يشتاق كل مسلم أن يؤدي فريضة الحج، فهي فرحة تغمر القلوب، وعلى مر التاريخ كان ولا يزال المصريون يحتفون بهذه الفريضة، ويرددون الشعر والأغانى للتعبير عن ارتباطهم بها، وعن رغبتهم في زيارة بيت الله، وارتبطت العديد من الأغنيات والأناشيد بالأذهان في موسم الحج، فهناك أغانى لتوديع الحجاج، وأخرى لاستقبالهم عند عودتهم، والبعض الآخر يتم ترديده أثناء رحلة الحج.
الأغاني قديمًا
من أشهر الرجال الذين كانوا يؤدون الأغانى التراثية للحج بمنازل الحجاج، الراحل جابر الحلاوى، وكان من أجمل المقاطع الغنائية التى يؤديها: «هنيالك يا حاج مكتوبالك يا حاج.. مكتوبة لك حجة هنية».
وكانت الأغاني قديما تتميز بقصر الجملة الغنائية، التى تتناسب مع حركة اهتزاز راكب سفينة الصحراء، حيث ذكر الكاتب إبراهيم حلمى فى كتابه «كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجاج»، بعض أغنيات المصريين التي كانت تقول: «يا حاج سلامات.. إن شاء الله سلامات.. إن شاء الله عرفات.. إن شاء الله بركات»، وغيرها «حج حجيج بيت الله.. والكعبة ورسول الله».
الإذاعة المصرية
كان افتتاح الإذاعة المصرية طوق نجاة لهذا التراث العريق، ففى 5 يناير 1937 نقلت الإذاعة أول حفلة أنتجتها شركة «مصر للتمثيل والسينما»، وتضمنت أغنيات الحج التى قدمتها المطربة نجاة على، وهى أغنيات: «ذهاب الحجيج» وأنشودة «عودة الحجاج»، والاثنتان من تأليف بديع خيرى، وتلحين الشيخ زكريا أحمد، إضافة إلى موّالى «سيرى يا زمزم» و«يا اللى رايح تحج البيت».
أغنيات حديثة
«القلب يعشق كل جميل» لكوكب الشرق، والتي لحنها رياض السنباطى، وكتبها الشاعر بيرم التونسى.
«إلى عرفات الله» غنتها أم كلثوم ونجاة على، وهى قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى، والتى كان قد كتبها عام 1910 بمناسبة ذهاب الخديو عباس حلمى الثانى إلى مكة لأداء مناسك الحج، وقام بتلحينها رياض السنباطى، وتغنت بها أم كلثوم لأول مرة فى 6/12/195، وأخرجها أحمد بدرخان للتليفزيون عام 1963، وغنتها قبلها المطربة نجاة على، في أواخر الأربعينيات، من ألحان عبدالفتاح بدير ولكن ضاع تسجيلها.
«بشاير من الحبيب» للمطرب سيد إسماعيل في السبعينيات، وألفها الشاعر مرسى جميل عزيز، ولحنها الموسيقار عبدالعظيم عبدالحق، وحضر تسجيلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كانت تربطه علاقة صداقة وطيدة بأسرة عبدالعظيم عبدالحق.
«الله أكبر» و«تلبية»، لمحمد فوزى، حيث قدم أغنية «الله وأكبر» فى فيلم «حب وجنون»، كلمات عبدالعزيز سلام، ألحان محمد فوزي، كما غنى «تلبية» التي كتب كلماتها أبونواس، ووضع لحنها أيضًا محمد فوزي.
«لأجل النبى» و«اشتياق الحجيج»، لمحمد الكحلاوى، حبث تعتبر أغنية «لأجل النبى»، أحد العلامات البارزة فى تاريخ محمد الكحلاوى وأغانى الحج، وتطلق فى وداع واستقبال الحجاج، وقدم محمد الكحلاوى أغنية شهيرة فى عام 1936 وهى «اشتياق الحجيج»، من تأليفه وتلحينه وغنائه.
أغنية «لبيك اللهم لبيك»، للموسيقار محمد عبدالوهاب، ومن كلماتها «أنا في رحابك أنا، أنا في الرحاب، أنا في رحابك يا رب يا تواب».
«عليك صلاة الله وسلامة» للمطربة أسمهان، من تلحين أخيها المطرب فريد الأطرش عام1943، وغناها هو أيضًا وذلك فى عام 1938، ولكن لم يُعثر على التسجيل.
«يا رايحين للنبى الغالى» لليلى مراد، أصرت أن تغنيها فى فيلم «ليلى بنت الأكابر»، عام 1953، للمؤلف أبوالسعود الإبيارى، رغم أنها لم تكن موضوعة بداخله، ولكنها كانت تريد الرد على من يشككون فى إسلامها فجاء في كتاب «الوثائق الخاصة لليلى مراد» أن الحكومة السورية منعت عرض أفلامها بسبب زيارتها لإسرائيل ودعمهم فنفت ليلى مراد ذلك.
«اللى اتوعد يا هناه» لمحمد قنديل والتى ألفها عبدالفتاح مصطفى، ولحنها محمد الموجي. أغنية «يامسعد الحجاج» لكارم محمود، ويقول مطلعها: «يا مسعد الحجاج يا هناهم، والله منايا أحج معاهم»، «رايحة فين يا حاجة» لفاطمة عيد، ويقول مطلع الأغنية «رايحة فين يا حاجة.. يا أم الشال قطيفة.. رايحة أزور النبى محمد.. والكعبة الشريفة».
«مواكب الحجاج» لمحمد ثروت، كتب كلماتها الشاعر فوزى الشلقاني، وألحان الموجي الصغير.
«سفينة الحجاج» لهاني شاكر أغنية من كلمات محمد كامل بدر، وألحان عطية نصير.
«يا فرحة الملتقى» لإيمان البحر درويش، تحدث فيها عن فرحة المسلم بالتواجد في الكعبة والطواف حولها، وزيارة الرسول.