لم يكن الفلاح الشاب يفكر في الاستثمار بإنتاج هذا المحراث الصغير الذي يعمل بموتور منزلي كهربائي ولا حتى اختراعه؛ فهو فلاح لديه الهواية وحب الابتكار لما هو جديد من محتويات البيئة الصديقة، وكان يؤرقه تنظيف الحشائش داخل أرضه المزروعة بمحصول نبات الذرة الصيفي بجوار منزله الريفي البسيط، ومساعدة أشقائه وأبناء عائلته ممن يعملون في أعمال الفلاحة الذين أرهقتهم الطريقة التقليدية لتنظيف الحشائش بالزراعات المتنوعة.
عبدالله عبيد، شاب ذات الـ٢٦ ربيعا، لم يستكمل تعليمه حتى الإعدادية، وأحد أبناء قرية العزالي التابعة لقرية سيلا دائرة مركز الفيوم، لديه الكثير من الهوايات، أهمها ابتكار كل ما تحتاجه أسرته من أدوات الزراعة الحديثة التي تساعدهم على سرعة وإنجاز أعمال الزراعة بأرضهم الزراعية المجاورة للمنزل بأقل التكاليف الممكنة.
يقول « عبدالله» اختراعي عبارة عن عزاقة آلية بماتور كهربائي لتنظيف الحشائش بالزراعات المتنوعة بالأراضي الزراعية، مشيرا إلى أنه سبق وأن طور حصادة للقمح توفر المال والوقت والمجهود.
وأضاف أن «العزاقة» قضت على معاناة الفلاح للتنظيف الحشائش وعمل خطوط للزراعة داخل الأرض وحرثها، ومن ثم توفير الكثير من مياه الري في الأرض أثناء أعمال ري الزراعات، مشيرا إلى أن « العزاقة» تكلفت نحو ألف جنيه فقط.
«عبد الله» اهتدى إلى تجهيز وحدات صنعها من خامات ومواد متوافرة محليًّا، بعدما كانت عبارة عن خردة داخل المنزل، عن طريق دمج المعدات والتي كانت عبارة عن موتور منزلي متهالك وفريون ثلاجة متهالكة لم يستعمل بعد بديل لتانك البنزين، وقطع من التروس وجنازير الدراجات البخارية، وقطعة حديدية تسمى «فجاج » لفتح الأرض أمام الفلاح وقطعة أخرى لغلق الخط، وهي المحراث بسنونه المعروفة، وقطع حديدية لصناعة هيكل للمعدة الآلية، وتعمل الآلة بضبط تحكم ميكانيكي كهربائي بسيط جدًّا، يقوم بتشغيل موتور المياه الكهربائي عن طريق ٣ لتر من البنزين بمبلغ ٢٥ جنيها، والتي تحرث مقدار فدان من الزراعات المتنوعة في وقت قصير وتوفر للفلاح نحو ١٢٠٠ جنيه تأجير عمالة، وأيضا وقته ومجهوده وماله، والقضاء على العمالة التي تؤرق الفلاح بمبالغ مالية طائلة.
يقول شقيقه، ويعمل فلاح، إن« العزاقة الآلية» فكرة عبقرية وفرت الوقت والمجهود، كما وفرت مياه الري وخاصة لمحصول الذرة الصيفية، قائلا: الخطوط التي تمهدها هذه الآلة تسهل لنا عملية الري وتوزيع المياه بشكل ممتاز، فهذا المحصول إذا زادت مياه الري لم ينتج لنا محصول كبير، فاختراعه قضى على هذه المشكلة التي تؤرق الفلاح وتسبب في خسارته بمحصول الذرة الصيفية.
يعود عبدالله عبيد ليقول كما ما أحتاجه هو دعمي من المصانع المهتمة بصناعة المعدات الخاصة بأعمال الزراعة، وأتمنى الحصول على دعم مالي لتطوير التقنية وتعميمها بالمحافظات، مشيرا إلى أنه لديه الكثير من الأفكار التى تساعد الفلاح، لكنه يحتاج إلى تمويل حتى تري النور.
البوابة لايت
تقضي على معاناة الفلاح.. ابن الفيوم يخترع «عزاقة آلية»
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق