مواقف لا تنسى للأطباء والمدربين، الذين يسرعون من أجل إنقاذ اللاعبين، من الموت المحقق، في ملاعب كرة القدم، وغيرها من الرياضات، وبالتالي فإنهم جنود مجهولة في الحفاظ على حياة البشر.
فقد تعرضت لاعبة السباحة الإيقاعية الأمريكية، أنيتا ألفاريز، لحادث غرق محقق، في قاع المسبح، إثر تعرضها لحالة إغماء، خلال فعاليات بطولة العالم للألعاب المائية، التي أقيمت في العاصمة المجرية بودابست، حيث لم تكن تتنفس في القاع، حتى هرولت مدربتها أندريا فوينتيس، وقفزت في الماء، لتسحب صاحبة الـ25 عامًا إلى السطح، وساعدتها على الإفاقة، مما يؤكد أن المدربة تدخلت في الوقت المناسب.
وفي الـ17 من يونيو 2012؛ نشر الموقع الرسمي للنادي الأهلي، أن طبيب الفريق الأول لكرة القدم السابق، إيهاب علي، أنقذ سلمان المؤشر، لاعب الوحدة السعودي السابق من الموت، بعدما تعرض لهبوط في الدورة الدموية، أثناء سفر الأهلي والوحدة إلى مدينة أنطاليا التركية، التي استضافت معسكر الفريقين في هذا الوقت.
كما أنقذ إدريس الدناع، مدرب أواسط الصقور الليبي، لاعبًا من فريق المحلة من الموت، حينما كان يتابع المباراة بين الفريقين من المدرجات، وشاهد اصطدام اللاعب على الأرض، ولم يفكر وقتها إلا بالقفز داخل الملعب، وفتح فمه ووضع إصبعه بداخله، وأخرج لسانه قبل ابتلاعه.
وفي عام 2016؛ نجح تحسين أبوالسادات، الحكم المساعد الدولي السابق، في إنقاذ حياة أحمد أيمن، ناشئ فريق الشرقية، خلال أحداث المبارة التي جمعت بين فريقي المصري البورسعيدي والشرقية، ضمن بطولة الجمهورية لكرة القدم تحت 17 عامًا، وذلك حينما تدخل حكم الراية، عندما شاهد اللاعب ساقطًا على الأرض، وبلع لسانه نتيجة اصطدامه بحارس المنافس، قبل أن يقدم أبوالسادات الإسعافات اللازمة للاعب، وأعاد لسانه لموضعه مرة أخرى.
بينما أنقذ كريم ممدوح طبيب فريق نبروه، حمادة فاروق، لاعب الكهرباء، عقب بلع لسانه في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، التي أقيمت في الدور التمهيدي الرابع لكأس مصر عام 2017.
ولولا تدخل المدرب أبوطالب العيسوي، كاد حسني عبد ربه مدير الكرة بنادي الإسماعيلي، أن يفقد شقيقه أحمد، في عام 2017، حيث تعرض الأخير لإصابة قوية، خلال مباراة أبوصوير الودية أمام الدراويش، بعدما بلع لسانه، قبل تقديم الإسعافات اللازمة له.
وفي إحدى قصص البطولة، ذكاء وفطنة مدرب ينقذان لاعبًا بالدوري الصيني، بعدما ارتطمت الكرة بوجهه، ليسرع المدرب بالتدخل، والنزول إلى أرضية الميدان، ليساعد اللاعب المصاب على التنفس، وهو ما نجح فيه.
أما سهيل الشملي، طبيب منتخب تونس لكرة القدم، في عام 2018، فقد أنقذ لاعبًا من منتخب النيجر، من موت محقق، خلال لقاء جمع المنتخبين، في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، حيث سارع الشملي إلى إسعاف اللاعب كاتاكوري بوريما، الذي فقد وعيه، رغم تدخل الطاقم الطبي للنيجر، بهدف إسعافه بلا جدوى، لكن نجح طبيب المنتخب التونسي في مساعدة اللاعب، لاستعادة وعيه مرة أخرى. وهذه هي المرة الثانية، التي تدخل فيها الطبيب التونسي بنجاح في مثل تلك الحالات الخطيرة، فقد أنقذ من قبل لاعبًا بمنتخب سوازيلاند، عندما سقط مغشيًا عليه.
وفي عام 2019؛ أثارت واقعة جدلا كبيرًا، حين كاد الوسط الرياضي يشهد حالة مأساوية، في الممتاز ب، لكن يقظة طبيب أنقذت الموقف، حيث تدخل طبيب نادي سيراميكا كليوباترا، فريد رضوان، أثناء مباراة الفريق أمام النصر، ضمن منافسات الجولة الثالثة، من مجموعة القاهرة، بدوري الدرجة الأولى، عندما رأى مشهدًا من المدرجات، بعد حصوله على البطاقة الحمراء، وهو سقوط لاعب سيراميكا، حسين زكي، بعد كرة مشتركة مع لاعب الخصم، فقفز الطبيب إلى الملعب، وساعد الطاقم الطبي لفريق النصر، في إعادة لسان حسن زكي لوضعه الطبيعي، بعدما استدعاه لاعبو سيراميكا، لينقذ الطبيب المطرود حياة اللاعب من موت محقق.
وكاد علي، نجل أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، أن يبتلع لسانه، بعدما سقط بشكل خاطئ، خلال مباراة للناشئين، بين بيراميدز والأهلي، قبل تدخل الجهاز الطبي للمارد الأحمر، بقيادة محمد إمام، طبيب الفريق، لإنقاذ لاعب بيراميدز، حيث أكد ميدو، أن الفضل في تحسن حالة علي، يعود لجهاز الأهلي الطبي، الذي تعامل باحترافية شديدة، مما أدى لعدم حدوث مضاعفات.
ونجا هشام حافظ، ظهير أيمن مصر للمقاصة، من الموت بأعجوبة، بعد ابتلاع لسانه، حيث أنقذ حياته طبيب فريق طلائع الجيش، أثناء المباراة التي جمعت الفريقين، ضمن منافسات الأسبوع التاسع من مسابقة الدوري.
وعلى مستوى اللاعبين، الذين أنقذوا زملاءهم من الموت، حيث يأتي سيمون كيير، قائد المنتخب الدنماركي، الذي لعب دور المنقذ في الواقعة الشهيرة، التي سقط فيها لاعب خط الوسط، كريستيان إريكسن، ببطولة يورو 2020، وفور سقوط الأخير على الأرض، هرول "كيير" نحوه، واطمأن أنه لم يبتلع لسانه، وقام بتعديل وضعيته، وتثبيته على ظهره، وقام بعملية الإنعاش القلبي الرئوي له، قبل وصول المسعفين إلى اللاعب، وهو ما أسهم بشكل مباشر في إنقاذ حياته، وفقًا لصحيفة «ميرور» البريطانية.
فيما هرع النجم الكولومبي خاميس رودريجيز، لاعب الريان القطري، نحو المدافع المالي، عثمان كوليبالي، لفريق الوكرة، الذي سقط في مشهد مرعب، في محاولة لإنقاذه من سكتة قلبية، حيث قام بتعديل رأسه، ليتمكن من التنفس بشكل صحيح، وهو ما أسهم في إنقاذه من الموت، وفقًا لما قاله الأطباء.
