نجحت مديرية أمن الأقصر، بقيادة اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية لأمن الأقصر، بالتنسيق مع لجنة المصالحات بالمحافظة، في إنهاء خصومة ثأرية عمرها 9 سنوات بين عائلتين بقرية الشغب التابعة لمركز إسنا جنوب المحافظة.
وتمثلت جهود إدارة البحث الجنائي بالمديرية، في إقامة مراسم إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي آل نصر وآل حفني، وذلك من خلال تقديم "الكفن" لعائلة القتيل، إيذانا بإنهاء الخصومة وتبادل الطرفان الأحضان والمصافحة خلال جلسة صلح حاشدة أقيمت بحضور مدير أمن الأقصر واللواء مجدي لطفي مدير إدارة البحث الجنائي ولفيف من القيادات الأمنية من رجال مباحث مركز شرطة إسنا، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعُمد القرى وممثلي الأزهر والكنيسة والأوقاف، ولجنة المصالحات والمئات من أهل المحافظة والمراكز والقرى المجاورة، وسط أجواء من الفرح والبهجة من أهل القرية والتكبير والتهليل، ووعد الطرفان بنبذ الكراهية والفتنة وأن تسود المحبة بينهما.
وتعود تفاصيل الواقعة، إلى عام 2015، عندما نشب نزاع بين شخصين من عائلتي آل نصر وآل حفني على الحد الفاصل بين قطعتي أرض تطورت إلى مشاجرة بين العائلتين بالشوم والعصي، انتهت بقيام المتهم "ص"" من آل حفني بقتل المجني عليه "عبدالراضي أحمد نصر" بضربة فأس على رأسه أردته قتيلا في الحال، وبعد انتهاء التحقيقات حكمت المحكمة بحبس الجاني 6 سنوات وخرج لتبدأ بعدها إجراءات التوفيق بين العائلتين، من قبل لجنة المصالحات بقيادة الشيخ خيري الشيبانى وأبوالفتيان ضرغام لتقريب وجهات النظر، وهي الجهود التي تكللت بالنجاح حيث وافق أهل المجني عليه على الصلح وقبول القودة من المتهم من آل حفني، بعد سنوات من القطيعة والعداوة والخصام.
وكان بدأت مراسم الصلح قد أقيمت بمركز شباب الشغب، بتلاوة القرآن الكريم أعقب ذلك خطبة دينية من أحد رجال مديرية أوقاف الأقصر، وثم قامت عائلة حفني بتقديم الكفن لعائلة نصر، وتم إيقاف سلسال الدم، وأعقب ذلك كلمة من اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر، وكلمة لرجل الدين المسيحي.
وفي هذا السياق، قال الشيخ خيري الشيباني الأنصاري رئيس لجنة المصالحات المشرف على الصلح، أن مساعي التوفيق بين العائلتين بدأت منذ نحو عامين، ووجدنا ترحيبا من قبل المتخاصمين لإنهاء الخصومة بينهما، لكن بعد محاولات كثيرة بالتعاون مع أمن الأقصر، وفي النهاية اتفق الطرفان على طي صفحة الخصام الموافقة على الصلح، مقدما الشكر لجهود القيادات الأمنية بمديرية أمن الأقصر ومركز شرطة إسنا في المساعدة على القضاء على مسلسل جرائم الثأر الذميمة وتحكيم العقل وتجنيب الخلافات والمشاحنات.
وأضاف الشيباني، أن رجال المصالحات يواصلون بالتعاون مع المحافظة ومديرية الأمن القيام بدورهم في الحد من تلك الظاهرة لحماية أرواح المواطنين، والعمل على إنهاء كافة الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة والتخلص من العادات والتقاليد السيئة باقتلاع ظاهرة "الثأر" من جذورها والتفرغ للبناء والتنمية الحقيقية وإعادة التسامح والمودة والحب، والعمل على تكاتف كافة فئات المجتمع في نبذ العنف ونشر التسامح وبناء مستقبل الوطن وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين.
