تحل اليوم الخميس، ذكرى ميلاد الشاعر المصري الكبير الراحل أمل دنقل الذي توفي في سن صغير عن عمر ناهز 43 عاما إلا أنه قدم لنا تراثا كبيرا من أشعاره التي أثرت في وجدان الشعب المصرى وبقيت معه حتى بعد وفاة صاحبها.
استوحى دنقل قصائده من التراث العربي، وكان هذا نابعا من المكتبة العربية الكبيرة التي ورثها عن والده التي كانت تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرا في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى لهذا الأديب.
وكان دنقل متبعا جيدا لكل الأحداث التي تجري في عهده فيكتب ما يراه ليسجله في قصائد تعبر عن حال الشعب المصري وشعوره فتراه في قصيدة "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ينقل فيها إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 ، وفي قصيدته “لا تصالح” يصرخ فيها من أجل معاهدة السلام فلا تصالح مع الاحتلال الصهيوني حتى لقبه الجماهير والنقاد بـ “شاعر الرفض” .
لم يكتف دنقل أيضا بوصف حال الشعب المصري وأحواله إنما وصف نفسه وأحواله في فترة مرضه التي عانى منها عقب إصابته بمرض السرطان فكتب قصيدته “ أوراق الغرفة 8” ويشير في هذا الرقم إلى رقم غرفة المعهد القومي للأورام التي قضى فيها فترة مرضه، كما كتب أيضا قصيدته “ضد من” يوصف فيها أيضا مرضه ومعانته معه، وكانت آخر قصائده “الجنوبي”، وقد أشار الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازي إلى قصائد أمل دنقل التي كتبها واصفا فيها معاناته مع مرضه قائلا: "إنه صراع بين متكافئين، الموت والشعر" .
الشاعر أمل دنقل ولد وسط أسرة صعيدية في عام 1940 بقرية القلعة، مركز قفط بمحافظة قنا في صعيد مصر وتوفي 21 مايو عام 1983م عن عمر 43 سنة، وزوجته هي الصحفية عبلة الرويني.