الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أبوبكر الديب يكتب: سلطنة عمان رمانة الميزان في استقرار الشرق الأوسط

أبوبكر الديب
أبوبكر الديب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الرئيس عبد الفتاح السيسي  في سلطنة عمان خلال زيارة رسمية تستغرق يومين.. عنوان لحدث يؤكد خصوصية العلاقات المصرية الخليجية، بشكل عام ومع سلطنة عمان بشكل خاص، فالدولتين الشقيقتين تجمعهما الكثير من علاقات التعاون على جميع الأصعدة حيث ترتبط مصر وسلطنة عمان بعلاقات سياسية واقتصادية قوية للغاية وتقارب الرؤي في القضايا الإقليمية والدولية وحل الصراعات والنزاعات في المنطقة وفي المحافل الدولية.

علاقة الدولتين لم تتأثر بأي تحول إقليمي أو دولي، وهي تمتد لأكثر من 3500 عام، وحرصت سلطنة عمان على دعم مصر في الكثير من القضايا من بينها مفاوضات سد النهضة، بفضل الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق والتعاون المشترك.

ويتميز اقتصاد سلطنة عمان بقفزات قياسية شملت أغلب مؤشراته، متفوفا علي توقعات صندوق النقد الدولي، في ظل تحسن أسعار النفط، وتخفيف القيود التي خلفتها جائحة كورونا، حيث نمت هذه المؤشرات بشكل كبير، كما استطاعت السلطنة تجاوز اعصار شاهين بأقل الخسائر.

وتهدف الخطة الخمسية العاشرة (2021 - 2025) على إعادة زخم النمو الاقتصادي وتسريع وتيرة الأنشطة الاقتصادية في السلطنة، والتي تسعى لتحقيق معدل نمو حقيقي متوسط في الناتج المحلي الإجمالي في حدود 5.3%، وزيادة مساهمة القطاع الخاص في الاستثمار لتصل إلى نحو 60%، وزيادة معدل الاستثمار ليصل إلى نحو 20% من الناتج المحلي الإجمالي.

ويري الصندوق أن الأنشطة الإقتصادية في سلطنة عمان ستتعافى تدريجيا، حيث من المنتظر أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي في السلطنة نموا بنسبة 1.5% بنهاية العام الجاري، يرتفع إلى 4% بنهاية عام 2026، مع تحقيق فائض في الميزانية العامة للدولة وأن الدين العام للسلطنة سيتراجع بحلول عام 2026، إلى حوالي 47% من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يسهم الضبط المالي وارتفاع أسعار النفط في تخفيض عجز الحساب الجاري إلى 0.6%

وحقق الإقتصاد غير النفطي في سلطنة عمان، ارتفاعا بنسبة 5.7%، خلال الربع الأول من العام الجاري 2021، كما أن أداء اقتصاد السلطنة ارتفع خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 10%.

وبلغ صافي إيرادات النفط حتى نهاية سبتمبر نحو 3 مليارات و908.5 مليون ريال عماني "10 مليارات و149.86 مليون دولار"، بينما سجلت إيرادات الغاز نحو مليار و422 مليون ريال (3 مليارات و692.94 مليون دولار.

ونما اقتصاد سلطنة عمان، بمعدل 10% في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، وبلغ 15.3 مليار ريال، بدعم من ارتفاع الأنشطة النفطية وغير النفطية على حد سواء، ويبدو أن اقتصاد السلطنة سيتخطى توقعات صندوق النقد الدولي، حيث توقع مؤخرًا أن ينمو بنسبة 2.5% خلال العام الجاري، في ظل تحسن أسعار النفط، وتخفيف القيود التي خلفتها جائحة كورونا وقد زادت الأنشطة النفطية في السلطنة بنسبة 8.7% مدفوعة بزيادة أنشطة النفط الخام 11% بينما تراجعت أنشطة الغاز 2%.

وتوقع صندوق النقد، تراجع دين الحكومة إلى نحو 70% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، بعد ارتفاعه إلى نحو 81%  مشيرا الي حساسية اقتصاد عمان لتقلبات أسعار النفط، وبالتالي استفادته من ارتفاع معدل النفط إلى 60 دولارا.

ومن أهم أسباب انتعاش اقتصاد السلطنة، توافر الارادة السياسية وتوجيهات السلطان هيثم بن طارق بتيسير الاستثمارات والمشروعات الصغيرة والتيسيرات الضريبية والتشريعية وإعادة هيكلة جادة للمالية العامة، على مستوى النفقات والإيرادات من خلال تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وتقليص الدعم غير الهادف للطبقة المستحقة للدعم، مثل دعمي الكهرباء والماء ومكافحة غسل الأموال ووضع قواعد جديدة للتوظيف في القطاع العام ونقل جزء كبير من الإنفاق الاستثماري المتعلق بقطاع النفط والغاز الذي يشكل 6% من الناتج المحلي من ميزانية الدولة إلى ميزانية شركة نفط عمان وتطبيق الدولة خطة متوسطة الأجل لإصلاح أوضاعها المالية التي تضررت جراء جائحة "كوفيد-19" وهبوط أسعار النفط ما ساهم بشكل واضح في تقليص حجم العجوزات المالية، وتقليص وتيرة تراكم الدين العام وتراجع العجز، حيث توقع الصندوق أن ينخفض العجز إلى 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي في العام الجاري وأن تتحول البلاد لتحقيق فائض في العام المقبل.

وأقرت عمان خطة تحفيز اقتصادي تعتمد على تخفيض الأعباء على الشركات والمستثمرين، بما يتيح لهم السيولة اللازمة للتوسع، فضلا عن تخفيض الضرائب والرسوم على الشركات وتخفيض معدل ضريبة الدخل على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعامي 2020 و2021. 

ويتميز الإقتصاد العماني بوجود مصادر متعددة كالنفط والغاز وفوائض الموازنة والفوائض التجارية الكبيرة حيث يُشكل البترول نسبة 64% من إجمالي عوائد الصادرات ونسبة 45% من الإيرادات الحكومية ونسبة 50% من الناتج المحلي الإجمالي ويعتبر قطاع المنتجات النفطية من أهم القطاعات للاقتصاد العماني وتمتلك السلطنة 5.50 مليار برميل من احتياطي النفط الخام والتي تمثل نسبة 1.2% من إجمالي احتياطيات النفط الخام بدول مجلس التعاون الخليجي وحوالي 0.4% من احتياطيات النفط في العالم ويبلغ مستوى الإنتاج الحالي حوالي 0.806 مليون برميل يوميًا وتمتلك سلطنة عمان قطاعا خاصا يتميز بالقوة والتنوع ويغطي عدة أنشطة منها الصناعة والزراعة والنسيج والتجزئة والسياحة، وتشمل صناعتها الرئيسية تعدين وصهر النحاس وتكرير النفط ومصانع الاسمنت كما أنها تسعى إلى جذب المستثمرين الأجانب في مجالات الصناعة، وتقنية المعلومات، والسياحة، والتعليم العالي. وتركز خطة التنمية الصناعية على موارد الغاز، وتصنيع الحديد، والبتروكيماويات، والموانئ العالمية كما تسعى السلطنة لتنويع التصنيع وتقليص مساهمة قطاع النفط في الناتج المحلي الإجمالي.

وبعد عام ونصف العام تقريبا من  تولي السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان مقاليد الحكم خلفا للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – رحمه الله – تواصلت مسيرة البناء والعطاء في عهد سعيد ونهضة مباركة متجددة، وظهر اهتمام سلطنة عمان بالتعاون مع كافة الدول، ما يشير بوضوح إلى ثبات السياسة الخارجية العمانية القائمة على أسس متينة داعمة للسلم والأمن الدوليين وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واعتماد الحوار وسيلة مثلي وتغليب المصلحة العامة لتسوية القضايا الإقليمية والدولية، ما جعل السلطنة رمانة الميزان في استقرار الأمن والسلام بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.