السيد مصطفى محمد الرجل البالغ من العمر ٦٣ عامًا، لم يشغله الشيب الذي سيطر على ملامح وجهه وعمره المتقدم، ولا زال يعمل طوال الوقت في مهنة صعبة لم يجرأ الشباب على العمل فيها بسبب صعوبتها.
يعمل السيد حدادا منذ خمسين عاما فصارت النيران رفيقة دربه طوال الوقت وأصبح الحديد قطعة من جسده لا يفارقها فيستطيع صناعة المطارق والعتل والمسامير وغيرها من الأدوات التي تستخدم في مهنة المعمار .
مثلها كمثل أي صعنة أخرى صارت تعاني من الركود التام وفي طريقها للانقراض على حد قول سيد: " المهنة بتنقرض خلاص بسبب المنتجات الصيني اللي بتنزل السوق مع إن اليدوي افضل بكتير، بس مفيش حد جديد بيتعلم المهنة مفيش أب دلوقتي يرضى يشغل ابنه في مهنة زي دي حديد ونار".
يقول الرجل الستيني "إن هذه المهنة كان لها رونقها منذ زمن فكان الطفل الذي يهرب من المدرسة يعاقب بأن يأتي إلى هنا ينفخ بالكير على النار طوال الوقت حتى يتأدب وذلك دليل على صعوبتها ولكننا تعودنا عليها منذ زمن طويل".
وأضاف السيد أن غلاء الأسعار في المنتجات التي تشتريها سواء حديد أو غيره تسببت في حالة من الركود في عمليات البيع والشراء، لذا فإن العديد من العاملين بهذه المهنة يتركوها ويلجأون إلى العمل على توك توك: "الناس خلاص بقت تسيب الصنعة وتشتغل على تكاتك علشان تلاقي تأكل إنما المهنة ماتت".