تقدم الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، إلى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس المجلس، باقتراح برغبة بشأن إطلاق مبادرة وطنية لحماية باللغة العربية الأم، وإلزام العلامات التجارية العالمية بكتابة أسمائها بالعربية
وأشار "الهضيبي"، إلى أن اللغة العربية هي إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها حوالي 400 مليون شخص حول العالم، وأكثر من مليار مسلم بسبب استخدامها في قراءة القرآن الكريم وممارسة الشعائر الدينية، موضحا أن متحدثي اللغة العربية يتواجدون في العالم العربي وبعض مناطق إيران وتركيا وتشاد ومالي والسنغال.
ولفت إلى أن اللغة العربية أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب، وأثرت تأثيرا مباشرا وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى كالتركية والفارسية والأردية، واعتمدت الأمم المتحدة اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية الست في العالم، وتم تخصيص يوما للاحتفاء بهذه اللغة.
وقال "الهضيبي"، إن اللغة العربية تعانى من الضعف حاليا في المجتمع العربي عموما والمصري خاصة من الضعف، بالإضافة إلى نقص الثروة اللغوية لدى الطلبة نتيجة استخدامهم اللغة في نطاق الحصة الدراسية فقط ، وهو ما يعد مؤشرا قويا على ضعف تحدثهم خارج الحصة بين بعضهم البعض، واتجاه المواطنين إلى تعلم اللغات الأجنبية على حسابها، ووجود اتجاه داخل جميع الشركات إلى استخدام لغات أجنبية بدلا من العربية، واستخدام أسماء أجنبية للمحال.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى عدد من التحديات التي تواجه اللغة العربية في مجتمعنا، وتسببت في تراجعها بشكل يثير القلق تجاه مستقبل لغتنا الأم، ومن أبرزها وجود معتقد شائع بين المصريين أن تجهيز أبنائهم للمستقبل يأتي من بوابة اللغات الأجنبية، وأن المستقبل الذي لا يفتح ذراعاه إلا لمن يتقن اللغة الأجنبية، كما أصبحت العربية محدودة وتراجع مستمر أمام اللغات الأجنبية في المناهج الدراسية، وانتشار اعتقاد خاطئ، بأن اتقان اللغة الأجنبية دليل على الرقي والتحضر، والتخلي عن القراءة.
وحمل النائب الإعلام الإلكتروني مسئولية تراجع اللغة العربية أيضا، بسبب اعتمادها على الأخبار المختصرة التي تفتقر لأدنى معايير سلامة اللغة والابتعاد عن وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة التي تلتزم بمعايير اللغة العربية، مؤكدا أن تخطي هذه التحديات يتطلب تضافر جهود عدد من المؤسسات من أجل الحفاظ على لغتنا العربية التي تعكس اهتمام بالهوية والثقافة العربية.
وأكد النائب ياسر الهضيبي على ضرورة اطلاق مبادرة وطنية للحفاظ عليها في مواجهة هذه التحديات، بمشاركة جميع مؤسسات الدولة ومن خلال إجراءات تنفيذية عاجلة، وأخرى تشريعية، وإلزام المحال بما فيه ذلك السلاسل العالمية بكتابة أسمائها باللغة العربية حفاظا على الهوية والثقافة العربية واعتزازا باللغة الأم.
كما اقترح "الهضيبي"، أن تلتزم الشركات المصدرة بكتابة أسماء منتجاتها باللغة العربية لتكون وسيلة للحفاظ على هويتنا العربية بالخارج وتعريف الآخرين بهوية منتجاتنا، ووضع خطة من جانب وزارة التعليم لتعليم اللغة العربية بأساليب بسيطة وشيقة.
وشدد "الهضيبي"، على ضرورة إطلاق حملات لتغيير المفاهيم المجتمعية الخاطئة والتي تؤثر سلبا على قوة لغتنا، واجراء اختبار لغة عربية للمتقدمين لشغل الوظائف كما الحال للغات الأجنبية، وأخيرا إلزام المطاعم بطباعة قائمة أكلاتها باللغة العربية أو اللغة العربية والإنجليزية معا.