عقد أساقفة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك، مجمعهم المقدّس السنويّ في المقرّ البطريركيّ في بازيليك سانتا ماريّا إن كوزمدين (المزيّنة) في روما، برئاسة البطريرك يوسف العبسي. استُهلّت أعمال المجمع بزيارة إلى قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، عبّر فيها عن فرحه وفرح الأساقفة بلقاء قداسته، وطلبوا بركته الرسوليّة على آباء المجمع وعلى بلادنا المتألّمة في الشرق ومؤمنيها. وتمنّوا له الشفاء التامّ والعاجل من العارض الصحّيّ الملمّ به.
أثناء السينودس استقبل الآباء رئيسَ المجمع المقدّس للكنائس الشرقيّة الكاردينال ليوناردو ساندري و المطران جورجيو غالاّرو أمين سرّ المجمع، وشاركوه هواجسهم فيما يتعلّق بالحضور المسيحيّ في الشرق.
في الشأن الكنسيّ، درس الآباء شرع كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك الخاصّ، وجملةً من الشؤون الكنسيّة المتنوّعة، واطّلعوا على أعمال اللجنة الخاصّة المكلّفة بالتحضير للذكرى المئويّة الثالثة لإعلان الشركة الكنسيّة بين البطريركيّة الروميّة الأنطاكيّة وكنيسة روما، ووضعوها تحت عنوان "كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك: مسيرة مسكونيّة 1724-2024". كما اتّفقوا على الوثيقة الخاصّة بكنيستنا المزمع رفعها إلى الفاتيكان بمناسبة انعقاد سينودس الأساقفة سنة 2023، بعنوان "من أجل كنيسة مجمعيّة: شركة، مشاركة ورسالة"، التي هيّأتها اللجنة البطريركيّة المكلّفة بإعدادها. ثمّ انتخبوا أساقفة للإيبارشيّات الملكيّة الشاغرة: بعلبك وصور والولايات المتّحدة الأميركيّة والأرجنتين، على أن تُعلَن أسماء المنتَخبين بعد نيلهم موافقة الكرسيّ الرسوليّ. كما انتخبوا قدس الأب جان - ماري شامي أسقفًا نائبًا بطريركيًّا في مصر والسودان.
في الشأن العامّ، خيّم على الآباء هاجس التضامن مع أهلنا وأبنائنا في بلادنا الشرقيّة التي لا تزال تعاني من أزماتٍ ضاغطة على مختلف الأصعدة، السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة. ورفع الآباء الصلاة على نيّة أن تتحسّن الأوضاع الاقتصاديّة في سوريا ويُرفَع عنها الحصار السياسيّ والاقتصاديّ فيعمّ فيها السلام والطمأنينة.
كما أعرب الآباء عن أملهم أن تواصل العمليّة الديموقراطيّة جَريها الطبيعيّ في لبنان بعد الانتخابات النيابيّة الأخيرة، فتُشَكَّل الحكومة بأسرع وقت ممكن تمهيدًا لانتخاب رئيس جديد للبلاد، على أمل أن تتحسّن الأوضاع المعيشيّة المنهِكة ويعود الأمل إلى الناس. تحقيقًا لهذا الغرض، يطلب الآباء من قادة البلد أن يتعالَوا فوق مصالحهم الشخصيّة وينظروا إلى مصلحة الوطن العليا، ويعملوا على تخفيف آلام الشعب الفقير والمحروم من أبسط سُبل الحياة من غذاء ودواء وكهرباء.
كما عبّر الآباء عن تضامنهم مع آلام الشعب الفلسطينيّ ومسيحيّي الأراضي المقدّسة، متمنّين حلًّا عادلًا للقضيّة الفلسطينيّة، واستنكروا مقتل الصحايّة شيرين أبو عاقلة، وهي من بنات كنيستنا الروميّة الملكيّة، واستمطروا الرحمة على روحها وعلى أرواح الشهداء كافّة الذين سقطوا ويسقطون كلّ يوم على أرض فلسطين الغالية.
ورفع الآباء صلاتهم على نيّة باقي البلاد العربيّة وثمّنوا تمسّك أبناء جالياتنا في الاغتراب بتراثهم الملكيّ الشرقيّ، وقدّروا غاليًا جهودهم الحثيثة في إعانة أهلنا في الشرق، معنويًّا ومادّيًّا. وتحقيقًا لذلك، أوصوا بتعيين مندوب بطريركيّ لدراسة إمكانيّة إنشاء رعايا في بلدان الاغتراب التي لا رعايا ملكيّة فيها.
وصلّى الآباء من أجل أن يحلّ السلام العالميّ أينما كان، لا سيّما بين روسيا وأوكرانيا، سائلين الربّ "أمير السلام" أن يبلسم الجراح ويسرّع في المصالحة بين الشعوب المتحاربة، طالبين الرحمة على أرواح الضحايا البريئة. بركة الربّ تكون معنا إلى دهر الداهرين. آمين.