يبدو أن الأمر جلَل، وكأن الأرض تتهيأ لحدث عظيم فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج"، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: "القتل القتل".
فقد طالعتنا وكالات الأنباء بخبر قتل فتاة المحلة على يد زميلها في الطريق العام أمام بوابة جامعة المنصورة في مشهد يُدمي القلوب ويوجع الأفئدة.. شابان في مقتبل العمر فقدا حياتهما، أحدهم بالموت غدرًا والآخر بالسجن المؤبد أو الإعدام.
حادث مؤسِف لم نكد نُلملم شتات أنفسنا حتى طالعنا خبر إلقاء طالب بكلية الهندسة نفسه من أعلى برج القاهرة بالجزيرة، ومع دقات قلوبنا المتسارعة من هول الأحداث نتساءل: لماذا أصبحت الحياة في أعينهم هينة ولا تساوي شيئًا؟
لماذا تساوت عندهم الحياة والموت؟
ما الذي أصاب فكر الشباب ليجعلهم بهذا الكم من السلبية وفريسة سهلة للاكتئاب؟
ولم نزل نبحث عن إجابة حتى طالعنا خبر شاب يُلقي بنفسه من أعلى كوبري المنصورة بسيارته ليلقي حتفه قبل وصوله للمستشفى.
وترك رسالته بألا يحضر والده جنازته
لا حول ولا قوة إلا بالله! هل هذا هو مستوى الفكر والدين السائد في مجتمعنا؟ ما يحدث من تكرار للحوادث في وقت متتالي ليس إلا جرس إنذار وناقوس خطر لنحاول إدراك ما فاتنا، لا أحد ينكر فبيوتنا محتاجة إلى إعادة نظر في فنون التربية وأصولها.
جيل العشرين سنة الفائتة فاته الكثير؛ فقد أتلفه التدليل الزائد، والطلبات المُجابة، والميديا والمجتمع المنفتح، والأوبهة والتخلف عن الدراسة واستسهال المكاسب بدون مجهود، جيل تابع ثورات وأوبئة، أنهكته الحياة، وضاعت هويتهم، جيل انتشر فيه الاكتئاب فأصبح آفة المجتمع، كتير في الفترة دى بنشوف أولاد أو بنات بيتركوا بيوت أهاليهم، ويهربون ظنًا منهم أن أهاليهم أكثر قسوة عليهم من الشارع، وعادةً بيكون فيه أصدقاء باخين سمومهم في آذان الأولاد، ومكرهينهم في حياتهم، والأسرة بتكمل عليهم.
نصيحه إلى كل أب وأم ابنهم في مرحلة المراهقة أو ما بعد لازم تفهم كويس إن تربية أهالينا لنا مختلفة تماما عن تربية هذا الجيل فيما مضى كان أهالينا يحيطون بنا رغم أن المغريات كانت قليلة لكن هذا الجيل المنفتح يرى الكون كله من خلال شاشة موبايله يريد أن ينطلق، ويعيش لابد للآباء أن تستوعب هذا التغيير، ولا بد للأسرة أن تستوعب أبناءها وتسيطر عليهم بدون أن تشعرهم بأنك تسيطر عليهم.
دائما وأنت توجه ابنك احذر العصبية، وتحكيم الرأي، فأنت تراه بأفكاره غير مهذب بينما هو يرى العالم، وشعر بتفاهة حياته التي لا تحتوي أي جديد ولا سفر ولا خروج يريدون الظهور بصورة جميلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يريدون خروج وسافر يتمنون أن يجربوا الحياة التي لم يسعفهم القدَر ليحيوها.
دورك كأب أو أم أن تساعده يجرب وهو أمام عينك وتشاركه اهتماماته، وتسأله عن رأيه بمحمل الجد، وتستمع منه فلو تركته يجرب وأشعرته بأن تجربته كانت مملة، وأنه لم يستفد منها سيعاند ويحاول يثبت ذاته بأنه يكررها حتى لو لم تحقق له الاستمتاع فقط من باب العند حتى يتلاشى إحساس الشماته الذي رآه في عينيك، أما إن تركته يجرب وناقشته باهتمام عن رأيه في تجربته وشجعته
سيصل للنتيجة بنفسه وقناعته هيستغني عنها بنفسه، لو أعطيت ابنتك مساحة من التفاهم لن تسمح لمبتز أو مريض يكسرها فهي قويه بأسرتها.
حافظوا علي أولادكم وصاحبوهم واستوعبوا التغير اللي إحنا فيه وأن جيلنا غير جيلهم فيه أولاد ربنا هاديهم وفيه بيحتاج جهد عشان تحافظ عليهم.
ربنا يهديهم ويحافظ عليهم، احذروا العند وممارسة القوة في التعامل معاهم، صاحبوهم؛ هتكسبوهم.