فصل جديد من فصول الجرائم الأسرية الدموية؛ نفذها بائع فاكهة «له معلومات جنائية مسجلة»؛ عندما أقدم على قتل شريكة حياته ضربًا بآلة حادة على الرأس؛ ووضع جثتها ببطانية وحملها داخل الدراجة النارية «تروسيكل»؛ ملكه والذهاب بها الى إحدى المناطق الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر بمحافظة الجيزة؛ و قام بسكب مادة تساعد على الاشتعال «بنزين»؛ وأضرم النيران بجثتها لإخفاء معالم جريمته.
ظن القاتل أنه هرب بفعلته التى أنهى فيها حياة رفيقته فى الكفاح الذى استمر لمدة عشر سنوات كاملة.
تعود البداية إلى عشرة أعوام سابقة؛ عندما كانت تعيش الفتاة «رانيا أ»؛ وسط عائلتها بمسقط رأسها بمحافظة دمياط؛ تحلم كباقى أقرانها بالفستان الأبيض وفارس يأتى على جواده يحملها ويهرب بها إلى عالم جديد ظنت بأنه وردى، إلى أن تقدم لخطبتها «بسام ج»؛ شاب وحيد يعيش اليوم بيومه يكد ويعمل فى مجال بيع الفاكهة؛ ووافق أهل الفتاة على الزيجة؛ لتنتقل «رانيا» إلى كنف زوجها؛ وتنتقل معه إلى مسكنه بمدينة ٦ أكتوبر بمحافظة الجيزة، سريعًا ما تبددت أحلام الفتاة وتحولت إلى كابوس يضيق يومًا بعد يوم على عنقها؛ بعد أن تضرعت مرارة الأيام مع ذلك الرجل الذى لم تألفه ولكن ما كان يدفعها للتحمل ذلك الذى يتحرك فى أحشائها! نعم إنه طفلها الأول «كريم» الذى خرج إلى وسط حياة أسرية مفككة بين والديه، تعثر الزوج وخرجت الزوجة للعمل كبائعة مناديل وسبح وأشياء من هذا القبيل آخذة على عاتقيها تحمل الإنفاق على ذلك الزوج الباطش الذى كان يذيقها وصلات من الضرب والتعذيب اليومية وكذا من أجل ابنها الذى كان سببًا رئيسيًا فى الابقاء على استمرار تلك الزيجة.
مرت الأيام والسنون حتى أكملت الزوجة عشر سنوات؛ مع ذلك الزوج الذى قرر إنهاء حياتها بدم بارد؛ وهانت عليه العشرة ونسى كل ما قدمته له تلك الزوجة المسكينة، حيث عادت يوم الواقعة من عملها حامله فى أحشائها حملها الثانى الذى قاربت فيه على انتهاء الشهر الرابع؛ وأخبرت زوجها بأنها ذهبت إلى أحد الأطباء الذى أخبرها بأن نوع الجنين أنثى ليجن جنون الزوج الذى يكره خلفة البنات، تدارك الزوج الأمر سريعًا وطالب زوجته بالإيراد اليومى وعندما أعطته ما كان بجعبتها ٣٠٠ جنيه، رفض وطلب زيادة لتخبره زوجته بأن تلك الأموال هى فقط ما تملكه، طالبها الزوج بالذهاب إلى والدها وطلب بعض الأموال؛ بعد علمه بتحصل شقيقتها على مبلغ مالى من والدها وإعطائه لصهره وشراءه دراجة نارية «توك توك»؛ رفضت الزوجة طلب زوجها لينهال الزوج عليها ضربًا.
حاولت الزوجة المسكينة الهروب من بين يدى زوجها؛ الذى التقط قطعة حديد «مأسورة»؛ وانهال عليها ضربًا على رأسها لتسقط قتيلة غارقة فى دمائها وسط غرفة نومهما، خرج الزوج ليطمئن بأن نجله الذى قارب على عامه الثامن لم يسمع بجريمته ومشاجرته مع والدته، وبالفعل فور خروجه سأل الطفل عن والدته ليخبره بأنها ذهبت للخارج لشراء بعض الطلبات وسوف تعود مرة أخرى، طمأن الرجل نجله وطالبه بالخلود إلى النوم ودخل على غرفته مرة أخرى ليفكر فى حيلة شيطانية يهرب بها من جريمته سرعان ما وجدها فلم يشعر بأى شفقة تجاه جثة زوجته ولم يرعبه هذا المنظر والدماء تسيل من جثة زوجته داخل غرفة النوم، بل وضع الجثة داخل بطانية وحملها ووضعها بالتروسيكل الخاص بعمله فى بيع الفاكهة والخضروات، تحرك قاصدًا مكانًا صحراويًا هادئا خاليا من السكان وهناك ألقى بالجثة وعاد إلى المنزل.
فور وصوله إلى منزله؛ جال بخاطره بأن يمر أحد من ذلك الطريق ويبلغ الشرطة؛ وحينها ينكشف أمره، أفرغ المتهم بعضا من مادة البنزين من التروسيكل فى زجاجة مياه فارغة بواسطة خرطوم واستقل دراجته مرة أخرى وعاد إلى مكان إلقاء جثة زوجته وسكب عليها البنزين وأشعل بها النيران ليمحى ويطمس معالم الجثة ويصعب التوصل إلى هويتها، عاد إلى منزله مرة أخرى ومع عدم استجابة المجنى عليها على هاتفها وسط قلق أهلها؛ الذين تواصلوا مع زوجها عدة مرات وفى كل مرة ينفى معرفته مكان ابنتهم برواية مختلفة؛ دب الشك فى قلوبهم وقرروا محضرًا بتغيب نجلتهم لمدة ٦ أيام واتهام زوجها بالتسبب فى اختفائها ليتم ضبط الزوج وبمناقشته عدة مرات؛ ومع اختلاف رواياته عن اختفاء زوجته وبتضييق الخناق عليه أقر بقيامه بقتلها بسبب خلافات أسرية.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما سجلات ضباط مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر بمديرية أمن الجيزة؛ كانت بتلقى الرائد هانى عماد رئيس وحدة المباحث بلاغًا من والدة ربة منزل أصل إقامتهما محافظة دمياط؛ مفاداه تغيب نجلتهما بائعة مناديل؛ متزوجة من بائع فاكهة ومقيمين بدائرة القسم واتهام زوجها بالتسبب فى غيابها نظرًا لوجود خلافات مستمرة بينهما، ويعمل التحريات تبين صحة البلاغ وتغيب نجله المبلغين، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبقًا النيابة العامة أمكن ضبط الزوج؛ وبمناقشته أنكر معرفته بمكان اختفاء زوجته؛ وتضاربت أقواله؛ وبتضييق الخناق عليه أقر بقيامه بقتل زوجته بسبب خلافات بينهما؛ وبإرشاده تم العثور على الجثة بها آثار ضرب بآلة حادة؛ وحروق متفرقة بالجسد؛ وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة؛ وتم تحرير محضر بالواقعة والعرض على النيابة العامة؛ التى انتدبت طبيبًا شرعيًا لتشريح جثمان المتوفاة؛ وصرحت بتسليم جثمان المجنى عليها إلى ذويها، كما أمرت النيابة العامة بأكتوبر بحبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيقات؛ واصطحب فريق من النيابة المتهم إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمته؛ وطلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية ولا تزال التحقيقات مستمرة.