أعرب الروائي حسام العادلي، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية فى الرواية، عن سعادته بهذا التكريم، الذي وصفه بأنه «فرحة وسعادة كبيرة»، معتبرًا الجائزة واحدة من نقاط إرشادية لمسيرته في مجال الكتابة الروائية.
وأضاف «العادلي»: «مسيرة لا تزال قصيرة يتم تكليلها بجائزة لها باع كبر وتاريخ قديم، وحصل عليها كبار الكتاب، وتضاف لمسيرتك وسجلك المهني والروائي كما أنها شيء جميل على المستوى الشخصي والإبداعي وتعتبر دفعة معنوية قوية للاستمرار في الكتابة».
«البوابة» التقت «العادلى» ليتحدث عن مشواره الروائي، ومشروع الكتابة في حياته، والجديد لديه:
■ ماذا ستفعل عقب الفوز بالجائزة؟
- ليس معنى أن تحصد جائزة فتصير روايتك أحسن رواية، وفي الوقت نفسه، ليس معنى إنك لم تفز بالجائزة تكون روايتك في هذه الحالة ليست أفضل رواية، المسألة لها ضوابط مختلفة منها الاتجاه العام والحالة النفسية المسيطرة على المجتمع. حتى الآن لي روايتان ومجموعة قصصية والتقييمات فيها مختلفة، وكان من الوارد في حالة اختلاف اللجنة أو تغيرها عدم الفوز بالجائزة. وأيضا كان من الوارد أن أتقدم بالرواية ولا تحصل على الجائزة، ومن الممكن أيضًا أن تقدم الرواية وتحصد أصواتا أعلى. فالإبداع وحرية التعامل مع الفكرة نفسها تدفعك للأفضل في الفترة المقبلة. فقط الجائزة تعتبر دافعة وداعمة ولكنها ليست كل شيء في النهاية.
■ ما رأيك فيما يثار عن الجوائز التقديرية فى العالم العربى بشأن عام؟
- شأنها مثل شأن باقي الجوائز، مثل جوائز الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وكل فترة وحقبة لها معايير مختلفة عن الأخرى، وكل حقبة لها آراء معينة ومختلفة وطريقة معينة في العرض والتعبير. الجوائز التقديرية هي مسألة نسبية، وفي السنوات الأخيرة ظهر لدينا ما يطلق عليه «الرواية التاريخية»، رغم أنني لم أقصد في كتابة الرواية أن تدخل في زاوية الروايات التاريخية على الإطلاق أو أي نوع من التنميط أو إقحام التاريخ أو عرضه واستخدامه.
■ ماذا قصدت إذن؟
- الفكرة تكمن في عرض فكرة إنسانية، وفي حالة استئصال عنصري الزمان والمكان من الرواية سوف تجد رقعة جيدة تستطيع الاستناد إليها في التجربة السردية. في الفكرة التي تقدمها للفقراء. فمحور المسألة في النهاية يجب أن يشتمل علي نظرية سياسية وتستمدها من ثقافتك وآرائك في الحياة بوجه عام وقناعاتك القديمة ومراحل التطور في التجربة. أوجه رسالة للكتاب قائلًا لهم: «متحطش في دماغك أنك ستكتب من أجل الحصول على الجوائز فقط لكنك تكتب الرواية من أجل أن يقرأها الجمهور، ومن أجل تقديم فكرة بإخلاص وبأمانة وتجرد والحصول على الجوائز متروك للأقدار».
■ هل كنت تتوقع الفوز بالجائزة التقديرية؟
- بالطبع لا.. يمكن أن أتوقع نسبة فوزى أو غيري بالجائزة لأن شأنها من شأن أي شيء آخر، ولو كان عملي دون المستوى المطلوب ما تقدمت به للحصول علي الجائزة وبذلت مجهودا كبيرا في الرواية لتظهر بالصورة المطلوبة وكنت في قمة سعادتي عن إعلان فوزي بالجائزة.
■ «نجع بريطانيا العظمى» رواية إنسانية من وجهة نظرك؟
- بالفعل هي رواية إنسانية، وتصنيفها بأنها من الروايات التاريخية لم يزعجني. بل اعتبرته ضمن فرديات التأويلات المختلفة للرواية وأن الرواية لابد أن تشتمل علي جميع العناصر بنسبة متفاوتة.
- ماذا ستقدم للقارئ قريبًا؟
مجموعة قصصية أنا بصدد نشرها، وهناك كتاب في أحد الأفرع الخاص بالعلوم الاجتماعية، وسوف يكون مؤلف يجمع بين التاريخ والسياسة، وأتمنى صدوره في معرض الكتاب المقبل.
■ ما الفرق بين الجوائز الخاصة وجوائز الدولة؟
- جوائز الدولة متفردة وجائزة تمنح من جانب الدولة في كل عام ومستمرة ومتواترة ولها زخم إعلامي أكبر، أما الجوائز الخاصة مهمة وفي التوقيت الحالي لا يوجد رواية سيئة تفوز بجائزة سواء من الدولة أو الجوائز الخاصة، واصفًا جوائز الدولة بأنها الأهم والجوائز الخاصة لها قيمتها ومصداقيتها.
هل هناك ترويج للروايات فى العالم العربى؟
هناك معياران لفكرة عرض الأداء في مصر، والأول هو معيار الجمهور العريض وكثافة العرض والطرح، والمعيار الثاني هو المعيار الأكاديمي والنقدي، ومعيار الجوائز ولم نجد حتى الآن الكاتب الذي يحقق التوازن بين بين هذه الأشياء، حتى الأعمال التي تفوز بـ«البوكر» من القليل أن تجد عملًا له صيت كبير قبل أو بعد الحصول علي الجائزة. لدينا كتاب كبار أمثال نجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف إدريس، وهؤلاء الكتاب لم يولدوا كبارًا من البداية وأخدوا فترات تخطت الـ٢٠ عاما حتى تخرج أعمالهم للنور والمسألة تحتاج لوقت. فكتابة الأدب الحقيقي ستستمر. كذلك فإن حركة النقد في مصر بخير وتتصف بالإيجابية، وحركة مفيدة للكاتب أكثر من أي أحد ولها دور في إسهام وإيجاد مناخ أدبي حقيقي وصالح للقصة تتنفس فيه ولدينا مثقفين وكتاب عظماء وحافظ إبراهيم.. يقدس العلاقة بين الأب والابن بكتاب "سؤال وجواب".