نظم فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بمحافظة مطروح، اليوم الأربعاء، لقاء توعويا لرواد مسجد التقوى بمدينة الحمام بعنوان "الانتحار ومقاصد الشريعة من حفظ النفس البشرية"، تحت رعاية رئيس مجلس إدارة المنظمة الشيخ عبد العظيم سالم.
وبدأ الشيخ عاصم حمام مدير إدارة وعظ الحمام وعضو المنظمة، حديثه بوصف الذين يفكرون فى الانتحار، بأنهم يجهلون سبب الوجود فى الحياة، الذى لخصه القرآن الكريم فى قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»، فالإنسان متعبد لله تعالى بحركاته وسكناته ونومه ويقظته، وزواجه وطلاقه، وفرحه وحزنه، وسعادته وشقائه، فهو مملوك لله رب العالمين، لا يملك من أمر نفسه شيئا، وهو بتلك العقيدة يستطيع تحمل المشاق، ومواجهة الصعاب، والصبر على كل بلاء يصيبه.
وأوضح "حماد" بأن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا تلقى أقدار الله بالرضا، والصبر، فالدنيا دار ابتلاء، وكل مصيبة فى غير الدين تهون، ولو كانت العقيدة سليمة لما أقدم المنتحر على هذه الفعلة النكراء، وارتكب تلك الكبيرة، التى حذر الله تعالى ورسوله منها، لكن البعض ينسى ذلك، ويظن أن الحياة ترف ونزهة، فإذا تعرض لابتلاء انتابه الخور.
وأشار الشيخ حسين كرماني واعظ أول وعضو المنظمة، خلال اللقاء إلى حرمة اعتداء الإنسان على غيره مبيناً سوء عاقبته، وعظم عقوبة فاعله قال الله تعالى: «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق».
وبين "كرماني" حكم اقتران القتل بغير حق بالشرك بالله في غير ما آية في كتابه، كما في قوله تعالى: «والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً»، مشيراً إلى أن الله جعل قتل نفس واحدة بغير حق، كقتل الناس جميعاً، واحياءها كإحياء الناس جميعاً، فقال تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعاً» رقاب بعض.
بدوره تحدث الشيخ حماده وفا أبو الجود واعظ عام مركز الحمام وعضو المنظمة عن مقاصد الإسلام في حفظ الدين والأنفس وحماية الأعراض والحفاظ على العقل والنسل ، ومن الجوانب الرئيسية التي رعاها، واعتنى بها غاية العناية، صيانة للأمة وحفاظا على الأفراد والمجتمعات من أخطار الجرائم المدمرة، فمقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقولهم وأنسابهم وأموالهم؛ فحفظ الأنفس وحمايتها ضرورة دينية ومصلحة شرعية وفطرة سوية وطبيعة بشرية وغريزة إنسانية.
واختتم اللقاء بتوصية الحضور بصيانة النفوس من الانتحار الذي حرمها الإسلام و عدم الإعانة أو التحريض على القتل على القتل لانه من أكبر العقوبات ردعاً وحزماً في الدنيا والآخرة ففي الدنيا عقوبة القصاص، كما قال سبحانه: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. (البقرة:179). ولقد شرع الله سبحانه القصاص وإعدام القاتل المتعمد انتقاماً منه وزجراً لغيره، وتطهيراً للمجتمع من الجرائم التي يختل معها الأمن وفي الآخرة عذاب أليم.