دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي اليوم الثلاثاء الأطراف السياسية في بلاده إلى العمل بكل قوة على تشكيل حكومة جديدة تمثل تطلّعات الشعب العراقي، حتى تتمكن من تقديم رؤية لمعالجة التحديات.
وذكر في كلمة خلال جلسة للحكومة العراقية "إن هذه الحكومة جاءت في ظروفٍ استثنائيّة، وعملت ومازالت تعمل في ظروفٍ استثنائيّة، وعلى الرغم من كل هذه التحديات نجحت في التغلّب على الكثير من الصعوبات والتحديات لم تكن سهلة"، حسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف نحن "لا نريد أن ندخل في مناكفات سياسية وذلك من أجل العراق والعراقيين، ونركّز على العمل للانطلاق صوب المستقبل ونحتاج أن تتعاون معنا الأطراف السياسية جميعًا لتنفيذ قانون الأمن الغذائي مع حاجتنا إلى الدور الرقابي أيضًا، والذي يجب أن يجري ضمن المصلحة العامة".
وأوضح أن "هذه الحكومة باقية في العمل إلى اللحظة الأخيرة لحين تسليم مهامها إلى الحكومة القادمة، ولهذا أذكّر النخب السياسية بأهمية الإسراع بتشكيل حكومة تقوم بواجبها، وفي الوقت نفسه سنعمل للحظة الأخيرة على متابعة كل التفاصيل".
وقال الكاظمي"علينا إلتزامات يجب أن ننفذها وأن نستمر بها، ورغم التحديات الداخلية الكثيرة فقد نجحنا في سياسة التوازن الخارجي، وكان هذا هدفًا رئيسيًا منذ اللحظة الأولى في العمل على إعادة علاقاتنا مع دول الجوار والدول الصديقة ومع الأشقاء".
وأضاف"وضعنا مصلحة العراق بالدرجة الأولى، وهذا التوازن ينطلق من مصلحة العراق الشعب العراقي وسنستمر بهذه السياسة، ولن نذهب إلى أي محور على حساب محور آخر ونضع مسافة متساوية مع الجميع من أجل أن نجلب للعراق استثمارات ودعم، كي نعوّض ما مرّ بالماضي من فشلٍ وإحباطٍ وحروب عبثية تركت تداعياتها على الشعب العراقي".
ودعا رئيس الحكومة العراقية إلى إعادة بناء علاقاتنا على أساس المصلحة العراقية وعلى أساس حسن الظن مع كل الشركاء، أما سياسة الخوف والعزلة وسوء الظن مع الآخرين فهي ليست في سياستنا وإننا نحسن الظن بالجميع حتى نتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين، ونتحرر من السياسات العبثية التي أخذت العراق في الماضي إلى سياسات شبه انعزالية أو تصعيدية مع دول الجوار، وهذا سيكون جزءًا من الماضي".
ووصف الكاظمي نتائج زيارته إلى الرياض وطهران بأنها" جيدة جدًا وناقشنا فيها القضايا المشتركة والاستثمارات السعودية في العراق وآفاق المستقبل، والربط الكهربائي والكثير من المشاريع التي يستفيد منها العراقيون، وأهمية أن تكون المنطقة مستقرة وهادئة وأن يؤدي العراق دوره في ترطيب الأجواء من أجل مصلحة العراق والمنطقة".
أضاف: كما" تحدثنا عن التحديات العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا وإنعكاساتها على الأمن الغذائي، وكيفية التعاون من أجل توفير ما تحتاجه شعوبنا من احتياجات لتوفير هذا الأمن".
وأوضح "في زيارتنا إلى إيران تكلمنا في النقاط نفسها، وفي الملفات المشتركة وكذلك العمل على موضوع الطاقة والمياه وأبدى الإخوان في إيران إستعدادهم لإرسال وزير الطاقة إلى بغداد للحديث فيما يخص موضوع المياه والطاقة الكهربائية وحل جميع الإشكاليات ".
وذكر رئيس الحكومة العراقية "أن هذه العلاقات وهذا التوازن يثبت للعالم وللعراقيين بأن العراق ذو عمقٍ كبير في التاريخ، ودوره وموقعه مهم جدًا في المساعدة على بناء علاقات تخدم مصلحة شعبنا والعراق يعمل ويسعى لأن يكون جزءًا من المنطقة واستقرارها، وأن نتعاون مع جميع الدول من أجل تفادي تداعيات الحرب في أوكرانيا".