الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

منير فهيم.. «سكندرى» يتنفس الفن التشكيلي

ميناء الاسكندرية
ميناء الاسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منير فهيم، فنان من طراز خاص، سكندري المولد.. يتنفس الفن في كل خط من خطوط أعماله، أنتج العديد من لوحات تظهر تعدد موهبته، جسد الشخصية المصرية بإقناع موسيقي، يتسم بالذكاء، قادرًا على تحقيق الحركة البصرية والحوار الجمالي بين العناصر لخلق لوحة تخطف الأبصار بتناغم ألوانها، مزيج بين تجريد الحوار ببناء كلاسيكي.
فنان مثقف لأبعد الحدود، يتقن لغات كثيرة، يتحدث الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفنلندية والفرنسية والإيطالية، رغم رحلته القصيرة إلا أن إنتاج لوحاته وانتشارها تخطت نسبة عمره الذي عاشه، كما تأثره بالفنان السكندري محمود سعيد أيضًا، فكلاهما رسما الفتاة الإسكندرية الشعبية باختلاف الاتجاهات، كان أسلوبه يتسم بالجمال والنعومة.
ولد الفنان في ٢٦ /٦ /١٩٣٥ بمحافظة البحيرة، كان والده يعمل صرافا يتنقل من بلد لآخر داخل مصر، له سبع أخوات الذين لاحظوا موهبته وهو بعمر الست سنوات، وقدرته على الرسم المباشر لكل من يجلس أمامه، مما جعل العائلة تفتخر به وبذكائه الذي لم يكن محصورا في الرسم فقط، ولكن في المسائل الحسابية الذي يستطيع حلها والتي تسبق قدراته العقلية في هذه السن.
كان إنسانا مميزا وله حضور وشخصية جذابة جدا ومثقف لأبعد الحدود وكان يتقن لغات كثيرة، يتحدث  عدة لغات، فكان له قدرة على تعلم اللغات بسرعة رهيبة، التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام ١٩٥٦ لمدة ثلاث سنوات دراسية، وأصيب بمرض مزمن بالعظام منعه عن إتمام الدراسة، عمل بالرسم الصحفى لمدة عامين، وفتح سوقا لإنتاجه فى محلات صناعة إطارات الصور ومحلات بيع الأثاث، كان الجاليري الخاص به بمنطقة رشدي بالإسكندرية يعرض فيه لوحاته المتميزة ليست كأي محل لبيع اللوحات التجارية.
أقام أول معارضه الخاصة عام ١٩٦٩ بنقابة الصحفيين بالقاهرة، وتوالت معارضه فى الفنادق وبإشراف وزارة السياحة، ثم فى متحف محمود سعيد بالإسكندرية وقصر ثقافة الأنفوشى، وشارك بالمعارض الجماعية المحلية، مثل معرض مقتنيات القاعة بقاعة بيكاسو بالزمالك ٢٠٠٧، ومعرض «حكايات ابن البلد» بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية إبريل ٢٠١٨. معرض «الفن التشكيلى المصرى الأفريقى» بقاعتى أجيال «١و٢» بمركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية نوفمبر ٢٠١٩، ومعرض بعنوان «من مختار إلى جاذبية» بجاليرى «آرت توكس» بالزمالك ديسمبر، أقام عام ١٩٨١ معرضًا متجولًا فى الولايات المتحدة وكندا.
تقول ابنته «شرين» إن والدها له إسهامات وتكليفات من قبل وزارة السياحة، وطبعت الوزارة لوحتين من أعماله على الملصقات التى تدعو إلى السياحة فى مصر، كما طبعت بعض لوحاته فى الولايات المتحدة الأمريكية كمستنسخات تعرض فى مجال بيع الكتب والمطبوعات. كما ظهرت لوحاته في الأفلام، ومن بينها لوحة «جامعات البلح» وعنها يقول الفنان جورج بخيت: «لوحة جامعات البلح للفنان منير فهيم رسمها بأسلوب يقترب من المدرسة التكعيبية ولكن ظل محافظًا على الروح والطبيعة المصرية التي ظل متمسكًا بها طيلة حياته، اشترك بها مع لوحة (بنات النيل) ذات الأسلوب التنقيطي التأثري في بينالي الإسكندرية عام ١٩٨٢»، وعرضت اللوحة في مسلسل «سيدة الفندق» ضمن عدد كبير من أعمال الفنان الجميلة، وتعتبر الأعمال الفنية المهمة فى حياة الفنان التي تلألأت في الوسط الفني قام برسم عدد من الوجوه للشخصيات الأدبية والسياسية فى مصر وخارجها.
توفى الفنان السكندري عن عمر يناهز الـ٤٨ عام إثر أزمه قلبية، وكان يرسم لوحة جديدة طوال الليل،  وجاءت زوجته لتيقظه في الصباح وجدته قد فارق الحياة، وتناشد «شرين» وزارة الثقافة المصرية تكريم الفنان لما تركه من أعمال في مصر خارجها تعد بصمة من بصمات الفن التشكيلي الراقي المصري.