نظم مركز التنمية المستدامة لتنمية موارد مطروح، اليوم الخميس، ورشة عمل بقاعات التدريب بمركز البحوث التطبيقية، بعنوان “الطحالب والازولا ودورهما في التنمية المستدامة للمناطق الصحراوية”.
جاء ذلك في إطار استراتيجية التنمية المستدامة والزراعة النظيفة، وتوجيهات المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح عن توفير الأعلاف، والتي يتبناها المركز.
وتم تجهيز الورشة من خلال الدكتورة منى الشاذلي مدير وحدة الزراعة الحيوية، وقام الدكتور محمد سالم مدير مركز البحوث التطبيقية، بافتتاح الورشة.
وأشار سالم إلى أهمية استخدام الطحالب والازولا كأسمدة فى الزراعة النظيفة كأعلاف بديلة لمواجهة مشاكل نقص الأعلاف، موضحًا أهمية تدريب المهندسين الخريجين وكذلك طلبة الزراعة المطرية على مثل هذه الممارسات الهامة.
وتناولت ورشة العمل محاضرة للدكتور عمرو محمود عبد الجواد استاذ ميكروبيولوجيا الأراضي ورئيس شعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية، أهمية الطحالب والطحالب البحرية والأزوال كأسمدة في الزراعة، وتناولت أيضاً أهمية الطحال بأنواعها البنية والحمراء والخضراء كمصدراً غنياً لبعض العناصر السمادية وذلك بعد تجفيفها أو استخلاصها وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من المواد المنشطة للنمو والأحماض الأمينية وبعض العناصر الصغرى والفيتامينات ويستخرج من الطحالب البنية (اليود ومادة الاجار وعديد من المركبات المنشطة الطبيعية).
كما أن الطحالب مصدر للأكسجين بماء البحار حوالي من 50% من عمليات البناء الضوئي تتم في الطحالب و تلعب دوراً كبيراً في تخفيف نسبة الأمونيا بالماء حيث تعمل على إمتصاصها للأستفادة بها في نموها وبذلك تنقي الماء من الامونيا، مؤكدا مكروبيولوجيا الأراضي للطحالب دور مهم في معالجة مياه الصرف الصحي ، حيث تقوم الطحالب بتوفير الاكسجين الذي تنتجه في عملية البناء الضوئي اللازم للبكتريا التي تعمل على أكسدة المواد العضوية في تلك المياه (وبهذا تلعب دوراً هام كمرشح حيوي بالماء).
وأشار الدكتور عبدالجواد ان الطحالب البحرية تعد من أغني الأسمدة التي تحتوي علي الأوكسينات الطبيعية والسيتوكينينات والإندولات والتي تعمل علي تأخير دخول النبات في مرحلة الشيخوخة ، وتمنع كذلك تساقط الأوراق والزهور والثمار وتحفز النبات علي النمو المتوازن حيث تحتوي الطحالب البحرية علي مادة الألجينيك أسيد التي تعمل كمخلب طبيعي للعناصر الصغري والنيتروجين والفسفور مما يزيد من كفاءة امتصاص العناصر من التربة وتساهم في عدم فقدها من التربة بسهولة وكذلك غنية بالأحماض الأمينية الحرة مما يجعلها مصدر مهم للغذاء النباتي السهل وإضافتها يعوض النقص في النيتروجين ، ويسرع من عملية النمو الخضري للنبات حيث تحتوي علي أحماض أمينية مثل ( جلايسين– فالين- ميثونين- فنيل الانين- سيرين- سريونين-لايسين- الجلوتاميك- الاسبارتك -ألانين – أرجنين- الهيدروكسي برولين -الأيزوليوسين-الثريونين- السيستين ) و يتم استخدام سماد الطحالب البحرية إما حقناً في التربة مع الري أو رش ورقي بمعدل 1 : 2 جرام طحالب لكل لتر مياه ويستخدم فى صورة سائلة بتركيز 1 سم لكل لتر مياه رشاً علي الأوراق ، أو تسميد الفدان حقناً في التربة مع ماء الري بمعدل 1 لتر للفدان .
كما تناولت المحاضرة التعريف بنبات الازولا ودوره كسماد الأزولا حيث تساعد في تثبيت النيتروجين ، ولكن الحقيقة هي أن الأزولا يعتقد أنها تعيش مع أنواع الطحالب الخضراء المزرقة التي تثبت النيتروجين في الغلاف الجوي للنمو السريع للنبات. تعيش أنواع الطحالب في الفصوص العلوية من السرخس وتسمى "أنابينا أزولا" و تعد أنواع الطحالب مصدرًا للأسمدة النيتروجينية العضوية وتستخدم السماد الأخضر المائي خاصة أثناء زراعة الأرز. يُقدر تكافل أنابينا أزولا بإنتاج طن واحد من السماد الأخضر من هكتار من الأرض كل يوم ، ويُعتقد أنه يحتوي على حوالي 3 كجم من النيتروجين الثابت ، وهو ما يعادل تقريبًا 15 كجم من كبريتات الأمونيوم أو 7 كجم من اليوريا والآزولا الجاف يحتوي على 3-5٪ نيتروجين. من المهم ملاحظة أن لون الأزولا لا يشير إلى محتواه من النيتروجين. يتم وصف سبب ظهور الأزولا باللون الأحمر بعدة طرق ، مثل نقص الفوسفور والكالسيوم ، ودرجة حرارة الصيف ، وما إلى ذلك. تحتوي كل من سلالتي الأزولا الخضراء والحمراء على نفس محتوى النيتروجين تقريبًا.
وأوضح استاذ الميكروبيولوجيا الأراضي و رئيس شعبه مصادر المياه والأراضي الصحراوية كما انه يمكن الاستفادة من قدرته العالية في امتصاص الملوثات الموجودة في المياه مثل الرصاص والكوبالت والكادميوم، لأنه بدوره يختزن الملوثات بداخله ويركز العنصر أيضا بداخله، لذلك يمكن الاستفادة منه في إجراء عمليات عصر النبات واستخراج تلك العناصر الثقيلة منه، ثم إضافة بعض الأحماض أو القلويات، حيث يتم ترسيب المعدن الثقيل الذى امتصه النبات من المياه ويتحول إلى كبريتات يمكن الاستفادة منها في الصناعات المختلفة، وأيضا الاستفادة من أوراق النبات بعد ذلك فى تصنيع الأخشاب البديلة والورق وايضا قدرة الازولا علي على امتصاص 75% من المعادن الثقيلة بمياه الصرف الصناعى، وقدرته على امتصاص 90% لتنقية مياه الشرب، وبالتالى يمكن الاستفادة من نبات السرخس كأحد طرق المكافحة البيولوجية فى معالجة المياه لحماية البيئة.
تضمنت الورشة محاضرة للدكتور /ناصر سليمان فليفل باحث بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد عن الازولا كعلف اقتصادي واستثمار واعد واوضح سيادته اهمية الازولا لاحتوائعا على نسبة عالية من البروتين لذلك تستخدم كعلف للارانب والدواجن والاغنام والابقار وتستبدل بحوالى 20-50 % من الاعلاف ويبلغ انتاج الهكتار من 2-3 طن علف اخضر يوميا ويتم زراعة الحوض مرة واحدة وتستمر اتاجيته مع مراعاة بعض الاحتياطات التى تم شرحها بالتفصيل ولا تحتاج تكلفة سوي تجهيز الاحواض والمشمع البلاستيكي ويعتبر علف مجاني ونبته صديقة للبيئة ويساهم فى حل مشاكل الاعلاف وتم عمل تدريب عملى لزراعة الازولا فى المعمل وفى أحواض مفتوحة مع بيان جميع المستلزمات المطلوبة وطريقة الزراعة وطرق المتابعة.