الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

القاضي لـ قاتل نيرة أشرف: ذبحت الإنسانية كلها يوم أن ذبحت ضحية بريئة

المستشار بهاء الدين
المستشار بهاء الدين المرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وجه المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة، كلمات موجعة إلى قاتل الطالبة نيرة أشرف، والتي راحت ضحية علي يد زميلها أمام أسوار جامعة المنصورة بعد تخلصه منها بطعنها 19 طعنة، وذلك قبل النطق بقرار المحكمة بإحالة أوراق القاتل إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في قرار إعدامة وحددت جلسة 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم.
 

وقال القاضي في كلمته:"قبل النطق بما انتهت إليه المداولة، تقدم المحكمة بكلمة إلى المجتمع، تراها في هذا المقام واجبة:
- دنيا مقبلة بزخارفها، وإنسان متكالب على مفاتنها، مادية سيطرت، فسلبت العقول وصار الإنسان آلة.
- يقين غاب، وباطل بالزيف يحيا، وبيت غاب لسبب أو لآخر.
- والمؤنسسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة، ونفس تدثرت برداء حب زائف، تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم.
- الرغبة صارت حبا، وقتل الأحبة انتصارا، والانتقام شجاعة، والجرأة على قيم المجتمع العمل القول.
ومن هذا الرحم ولد جنينا مشوها، بات النشء صاحب قدوة مشوهة.

إن هذا الخلل، إن لم نأخذ على أيدي الموتورين ومروجيه؛ استفحل ضرره، وعز اتقاء شره، واتسع الريق على الرائق، ولكن بناء على ما تقدم، تطلق المحكمة صيحة: «يا كل فئات المجتمع لابد من وقفة».، «يا كل من يقدر على فعل شيء هلمّوا، اعقدوا محكمة صلح كبرى للقيم الإنسانية".

أعيدوا الموتورين إلى حظيرة الإنسانية، علموهم أن الحب قرين السلام، قرين السكينة والأمان، لا يجتمع أبدا بالقتل وسفك الدماء.

ـ علموهم أن الحب ريح من الجنة، وليس وجها من الجحيم، لا تشوهوا القدوة في معناها فتنحل الأخلاق، عظموها تنهض الأمة.

وهكذا يكون التداول، بالتربية، بالموعظة الحسنة، بالثقافة، بالفنون، بمنهج تكون الوسطية وسيلته، والتسامح صفته، والرشد غايته.

إلى الآباء والأمهات نقول: لا تضيعوا من تعولون، صاحبوهم، ناقشوهم، غوصوا في تفكيرهم.. لا تتركوهم لأوهامهم. اغرسوا فيهم القيم.

وإلى القاتل نقول: " جئت بفعل خسيس في أرض طيبة أسرت لويس، أرقت دما طاهرا بطعنات غادرة، ذبحت الإنسانية كلها، يوم أن ذبحت ضحية بريئة، إن مثلك نبتٌ سام في أرض طيبة، كلما عاجله القطع قبل أن يمتد، كان خيرا للناس وللأرض التي نبت فيها.

يا محسوب علي بني إلانسان جئت بمالم يأت الوحش والطير والحيوان ـ فقلب قُد من حديد.

فكرت وقدرت، وسعيت وتدبرت، واعددت سكيناً ماضياً في حدتها، وقتلت نفساً ذكية بغير حق، انتدبت بها مكاناً قصياً طعناً ونحراً، لقد جئت شيئا إدا، لقد أصبت الإنسانية في أعز مقدساتها، ثم قسي قلبك من بعد ذلك فقتلت نفسا.

زعمت أنك كنت تحبها، وكنت أنت أكثر الناس كرها وبغضا لها، لم يكن  ذاك حبا في الحجر الذي بين أُضلعيك. 

ما الذي كان يجري في عروقك؟! لو كان دماً لما طعنت ونحرت إنسانه ادعيت كذباً حبك لها 

ألم تعد قبل جريمتك إلي صوابك؟  كلا، إن إلانسان مات في ذاتك

فقد يكون في موتك بهذا القضاء عظة وعبرة وردع للناس خير من حياتك لجريمتك بحق المجتمع

إعمالاً لقوله تعالي

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ 

قول الحق سبحانه وتعالي 

وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ

رُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصُحُف.


ونعود إلى الدعوى:
- بعد مطالعة الأوراق، وسماع المرافعة الشفوية والمداولة، فقد اطمأن وجدان المحكمة تمام الاطمئنان، وبالإجماع، إلى إعمال نص الفقرة الثانية من المادة 3۸۱ من قانون الإجراءات الجنائية لذلك قررت المحكمة، إرسال أوراق القضية إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي في إنزال عقوبة الإعدام بالمتهم، وحددت للنطق بالحكم جلسة يوم الأربعاء الموافق السادس من شهر يولية لعام ٢٠٢٢.