ربيحة الرجبي"، عروس فلسطينية امتلكت إصرارا نابعا من تاريخ آبائها وأجدادها فى تحدى الاحتلال وظلمه، واستمدت روح المقاومة من ركام منزلها المهدوم، وفى يقينها دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم فى سبيل استعادة الوطن المسلوب من أهله، فأبت أن تزف كعروس بعيدًا عن منزلها الذى ترعرت ونشأت به.
أصرت العروس أن تخرج من منزل والدها إلى بيت زوجها، فزُفت فوق حطام منزلها، وظهرت العروس بفستانها الأبيض وهى تشق طريقها وسط أنقاض منزل عائلتها بينما رفع الأطفال الأعلام الفلسطينية ونثر المشاركون فى الحفل الزهور، كما سُمعت أصوات المفرقعات مهللة ومفرحة بزفافها مواجهة مخططات الاحتلال الاستيطانية.
وقالت العروس: " اليوم عرسى، وسوف أزف إلى زوجى من ركام منزلنا". ويقول شقيقها: " نفذنا طلب أختى التى أصرت على الخروج من منزلنا المهدوم، رغم الدمار الذى تسببت به بلدية الاحتلال، إثر هدم البناية التى يعيش فيها والدى وأشقائي". كانت قوات الاحتلال الاسرائيلى فى ١٠ من مايو الماضى قامت بهدم منزلها الكائن فى حى عين اللوزة فى بلدة سلوان بالقدس، بداعى البناء من دون ترخيص، مشردة نحو ٣٠ شخصًا، وحاصرت طواقم البلدية وقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، المبنى المكون من عدة طبقات، وقد اعتدوا بالضرب على أفراد العائلة، لإجبارهم على الخروج من المنزل.
