجتماعية أو أى مشكلة أخرى سواء دينى أو أى مشاكل نفسية وعائلية.
التحريض على العنف
وفى سياق متصل قالت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الانتحار يوجد فى العالم كله وأعلى نسبة انتخار توجد فى السويد رغم صغر حجمها وذلك لبرودة المشاعر الإنسانية، وأصبحت الأسرة المصرية مؤخرًا فى حاله كبيرة من التفكك والبرود، فأصبحنا نجد الأم مشغولة بوسائل التواصل الاجتماعى والتنزه مع أصدقائها وتترك أولادها مع المربية دون رعاية فيصبح الطفل يفتقر إلى حنان أمه، ومن ناحيه أخرى نجد الأب مشغولا عن البيت بجمع الأموال لتوفير حياه مرفهة لأولاده و ينسى أنهم فى أشد الاحتياج له فى مثل هذه السن، وأصبحت المادة الإعلامية المتناولة والتى تذاع داخل البيوت تحرض على العنف والدماء ويراها الأطفال وهو ما يرسخ بداخلهم مبادئ العنف، وكذا الأغانى التى باتت لا تمثل قيمة ولا تحمل هدفًا غير جلب الأموال ولا تنتج سوى ضجيج.
وأضافت أن مصر أصبحت من أكبر ثلاث دول فى التنمية والاستثمار، ولكن هناك اهتمامات أخرى يجب وضعها فى الحسبان وهى الفرد الذى تقوم عليه المنظومة ككل، مطالبة بضرورة التوعية بدور المرأة حيث إن هناك العديد من البرامج التى تعرض على شاشات التليفزيون تقوم بعرض عمليات التجميل ولا تمت للمرأة بشيء، فالدور الذى يجب أن يعرض هو الدور الأسرى وكيفية التعامل مع الزوج والأطفال والتوعية الشاملة بالدور المجتمعى للمرأة.
وأكدت «خضر» ضرورة إعطاء الثقة للفرد وأنه يستطيع أن يكون أفضل، مشددة على دور المثقفين والاهتمام بهم وتوجيه العمل على تمثيليات تثقيفية عن دور الأسرة والمرأة، وكذا تشجيع المواهب والشعراء من النشء، فمصر ولاده بالنبغاء وضربت «خضر» مثالًا بكل من نجيب محفوظ وطه حسين وكيف كان العالم يتعلم من علماء مصر؟، وكذلك بث روح الحب والتسامح بين أفراد المجتمع للوصول إلى الفضائل والبعد عن العنف ونبذه.
دور الأسرة
وقال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى إن الوسواس القهرى والاكتئاب السوداوى والفُصام أمراض قد تقود صاحبها للأقدام على الانتحار فى حالة عدم الاكتراث لعلاجهما، حيث إن مريض الوسواس القهرى قد يظهر أعراضًا عضوية كالصداع وزيادة معدلات ضربات القلب والرعشة، لتوارد أفكار الانتحار والقتل فى ذهن المريض، و يمر الشخص بحالة نفسية سيئة تجرده من التفكير السليم ونسيان الجوانب المشرقة فى حياته والتفكير فى كل ما هو سيئ الأمر الذى يقود صاحبه إلى الانتحار أو ارتكاب جريمة للهروب من الحياة.
وأضاف «فرويز» هنا تأتى أهمية دور الأسرة فى حياة هؤلاء الأشخاص واكتشاف المرض قبل وقوع الجريمة ومحاولة علاجه، حيث إن الأسرة هى أول من يستطيع كشف ذلك وميل هؤلاء المرضى إلى الانطوائية ثم الاكتئاب النفسى وبداية ظهور الهلاوس السمعية والبصرية فكل هذه الأعراض تظهر لذوى المريض قبل غيرهم، فيجب متابعة الحالة النفسية للأبناء خاصه فى مراحل المراهقة وعدم الاستهانة بمشكلاتهم، والعمل على حل تلك المشكلات قبل تفاقمها، مطالبًا بضرورة إقحام الشباب فى الدور الاجتماعى للتغلب على الانطوائية والشعور بالتهميش.
واستطرد أن تعاطى المواد المخدرة قد تدفع صاحبها إلى الانتحار، حيث تجرد تلك المواد صاحبها عن العقل ويصبح غير مدرك لما يفعله، وشدد على ضرورة التوعية الإعلامية لما تمثله من جانب كبير فى حل مثل تلك الأزمات، ووزارة الثقافة أيضًا لها دور كبير فى توعية المواطنين من خلال المؤتمرات والندوات التثقيفية، جنبًا إلى جنب مع وزارة التربية والتعليم فى إعداد جيل يتحمل المسئولية ويعلم مخاطر الانحراف على الفرد والمجتمع على حد سواء.
ووجهت النيابة العامة رساله للشباب بسبب ما استشعرته من خطرٍ مُحدقٍ بالشباب لإقدام بعضهم على الانتحار فى هذه السنِّ الصغيرة يأسًا من ضائقة مادية أو خلافات عائلية، فإنها تناديهم من واقع الأمانة التى تتحملها وتمثيلها المجتمع: «يا أيُّها الشبابُ لا تنخدعوا بمكر الشيطان بكم، وإيَّاكم والاستهانةَ بحياتكم أو استرخاصها بصورة قليلة العلم، عظيمة الذنب والجُرم عند ربِّكم، إيَّاكم أن تنهوا حياتكم بسبب فشلٍ أصابكم أو ضائقة حتمًا ستمُرّ، فهذا من العبث والاستهانة بحرمة حياتكم التى جعلكم ربَّكم حُرّاسًا عليها وحُماةً لها».
وتابعت: «انظروا فيمَن حولَكم ممن ابتُلوا واختُبِروا بألوان المصائب والبلايا، فمنهم مَن رأى اللهُ منهم صبرًا ومغالبةً لأسباب حياتهم، وهذا هو المراد من ابتلائهم، فأنالهم أجرَ الصابرين بغير حساب، واعلموا أنَّ ربَّكم محيطٌ بما قدَّرَه لكم فى علمه القديم، فلعلَّ فى فشلكم نجاحًا، ولعلَّ فى بلائكم فضلًا عظيمًا وفلاحًا، فتَعْلموا حينَها عظيمَ حكمةِ ربِّكم، وواسعَ رحمتِه وفضلِه عليكم، فإنَّ بعد العسر يسرًا، إنَّ بعد العسر يسرًا».
وأهابت النيابة العامة بالكافة نشر روح الأمل تلك بشتى الوسائل فى نفوس شبابنا، اجعلوها نداءً دائمًا لهم بأن الفشلَ أولُ طريقِ النجاح، وأن البلاءَ مفتاحُ الفرج.
دور الأزهر
قال مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، إن حياة الإنسان ملك لخالقه سبحانه، والاعتداء على حقّه فى الحياة جريمة نكراء من أكبر الكبائر، سواء أكان الاعتداء من الإنسان على أخيه الإنسان، أو من الإنسان على نفسه بالانتحار.
ونوه الأزهر، أنه لا مبرر لجريمة قتل النّفس مُطلقًا، سواء فى ذلك قتل الإنسان لأخيه الإنسان أم اعتداء الإنسان على نفسه بالانتحار، بل تبرير الجرائم جريمة كُبرى كذلك، وكرم الإسلام المرأة، ووصّى بها سيدنا رسول الله ﷺ خيرًا، ولا يجنى المُجتمع من محاولات تسليعها فى كثير من المحتويات الترفيهية إلا مزيدًا من انتهاك حقوقها، والتجرؤ البغيض عليها، وأن الخوض فى أعراض المسلمين - سيما من أسلم روحه لبارئه سبحانه- سلوك مُحرَّم، وإيذاء مذموم للأحياء والأموات، ذمّ الله صاحبه فى القرآن الكريم، فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: ٥٨]، والانتقاص من أخلاق المُحجَّبة أو غير المُحجَّبة؛ أمرٌ يُحرِّمه الدِّين، ويرفضه أصحاب الفِطرة السَّليمة، واتخاذه ذريعة للاعتداء عليها جريمة كبرى ومُنكرة، وللمجتمع الإيجابى دورٌ واعٍ فى وأد الجرائم، وحسن التّخلص من أجزائه المفسدة المخرّبة، بالاتحاد والفاعلية والحفاظ على القانون، أما السلبية مع القدرة على منع المعتدى، والاكتفاء بتصوير الجرائم عن بُعد، فأمور تساعد على تفاقم الجريمة وتجرؤ المُجرمين.
واستطرد أن تداول مقاطع الجرائم المُصوَّرة، وتكرار نشرها على مواقع التّواصل الاجتماعى ينشر الفزع بين أبناء المُجتمع، ويُنافى قيم الرَّأفة، والرَّحمة، والسِّتر، ومراعاة تألم ذوى الضَّحيَّة، وخُصوصيتها، وتشويهُ معنى القُدوة ينشر الانحلال الخُلقى، والجريمة، ويُزيّف الوعى، ويُفسد الفِطرة، والنَّماذج السَّيئة فى المُجتمعات التى تروّع الآمنين وتحمل السِّلاح؛ لا يُحتفَى بها، ولا تقدم كأبطال فى المُحتويات الدّراميّة والغِنائيّة، ولا يُتعاطف مع خطئها، بل تُبغَّض أفعالها، ويُحذَّر النَّاس منها، وصناعة القُدوات الصَّالحة المُلهِمة، وتسليط الضَّوء على النَّماذج الإيجابية المُشرِّفة من أهم أدوار الإعلام الرَّفيعة فى بناء وعى الأمم، وتحسين أخلاق الشَّباب، وانحسار الجرائم.