الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة: مصر تقدم مساعدات للاجئين من 150 جنسية.. جهودها ساهمت في تخفيف مآسي الأوكرانيين.. نتعاون مع كافة المؤسسات لتوفير فرص عمل للحد من الهجرة غير الشرعية

البوابة نيوز تحاور
البوابة نيوز تحاور لوران دى بوك رئيس بعثة المنظمة الدولية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لوران دى بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة، عمل خلال أكثر من 25 عامًا مع المنظمة، واكتسب خلال تلك الفترة خبرة جيدة في تطوير المشاريع وإدارتها وعلاقات المانحين وجمع الأموال والمعلومات والاتصالات، في مختلف المجالات المتعلقة بالهجرة، وتخصص في إدارة أزمات الهجرة في البلدان المتضررة من الأزمات التي يسببها الإنسان والكوارث الطبيعية، كما تمكن من الربط  بين الاستجابة للإغاثة الفورية للانتقال والانتعاش وكذلك التدخلات الإنمائية طويلة الأجل.

التقت «البوابة نيوز» لوران دى بوك، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة، أحد أبرز العاملين في ملف الهجرة على المستوى الدولي، وهو بلجيكي الجنسية وحاصل على شهادتين في الشئون العامة والدولية من جامعة لوفان لا نوف في بلجيكا وجامعة تيلبورغ في هولندا. 

 

نص الحوار:

 

تحديات كثيرة تواجه المنظمة لا سيما في ظل صراعات مشتعلة وأخرى تنذر بالاشتعال في الشرق الأوسط وأوروبا.. ما الجهود الاستباقية لمواجهة ما ينجم عن هذه الصراعات من هجرة جماعية ؟

سأتحدث أولا عن أسباب الهجرة، فيجب أن نعلم أن هناك سببين رئيسيين للهجرة، هناك كوارث طبيعية وهناك كوارث يصنعها الإنسان مثل الحروب والصراعات. وبالنسبة للكوارث الطبيعية نقوم بتقييم الأمر، حيث تؤثر التغييرات المناخية علي طبيعة البشر وحياتهم وتتسبب في هجرتهم، فمثلا مع كوارث التصحر وندرة المياه يكون تأثيرها بطيئا علي البشر، ونتعامل مع تلك الحالات بالنشاط التحسبي ونتعامل حينها مع السكان المحليين لتحديد القضايا الأساسية ووضع حلول عاجلة لها، والتي يجب أن تتناسب مع الثقافات المحلية، لأنه أحيانا نواجه بعض الثقافات التي تعترض علي الحلول، ونحاول في تلك الحالات مساعدة الفلاحين وتحسين نظم الري الخاصة بهم للتغلب علي بعض الأزمات مثل التصحر، وأيضًا إقامة دورات تدريبية لهم للتعرف علي أسباب المشكلة والتغلب عليها.

أما عن الكوارث البشرية والتي يصنعها الإنسان والناتجة عن الحروب والصراعات، فمن الصعب للمنظمة أن يكون لنا فعل وقائي حينها، لأننا نتعامل وقتها مع الأشخاص المهاجرين داخل الدولة أو خارج حدود الدولة، وبالنسبة للمشردين داخل الدولة نتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للاجئين لتوفير المسكن والغذاء والتعليم والرعاية الصحية لهم، أما المهاجرون عابرو الحدود نتعاون أيضًا مع منظمة الأمم المتحدة للاجئين لتدبير حق اللجوء لهم ومنهم البعض الذين يرفضون طلب اللجوء لدول أخرى ويفضلون البقاء انتظارا لانتهاء النزاع في بلدهم والعودة مره أخرى ونكون مسئولين عنهم خلال تلك الفترة.

وأثناء الصراع في أي منطقة نحاول الوصول لجميع الأفراد داخل الدولة وتقديم كامل الدعم لهم ونتواصل مع جميع الحكومات لتأمين سبل الحياة لهم، ومكاتب منظمة الهجرة في جميع الدول تتواصل لتقديم أي مساعدة للمهاجرين من دول الصراعات وتوفير كافة الاحتياجات والدعم من توفير سكن ملائم ومأكل وملبس وعمل في الدولة المضيفة.

اللاجئون في مصر

كم عدد اللاجئين في مصر.. وماذا قدمت المنظمة لهم؟

في مكتب منظمة الهجرة بمصر نقدم المساعدة للمهاجرين من 150 جنسية، وسبق أن صرح الرئيس عبد الفتاح السيسي من قبل أن مصر تستضيف أكثر من 6 ملايين مهاجر، ولكن بعد إجراء الدراسات والأبحاث بالتعاون مع وزارات القوى العاملة والتعليم والهجرة والجامعات والسفارات وجدنا أن عدد المهاجرين الذين تستضيفهم مصر 9 ملايين مهاجر.

ويجب أن نوضح أن عددا كبيرا من المهاجرين ليسوا في حاجة للمساعدة من المنظمة، فمنهم عدد من الأطباء أو المهندسين أو رجال الأعمال، فمثًلًا يوجد مليون ليبي في مصر، منهم 25 % يحتاجون المساعدة من المنظمة في توفير سبل الحياة، وأيضًا يوجد عدد كبير من اليمنيين هنا في مصر لديهم استثمارات خاصة بهم،  وكذلك السوريون قام عدد منهم بعمل مشروعات وخلق فرص عمل للمهاجرين السوريين وتوفير ما يحتاجونه، ويوجد في مصر 4 ملايين سوداني منهم من يستقر في مصر منذ جيلين أو أكثر وهؤلاء يعملون وحياتهم شبه مستقرة.

ومن المهم أن نفرق بين عدد من المهاجرين وبين من يحتاج المساعدة من المهاجرين، فهناك بالفعل 9 ملايين مهاجر في مصر، ولكن ليسوا جميعهم في احتياج للمساعدة من المنظمة، ومنهم من لديه مشروعات خاصة وقاموا بتوفير فرص عمل لغيرهم، وهذا دليل علي أن الحكومة المصرية تعاملهم بطريقة حسنة ولا يوجد أي تميز يتعرضون له، حيث إن مصر دائما تساعد كافة اللاجئين المتواجدين علي أرضها وتعمل علي دمجهم في المجتمع المصري بدون تميز سواء في التعليم أو الصحة أو توفير فرص العمل.

مكافحة الهجرة

هل تقتصر جهود المنظمة علي مكافحة الهجرة.. أم أنا لها أنشطة أخرى في الدول المصدرة للهجرة الجماعية.. وما هذه الأنشطة؟

يجب أن نفرق بين الهجرة غير الشرعية والهجرة غير المنتظمة، وأنا أفضل مصطلح الهجرة غير المنتظمة، لأن مصطلح مهاجر غير شرعي مشين ويثبت أن الشخص خرق القانون، ولكن المهاجر غير المنظم هو شخص هاجر بشكل غير منظم دون خرقه لأي قوانين، لأن أغلب المهاجرين لا يعلمون بأنهم يخرقون القانون، فهو يرى أنه يدفع أموال للمهربين مقابل انتقاله لدولة أخرى.

وفي مصر قوانين تجرم الإتجار في البشر، حيث ينظر القانون إلي الأشخاص الذين يتم المتاجرة بهم علي أنهم ضحايا وليسوا مجرمين حيث يتم التلاعب بهم من بعض المهربين.

والهجرة غير المنظمة هي أحد أنواع الهجرة التي تكافحها منظمة الهجرة الدولية، ولكن في نفس التوقيت نحن نكافح ونتعامل مع 23 نوعا آخر من الهجرة.

ومن أنواع الهجرة التي نتعامل معها، أيضًا الهجرة القانونية أو الشرعية، حيث نسعى لخلق إطار قانوني وشرعي لهجرة منظمة، مثلًا كهجرة المواطنين من مصر إلي أوروبا للبحث عن عمل ونحاول دائما التعاون مع كافة المؤسسات لتوفير فرص عمل في الخارج للمصريين للحد من الهجرة غير الشرعية.

ولدينا العديد من الأنشطة مع السلطات المحلية منها التدريب علي كشف الوثائق المزورة لمنع الدخول إلي البلاد بوثائق مزورة، وأيضًا نتعاون في ملف السكن لتوفير السكن الملائم للمهاجرين واللاجئين وتقديم كافة وسائل المساعدة لهم ، ولكى نقضى علي الهجرة غير المنظمة نسعى دائما إلي مساعدة السلطات المحلية لتطوير نفسها اقتصاديا وتوفير وسائل المعيشة الكريمة لأهلها حتى لا يسعى السكان إلي الهجرة.

ترحيب مصري

كم عدد اللاجئين المسجلين في العالم لدي المنظمة؟

عدد اللاجئين في تناقص، أما أعداد المهاجرين في تزايد، وعلي سبيل المثال يوجد في مصر مليون سوري في مصر، منهم 140 ألف فقط تقدموا بطلب لجوء، أما الباقي لم يطلب فهو في عداد المهاجرين، وكذلك الوضع بالنسبة لليمنيين هناك أعداد كبيرة منهم لم تتقدم بطلب اللجوء بسبب أن طلب اللجوء يتم الحصول عليه بعد شهور من تقديمه ويكون هناك صعوبة في عودتهم مرة أخرى إلي وطنهم، ولكن المهاجر له الحق في العودة مره أخرى إلي وطنه في أي وقت.

ويجب أن نشير إلي أن مصر دائما ترحب بالأجانب في أي وقت، وهذا سبب عدم تقدم العديد من المهاجرين بطلب اللجوء لأنه يعيش بحرية كأنه مواطن مصري،  خاصة عندما يكون المهاجر يتحدث بالعربية فكأنه يعيش في وطنه لحين انتهاء الصراع في بلده والعودة مرة أخرى، لأن مصر آمنة لكل الجنسيات.

ولابد من الإشادة بدور مصر في التعامل مع الأزمة الروسية الأوكرانية، من خلال استقبال السياح الأوكرانيين والذين بلغ عددهم 16 ألف سائح أوكراني، وتم فتح الفنادق المصرية لاستقبالهم بدون مقابل، فالموقف المصري ساعد في تقليل المآسي التي واجهت الأوكرانيين في بداية الأزمة.

مهاجرون ولاجئون

وفي آخر إحصائية وضح أن عدد المهاجرين في العالم بلغ 250 مليون، أما اللاجئون فقد بلغ عددهم 21 مليونا، وعدد اللاجئين في مصر 278 ألف لاجئ و9 ملايين مهاجر.

ويجب أن نعلم أن هناك فئة من المهاجرين أو ما يطلق عليهم المشردون داخليًا، وعلي سبيل المثال بعض المناطق التي واجهت التصحر، مثلما حدث في مالي الساحل التي أضطر بعض السكان إلي نقل موطنهم بسبب عدم توافر الزرع والطعام للماشية وهؤلاء يطلق عليهم «المشردين داخليا»، والموضوع بالفعل معقد عند التفريق بين اللاجئين والمهاجرين والمشردين داخليًا" ولكن في النهاية نحن نقدم المساعدة لأي مواطن يواجه أي ظروف في موطنه أو خارج موطنه.

ميزانية المنظمة

كم تبلغ ميزانية المنظمة لأنشطتها سواء مكافحة الهجرة أو المساعدات التي تقدم للاجئين وللدول المستقبلة لهم؟

ميزانية المنظمة الدولية للهجرة تبلغ 3.1 مليار دولار، ونعتمد علي جمع التبرعات من الدول الأعضاء والبالغ عددها 175 دولة والتي يجب عليها دفع نسبة من الدخل القومي لها من أجل العضوية، وتخصص الميزانية لتمويل أنشطة محددة وهى إيجاد حلول لمنع الهجرة بين الدول ومساعدة المهاجرين، ونعتمد دائما علي تمويل تلك الأنشطة علي التبرعات من الدول والبنوك، وبالطبع هي مهمة صعبة لإقناعهم بالتبرع ولكننا دائما نحدد المشكلة ونضع وثيقة بالحلول ونتقدم بها للمولين أو السفارات للمساعدة علي حل تلك المشكلة وتوضيح أهمية حل المشكلة.

وتبلغ ميزانية المنظمة في مصر 26 مليون دولار في العام الحالى، ولكننا نطمح إلي زيادتها إلي 100 مليون دولار في العام المقبل، ونحصل علي التبرعات من عدة دول في أنحاء العالم ومنها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية كندا والسويد وفنلندا وهولندا والمانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وعدة دول أوربية أخرى.

القرن الأفريقى

في تصريح سابق لـ" كريستا روتنشتاينر، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، حذرت من وجود انتهاكات لحقوق الإنسان بحق المهاجرين من القرن الأفريقي إلي اليمن.. ما هذه التجاوزات ؟

سبق لي العمل في بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن قبل انتقالي إلي مصر ووجدنا أن معظم المهاجرين إلي اليمن من الصومال، ولكن مؤخرًا بدأ توافد المهاجرين إليها من أثيوبيا هربًا من النزاعات في بلدهم سواء مع الحكومة أو صراعات قبلية أو هربًا من الفقر وأغلب هؤلاء المهاجرين من جنوب أثيوبيا وهؤلاء ضحايا المهربين، حيث يتم إقناعهم بالسفر للعمل في السعودية ويستغلوا صغر سنهم حيث يكون أغلبهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 عاما و18 عاما ويستغلوا فقر أسرهم وإقناعهم بنقل أبنائهم لحياة أفضل، وبعد الحصول علي المال يتم نقلهم إلي جيبوتي ثم يفاجأ المهاجرون أنهم تم ترحيلهم إلي اليمن وتحدث عدة انتهاكات خلال تلك الرحلة.

وعقب وصول هؤلاء المهاجرين إلي اليمن يتم اختطافهم من بعض الجماعات المسلحة والعصابات ويقومون بتعذيبهم وحرقهم ومطالبة أهلهم بدفع فدية للإفراج عنهم، وإذا دفع الأهالي الفدية يتم تحريرهم، ولكن يضطر عدد من هؤلاء المهاجرين للانضمام إلي الحوثيين والجماعات المسلحة وعدد آخر يقرر الانضمام للجيش اليمنى النظامي، بينما يقرر العدد الأكبر عبور الحدود الشمالية للهرب إلي السعودية ولكن تلك منطقة نزاع مع المتمردين ولا ينجو عدد كبير منهم.

تدريب وتأهيل

هل هناك برنامج تدريبي لتأهيل الموظفين في المنظمة أو المتطوعين بشأن التعامل مع معطيات الهجرة واللاجئين؟

يتم تدريب العاملين والموظفين في المنظمة ومساعدتهم دائمًا علي العمل الإغاثي، ويحدث دائما تدريبات داخلية وخارجية، فمثلًا قد تم تدريبي من قبل علي كيفية التصرف في حالة اختطافي، وعند العمل في مناطق النزاع يتم تدريبنا علي التفاوض مع الجماعات المسلحة لحماية المهاجرين والمواطنين، فقد سبق لي التفاوض مع الحوثيين وأيضًا قمت بالتفاوض مع المتمردين في الكونغو.

وبالطبع يتم تدريبنا باستمرار علي التعامل مع الاحتياجات ولا نستطيع تعيين أحد دون أن يكون لديه التدريب الكافي أو المهارة الكافية للتعامل مع الظروف المحيطة به والأمور الطارئة.

المساعدات الإنسانية

علي سبيل المثال.. هناك صعوبات في توصيل  المساعدات الإنسانية للسوريين في شمال غرب سوريا في المناطق الحدودية التي لا تخضع لسلطة الحكومة.. هل يتكرر الأمر في أماكن أخرى.. وماذا تفعلون حيال ذلك؟

القضية الرئيسية لدينا في المنظمة هي الوصول إلي المواطنين في أي مكان علي وجه الأرض وتوصيل المساعدات إليها سواء كان في سوريا أو اليمن أو أي دولة يوجد بها صراعات، وهناك قانون دولي إغاثي ينظم وصول المساعدات للمحتاجين ويلزم القوات المتحاربة علي توفير كافة وسائل الحماية لوصول المساعدات للمواطنين، وهذا شأن كل المؤسسات والمنظمات العاملة في الأمم المتحدة وجميعنا نتعاون لمساعدة المواطنين في أي مكان علي الأرض، فنحن نتواصل مع الحكومات ومع المتمردين والمتحاربين للحصول علي الموافقة وفتح الطرق لوصول المساعدات لمستحقيها، وفي بعض الأمور ننجح والبعض الآخر نحقق نجاحا بسيطا ولكن هذا يعتمد علي الموقف في حينه. ولدينا عدد من المتطوعين بالأمم المتحدة يعملون بالمنظمة هنا في مصر ونقوم بإعداد برامج تدريبيه لهم ويتم تدريبهم باستمرار.

الاتجار بالبشر

في دراسة سابقة للمنظمة بشأن الاتجار بالبشر أوضحت أن النساء والفتيات في النيجر يمثلن 69% من ضحايا الاتجار بالبشر.. ما خريطة هذه الظاهرة أو ما الدول التي توجد بها مثل هذه الظاهرة وما جهودكم لمواجهتها؟

وجدنا في قضية الإتجار بالبشر أن أغلب المتاجر به من الرجال أو الشباب الصغار ويتم إجبارهم علي العمل في السخرة أو الإجبار علي العمل، ويتم تهريب النساء لاستغلالهن جنسيًا، وفي أغلب الأحيان يكون هذا عن طريق عصابات يقومون باستغلالهم في تهريب السلاح أو المخدرات، ولكن يتم استغلال الرجال في تلك الحالات أكثر من النساء.

ومن أنواع الإتجار بالبشر استخدامهم للخدمة في المنازل وتعذيبهم وهذا نطلق عليه مسمى «العبودية الحديثة»  وللأسف ذلك النوع من العبودية منتشر في جميع دول العالم حتى في موطني بلجيكا يوجد بها حالات لخادمين يتم احتجازهم في البدروم وتقييدهم وتعذيبهم لإجبارهم علي العمل، كما يتم المتاجرة بالفتيات في ألبانيا للعمل في بيوت الدعارة والاستغلال الجنسي في بلجيكا وفرنسا ودول عديدة أخرى.

وسطاء التهريب

وسطاء التهريب أو المهربون.. كيف تتعاملون معهم لا سيما أن منهم الكثير من المتاجرين بالبشر.. كيف تكافحون هذه المهنة غير الشرعية التي تجلب الثراء لأصحابها علي حساب أرواح اللاجئين ؟

هناك عدة طرق لمجابهة هؤلاء المهربين حيث يوجد بروتوكول خاص للأمم المتحدة، والذى يدعو إلي المنع والحماية ومحاسبة المهربين، ودائما ما نقوم بتوعية المواطنين لأن أغلب هؤلاء المهربين يثق بهم المواطنون بسبب أن أغلب هؤلاء المهربين صعب أن نقنع المواطنين أنهم ضحايا وأن هؤلاء المهربين يقومون بالمتاجرة بهم للحصول علي أي مكاسب مادية.

ونقوم دائما بعمل برامج توعوية ولدينا حملات مصورة لنشر الوعى بخطورة الهجرة غير المنظمة، ونستخدم جميع الوسائل المتاحة للوصول إلي المواطنين والتنسيق مع كافة المؤسسات لنشر الوعى والثقافة بين المواطنين والتعامل مع احتياجاتهم لمجابهة تلك المخاطر.

ويوجد في مصر قانون الاتجار في البشر لعامي 2016 و2010 والذى يساعد أي شخص وقع ضحية المتاجرة به، ووزارة التضامن لديها حاليا أماكن خاص لإيواء مثل تلك الحالات وتقديم كافة وسائل المساعدة، وعلي مستوى العالم ساعدنا الكثير من الدول الأفريقية علي مواجهة ومكافحة الإتجار في البشر للحد منه.

ما الأنشطة التي تقوم بها المنظمة في مصر ؟

لدينا بعض الأنشطة في مصر بخلاف ما ذكرناه، فمثلًا لدينا مستشفى في الدقي بمحافظة الجيزة نستقبل فيها المهاجرين ونقدم فيها خدمات طبية أولية، كما لدينا اتفاقيات مع عدة مستشفيات لاستقبال المهاجرين وتقديم الخدمات الصحية المختلفة لهم.

جهود مصرية

كيف ترى جهود مصر للحد من الهجرة غير الشرعية؟ وما رؤيتك لمبادرة مراكب النجاة التي أطلقتها وزارة الهجرة ؟

نتعاون مع وزارة الهجرة في مصر كما نتعاون مع جميع مؤسسات الدولية للحد من الهجرة غير النظامية، فمثلا نتعاون مع وزارة القوى العاملة لتوفير فرص عمل في الخارج أو التعاون مع باقي المؤسسات لتوفير فرص عمل في الداخل لمحاولة تقليل الأسباب التي تؤدى إلي الهجرة غير المنظمة.

كما نعمل بشكل يومي مع اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية فهم لديهم خطة جيدة لمكافحة الهجرة غير المنظمة، ونتواصل مع عدة جهات مثل وزارة الإعلام في حالة وجود نشاط توعوي للتواصل مع البرامج لنشر الوعى علي المواطنين، كما نتعاون مع عدة منظمات والمجالس المحلية في حالة القيام بنشاط في إحدى المحافظات.

ويجب أن نوضح أننا على تواصل دائم مع 11 مليون مصرى مقيم في الخارج وتقوم المكاتب المختلفة للمنظمة في عدة دول بالتواصل معهم باستمرار ومحاولة حل جميع مشاكلهم

وأحب أن أنهى كلامي بالإشادة بالسفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، فهي حقًا سيدة نشيطة جدًا وتركز دائما علي الجانب الإنساني وقامت بالتواصل مع جميع المواطنين وتتحدث معهم دائمًا لمعرفة مشاكلهم وإيجاد الحلول لها، كما قدمت عدة مبادرات للتواصل مع المصريين بالخارج مثل مبادرة «مصر تستطيع» والذى انعقد مؤخرا، وقامت بعمل تأمين لجميع العاملين المصريين بالخارج وهى إنسانة مبدعة ونشيطة وتسعى دائما بأفكارها الجديدة لحل جميع أزمات المصريين في الخارج.