صغارا كانت الحياة أكثر متعة وتسلية رغم قلة المسليات كان التلفاز والراديو هما الوسيلتان الوحيدتان المتاحتان داخل البيت في أي وقت كانت القنوات تبث برامج ومسلسلات مصرية قبل اختراع الدِش... هذا بخلاف بعض الألعاب الورقية، ورغم ذلك كان الحياة أكثر هدوئا وأقل صخبا من الآن.
كانت البيوت تغلق أبوابها فلا تعلم هل أهلها جوعي أم شباعا هل هم سعداء أم أكل الحزن أفئدتهم كان غلق الباب سترا لأهل البيت
أما الآن أصبحت بيوتنا من زجاج الجميع يرانا أتم الله ستره فكسرنا نحن حاجز الستر وصنعنا جدران بيوتنا من الزجاج الشفاف.
فأصبح مطعمنا على شاشة الهاتف وخروجاتنا ونزهاتنا وسفرنا ومرضا وحتي الموت لم يسلم منا وصار كل شيء مذاع بالصوت والصورة.
حياتنا أصبحت لايف وأفراحنا ومأتمنا حتي أدق الخصوصيات صارت للنشر.
البعض اعتنق ديانة المال والشهرة فنجد قنوات على يوتيوب تعرض سيدة كل يومها مصور تحت مسمي اليوميات قنوات تستحق الإبادة.
لا ننكر أن هذه القنوات لا تمثل في الحقيقة إلا سلوك أصحابها ولكنها أمام الناس تمثل سلوك شعب ففي المواقف المهينة يقولون شوف المصريون ماذا يقدمون فهم نكرة لا يذكر اسمهم ذاكر كل مايتذكرونه جنسيتهم.
ليتهم يغلقون هذه المستنقعات والمؤسف أن البعض يتعاطف بحجة أنها تدر دخلا لأصحابها ولكن هيهات تموت الحرة ولا تأكل بنهديها إنها قنوات دياثة تنشر الفجور والدعارة بشكل مقنن.
ليتنا نعود للخلف لقد رأيت في الميديا أسوأ جوانبها فقد أصبحت وسيلة للتشويه والقتل المعنوي ناهيك عن خيانة المجالس وتسجيل الجلسات والمحادثات الهاتفية واسكرينات الشات وما إلى ذلك.
وكذلك أصبحت مادة للتلميع فنجد من لا هدف ولا معني ولا طائل منه يطل علينا بلايف وكأنه عنتر زمانه والحقيقة أن اللايف اثبت لنا جهله ليس أكثر.
استخدمنا الميديا في المضايقات والتطفل وفي التشهير وفي كل ماهو خاطىء وأخيرا يستخدم للتسول قنوات علي التيك توك لشخص يتسول أو سيدة تتسول إلكترونيا !!!
كفاكم بالله ماتفعلون فقد بلغ السيل الزبى ولم نعد نطيق.
سوء استخدام التكنولوجيا هو كارثة بكل المقاييس تضر بالمستخدم ومن حوله والمجتمع ككل.
لو بحثت هتجد أكثر الشباب اللذين كانوا يعملون بأيديهم حرف يدويه بسيطه اتجهوا للتيكتوك لجمع المال وبعضهم لليوتيوب مع زوجاتهم لعمل مايسكونه باليوميات
وأخيرا وليس اخرا تركوا لنا من نسلهم علي الفيسبوك من يخربون كل جميل ويفسدون كل صالح ومن لاعلم ولا رأي له ليفتي فيما لا يعلم.
نحن بحاجه لتوجيه وتنقيه حقيقية.
ان استمر الامر سنغوص في مجتمع بذيء.
نريد أن نعود للخلف.
حيث التدين والاحترام والسلوكيات المهذبة نريد أن نعيش كما كنا.
كانت النساء بلا حجاب ولكنهن كن يتمتعن بالعفة والرقي كان الأطفال بلا ألعاب إلكترونية ولكنهم مهذبون سلوكا وشكلا يتعلمون فنا ورسما وموسيقي تجمل من أخلاقهم وتسموا بهم كان الرجال قدوة كان الدين خلق نراه في تعاملاتنا.
نريد صورة من ألبوم قديم نحيا بها أسر مترابطة تجمعها طاولة الغداء بدلا من الوجبات التيك اواى.
صورة أسرية الأب يجلس وخلفه زوجته يدها علي كتفه وحولهما أبناؤهم بدلا من التشتت والعقوق وقتل الأبناء للآباء واعتداء الآباء علي بناتهن ومايشيب له الوليد ويندى له الجبين.
نريد افراحا تجمعنا وأحزان نتقاسمها بدلا من رسائل واتساب للتعزية أو المباركه نريد حياة نابضة لا مشاعر الكترونية متجمدة.
فلنحاسب انفسنا ونبدأ من داخلنا نطور من ذواتنا ونعود لأخلاقنا الفاضله.
آراء حرة
أحن إلي خبز أمي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق