تساءلت صحفية "الخليج" الإماراتية عن الأزمة الروسية الأوكرانية والمدى الذي ستأخذه هذه الأزمة وعلاقتها بمحاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لاستعادة الولايات المتحدة كقوة عظمى بأي ثمن، والبقاء على قمة النظام العالمي، والحؤول دون صعود أية قوة أخرى، وخصوصًا الصين وروسيا.
وأفادت الصحفية في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ بعنوان (النظام الدولي وملء الفراغ) بأن عندما تصر الولايات المتحدة على تسليح أوكرانيا بأحدث الأسلحة لعلها تستطيع إحداث فرق في الميدان، تُمكّن من هزيمة القوات الروسية، وعندما يتم فرض أشرس عقوبات اقتصادية ومالية غربية ضد روسيا، وعندما تعلن أنها ستساعد تايوان في حالة تعرضها لهجوم صيني بهدف استعادتها إلى الوطن الأم، فذلك يثير المخاوف من تكرار سوابق في السياسة الدولية عندما لجأت بعض الدول، ومن بينها الولايات المتحدة إلى إثارة أزمات دولية لعلها تستطيع من خلالها الحد من احتمالات بروز قوى منافسة لها على المسرح الدولي.
وأضافت أن الكثير من المسؤولين الغربيين يعتقدون أن الأزمة الأوكرانية قد تستمر لسنوات، وأن هناك فرصة لدحر الجيش الروسي، لكن من الواضح حتى الآن أن ما فعلته الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة الأخرى لم يكن لمصلحة أوكرانيا، ولا لمصلحة أوروبا، ولا حتى لمصلحة بقية دول العالم التي بدأت تئن تحت وطأة تداعيات الأزمة والعقوبات الاقتصادية، مشيرة إلى أن هناك من كان يعتقد أن الولايات المتحدة نجحت في إعادة الحياة إلى التحالف الغربي، كما نجحت في إقامة تحالفات أخرى في شرق آسيا والمحيط الهادئ لمحاصرة الصين، لكن من الواضح أن ذلك لم يحقق حتى الآن هدف تقويض القدرات العسكرية والاقتصادية لكل من روسيا والصين، ما يشير إلى أن هناك حالة من الإرباك والقلق تعتري المخططات الأمريكية التي تبدو عاجزة عن تحقيق أهدافها، أو منع قيام نظام دولي جديد متعدد القطبية".