أصدرت الدار العربية للعلوم “ناشرون” عدة إصدارات حديثة تتنوع ما بين الكتب الأدبية والفكرية والكتب والروايات المترجمة.. نرصد أبرزها في التقرير التالي:-
ربيع لم يزهر
تشكّل رواية "ربيعٌ لم يُزهر" للكاتبة الدكتورة نجمة خليل حبيب شهادة على معاناة الإنسان الفلسطيني في لبنان أثناء الحرب الأهلية وصولاً إلى الاجتياح الإسرائيلي؛ فتعيد إلى الذاكرة مشاهد من القتل المجاني الذي استشرى في مخيمات الفلسطينيين بما فيها أحداث مخيمات ضبية وصبرا وشاتيلا وحصار العاصمة بيروت وانقسامها إلى مناطق نفوذ، احتلتها مجموعات متقاتلة وعاثت بسكانها قتلاً وتدميراً، وقد اتخذت من بعض الشعارات "الوطنية" مبرراً لأفعالها. من هنا يمكن فهم نزوع التصوير الروائي إلى تشخيص التشرد الفلسطيني عبر قيم أسلوبية تستنفر لها الروائية عدةَ الوصف الدرامي المفعم قتامة، حيث تتسرب الظلال الأسيّة إلى تجاويف الشخصيات الروائية،
"أنت تشرق ..أنت تضيء"
من سحر الفيوم وفنون العمارة فيها وآثارها الضاربة في عمق التاريخ، ومن حضارة روما ومتاحفها العريقة تستوحي الكاتبة رشا عدلي روايتها هذه وترسم ملامح المشهد السردي، وأبعاده، ووظيفته الأيديولوجية، من خلال حكايتين اثنتين أساسيتين تسردهما الرواية وتقارن بينهما. الحكاية الأولى تعود إلى القرن الأول بعد الميلاد، والثانية إلى أواخر القرن العشرين وصولاً إلى القرن الواحد والعشرين. وعلى هذا التباعد في الزمن الروائي فإن ثمة تقاطعاً في الأمكنة الروائية. ذلك أن شخصيات الحكايتين قد تجوب الأماكن عينها، وقد تشترك في طريقة التفاعل مع الأماكن ومواجهة العقبات التي تضعها الحياة في طريقها.
ويضيف الناشر في تقديم الرواية هذا اللقاء المستحيل بين حضارتين مختلفتين وزمانين متباعدين انتخبت لروايته الكاتبة رشا عدلي "رنيم" وهي باحثة مصرية عاشت في إيطاليا وتخصَّصت في دراسة فنون الحضارات القديمة. تنضم من خلال عملها إلى مشروع مخصص للكشف عن مومياوات الفيوم، وله علاقة بمومياوات مصرية معروضة في قسم الآثار الرومانية في واحد من أهم متاحف روما. وأثناء جولتها في المتحف تجد نفسها أمام لوحة نُزعت من وجه مومياء تشكِّل أيقونة من الجمال والسحر والجاذبية؛ امرأة في نهاية العقد الثاني، يظهر منها جانب وجهها الأيسر، بينما يختفي الجزء الأيمن وكأنَّ أحدهم تعمّد أن يقسم وجهها إلى نصفين. ومن هنا تبدأ رنيم مع أعضاء الفريق البحثي والمؤرخين بفكّ اللغز وتفسيره بتسخير كل الامكانات العلمية للبحث عن الجزء الناقص من اللوحة واكتشاف هوية صاحبتها!!
"فسحة ضوء"
تقتفي الروائية ندى العنداري آثار الخراب التي خلفتها الحرب على مشاعر امرأة تحاول الانتصار على نفسها والظروف؛ وهي إن اكتفت فيها ببطلة واحدة لم تسميّها فإنها تبوحُ بحكاية كل لبناني وجد نفسه حبيس حرب عبثية وخيارين لا ثالث لهما، إما الموت وإما الهجرة. وعلى الرغم من اختيار بطلة الرواية قرار الهجرة رفقة طفلها إلى زوجها في الخارج؛ فإن الوطن بقي أسير ذاكرتها؛ فثمة تجربة وجدانية حافلة بكل أنواع المشاعر حاضنة كل لحظات الحياة وتفاصيلها الدقيقة تبوح بطلة الرواية بأسرارها وتداوي نفسها بنفسها...
"فسحة ضوء" شهادة روائية على زمن الحرب، تصف ألم الفراق، مثيرة للذاكرة، تنقل القارئ في الزمن إلى الوراء.. تروي لحظات يعيشها المرء ولا يكون فيها مفرّ من المواجهة.
كتاب الحياة: كيف يصنع الموت؟
في ظل صراع العالم مع جائحة كورونا والدمار الهائل الذي تسببت به تبرز لنا مجموعة من الأسئلة المهمة: هل الجائحة هي نتاج فيروس موجود في الطبيعة أم أن هناك يداً سيئة امتدت الى صبغات الفيروس الوراثية وتلاعبت بها؟ هل الفيروس ومتحوراته كان نتاج تفاعلات طبيعية أم أنها حرب بين قوى عظمى؟ هل يستطيع العلم أن يمد أذرعه عميقاً إلى هذا الجانب المظلم والمخيف من الحياة؟
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها "كتاب الحياة: كيف يصنع الموت؟" لمؤلفه الأستاذ عبد الله بن علي الشنبري الذي يروي لنا قصة بداياتها الأولى التي كانت قبل أكثر من مئة عام وفي إحدى الزوايا المظلمة في مدينة عتيقة حيث كان هناك رجل يجلس منفرداً داخل غرفة ضيقة، عفنة ومملوءة بالحشرات، يعبث بذبابة وهو في قمة حيرته. لم يعلم حينها أنه يستعد لإطلاق ثورة ستغيّر وجه العالم، والأغرب أنه لم يقصد ذلك.
يضم الكتاب مقالات علمية في علم الجينات وعلم الهندسة الوراثية ودورهما في علاج أمراض السكري والألزهايمر وشلل الرعاش (باركنسون) ونقص وأورام الدم والهرم والأمراض النفسية المعقدة مثل الفصام والصرع؛ كما في إنتاج الأدوية وإنتاج الأعضاء لمن يعانون من فشل الأعضاء كالكبد أو الكلى، كما يشرح الكتاب دور الهندسة الوراثية في إنتاج الوقود الذي سيمكّن البشرية من الاستغناء عن الوقود الأحفوري، وفي إنتاج الطاقة والكهرباء في المنازل أو وقود الطائرات والسيارات والسفن وكل ذلك بأسعار رمزية.