«تعذيب وحرق وحرمان من الطعام حتى الموت».. ذلك المشهد لم يكن مسلسلًا دراميًا أو مشهد من فيلم رعب، انما تجسدت أحداثه على أرض الواقع داخل إحدى المناطق الشعبية بمنطقة الطالبية.
كانت بداية القصة حينما اعتادت فتاة التغيب عن المنزل وحذرتها والدتها وشقيقتها أكثر من مرة حتى لا يلاحظ شقيقها ذلك الوضع ويقوم بعمل ثمة مشاكل معها.
ولكن للأسف ماخشيا منه حدث بالفعل وعلم شقيقها بتغيبها المتكرر عن المنزل، فقام بحبسها وحرمانها من الطعام والتعدى عليها بالضرب كنوع من تأديبها، ومارس بحقها أبشع أنواع التعذيب قائلًا: «عايزة تفضحينا وتجيبلنا العار».
توسلت الفتاة لوالدتها وشقيقتها بأن يخلصوها من بين يدى شقيقها، لكن يبدو أن تلك التوسلات لم تشفع لها أمام جحود أسرتها، وفى النهاية كتبت تلك الأسرة السطر الأخير فى حكاية نجلتهم حيث أنها لم تتحمل التعذيب التى تعرضت له وفارقت الحياة.
تفاصيل تلك الواقعة كما دونتها سجلات الأجهزة الأمنية وتحقيقات النيابة كانت بتلقى المقدم محمد نجيب رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية بمديرية أمن الجيزة إشارة من المستشفى تفيد باستقبال جثة فتاة فى منتصف العقد الثانى من عمرها بها آثار تعذيب وكدمات ونزيف داخلى ومقيمة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص وعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من والدة المجنى عليها، وشقيقتها، وشقيقها لاعتياد المتوفاة التغيب عن المنزل وقيام المتهمين باحتجازها داخل المنزل وتكبيلها والتعدى عليها حتى الموت.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة تمكنت قوة أمنية برئاسة النقيب مهند صفوت معاون مباحث قسم شرطة الطالبية من ضبط والدة وشقيقة المجنى عليها وجار ضبط شقيقها، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.