مع كل حادثة تضرب مجتمعنا تطفح علينا فئة لتزيد من أوجاعنا وتنهش في لحوم ضحايانا، لا أدري من أين طلت علينا هذه الوجوه التي تدعي التدين، وهو في حقيقية الأمر تدين مزيف لاعلاقة له على الإطلاق بالدين.
هؤلاء المرضى لا يتركون مصيبة أو واقعة في المجتمع إلا وبثوا سمومهم كالأفاعي، على مواقع السوشيال ميديا، دائما ما يتخذون الدين ستارًا لأفعالهم القذرة التي لا تراعي المشاعر ولا المواقف العصيبة والظروف الأليمة، ودائما ما يدافعون عن آرائهم بالسباب، وهل كان السُباب يوما من الدين؟. الحقيقية أنهم بحاجة إلى تربية أخلاقية ودينية واجتماعية من جديد.
ظهرت هذه المجموعة مجددا مع حادث ذبح الطالبة الجامعية نيرة أشرف على يد زميلها أمام كلية الآداب بجامعة المنصورة، ليدلوا بدلوهم في القضية التي هزت مصر ليوجهوا اللوم إلى الضحية، فبعضهم آثار قضية أنها ليست محجبة وبدأ يتكلم عن ملابسها ليقتلها مرتين، ويقتل أهلها ألف مرة، وكأنه يبحث عن مبرر أو سبب لإزهاق روح هذه الفتاة التي فقدتها أسرتها في لمح البصر ذون ذنب.
أما الطرف المتطرف الأخر، فيرى أنها لم تعطي زميلها فرصة ليقترب منها وأنه كان يحبها، وكلام أخر تأبى النفس أن تكتبه احتراما لروحها، وعبر أحدهم بقوله: " أكيد دلوقتي قلبه استريح إنها مش هتكون لحد غيره"..، وأنا أقول له ارحمنا بصمتك فمثلك لا يعرف معنى للرحمة والإنسانية والرجولة والمروءة".
ما يحدث من دواعش السوشيال ميديا خطر كبير على المجتمع، ودليل قوي على الجهل الذي يستشري في وطننا، ويجب على المؤسسات التعليمة والأزهرية أن تقوم بدورها في نشر الفكر المستنير بين الناس، عبر البرامج التفلزيونية وعقد الندوات، واتخاذ مواقع التواصل منبرا لنشر هذه الأفكار حتى تصل إلى الجميع.
كما يجب على النيابة العامة التصدي لهؤلاء الدواعش على السوشيال ميديا لإنقاذ المجتمع، لأن تركها تنهش في حياة وأعراض البشر يمثل خطورة علينا جميعا، هذه الجرائم ليس فيها أراء، ولا مجال لأي مبررات.
مسؤولية ازهاق روح نيرة، على يد هذا المجرم تقع علينا جميعا، فتربيتك لأولادك بشكل سليم في هذا العصر هي أكبر خدمة يمكن أن تقدمها للمجتمع ولنفسك فنحن بحاجة إلى أن نتكاتف جميعا، لحماية أبنائنا وعدم تركهم فريسة للشارع ولأصدقاء السوء والأفكار الهدامة والمواد المخدرة التي تؤدي بهم في النهاية إلى ارتكاب الجرائم في حق غيرهم أو أنفسهم بالانتحار، فكلنا سنُسأل عنهم أمام الله: "كلكم راع وكلكم مسئوول عن رعيته".