زار الدكتور ميشال عبس، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، على رأس وفد من المجلس، البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس ورئيس المجلس عن العائلة الأرثوذكسيّة، وذلك في المقرّ البطريركيّ في البلمند، شمالي لبنان، بحضور رئيس دير سيّدة البلمند الأرشمندريت رومانوس حناة.
أتت الزيارة لتهنئة البطريرك على إعادة انتخابه رئيسًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الأرثوذكسية، وإطلاعه على مشاريع المجلس وأنشطته التي يخطّط لتنفيذها كجزء من مقرّرات الجمعيّة العامة، كما ودعا الوفد الكنيسة الأرثوذكسيّة للمشاركة في أيّام مشروع "موسم الخليقة" 2022.
ضمّ الوفد المشارك الأمينين العامين المشاركين الأب نقولا بسترس و عادل سرياني، رئيس رابطة الكلّيات والمعاهد اللّاهوتيّة في الشرق الأوسط (ATIME) الأرشمندريت يعقوب خليل، الأمين التنفيذي للرّابطة الخوري ميشال قنبر، منسّقة وحدة العدالة البيئية القسّ ريما نصرالله، مسؤولة المشتريات دينا حنانيا، منسّق الإعلام إيليا نصرالله، منسّقة مشروع إعادة تأهيل الرأسمال الإجتماعي البروفسور لور أبي خليل، والمستشارون والمساعدون في مشروع تأهيل الرأسمال الإجتماعي البروفسور خليل خيرالله، البروفسور لبنى طربيه والبروفسور شوقي عطية.
من جهته رحّب البطريرك يوحنّا العاشر بالأمين العام د. عبس والوفد المرافق له وشدّد على أهميّة التعاضد والتعاون من أجل إظهار صورة يسوع المسيح الجميلة والعذبة والجذّابة لجميع الناس، وقال "نسعى دائمًا إلى تأدية رسالتنا بأمان، نصلّي كي يمنحنا الربّ القوّة ونفتح قلوبنا كي يسكن الربّ فينا...". وتابع "في ظلّ الحروب والصّراعات، يبحث الإنسان عن ملجأ خلاص بعيدًا عن العنف والتهجير والفقر... فعلّنا بقوّة الربّ أن نكون سبب تعزية وبسمة وفرحة لهؤلاء الناس وسط الظّروف الّتي نمرّ بها".
كما أثنى على أهميّة عمل مجلس كنائس الشرق الأوسط، مضيفًا: "في كنيستنا الأرثوذكسيّة ومع البطريرك إغناطيوس هزيم رحمه الله، المطران جورج خضر، الله يطوّل عمره، الأمين العام غابي لحّام وغيرهم... لنا إيمان ومسعى جدّي جدًّا لتلاقي الإخوة المسيحيّين في الشرق الأوسط... لأنّنا نؤمن بهذه القضيّة والمسيرة حيث صلّى الربّ يسوع إلى الآب السّماويّ وقال إجعلهم واحدًا كما نحن واحدًا".
من هنا قال البطريرك "نبقى على رجاء كما يقول الربّ سيروا ما دام لكم النّور لا تخافوا، فنحن ننظر إلى السيّد وليس إلى الخلف".
إلى ذلك تحدّث عن التحديّات الّتي تواجه الكنيسة، وشدّد على دور العائلة في التربية والتنشئة لا سيّما في تحصين مناعة بيئتنا الشّرقيّة لمواجهة تداعيات الظّروف المعيشيّة والتأثيرات السّلبيّة والأهواء الّتي تبعدنا عن الإيمان الّذي بشّر به المسيح إلهنا في هذا الشّرق.
في السياق، ألقى الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس كلمة هنّأ فيها غبطته شاكرًا دعمه المتواصل ومساندته الدائمة وقال "إنّ أسوأ الأزمات هو ما يهدّد منطقة المشرق الأنطاكيّ، بكلّ مكوّناتها، مع التركيز على المسيحيّين ومحاولة اقتلاعهم من جذورهم، نفسيًّا، قبل الشروع بالإقتلاع المادي".
وأضاف" "إنّ دور الكنيسة هنا أساسيّ، كما دور مجلس كنائس الشرق الأوسط. وتشكّل الجولات الرعائيّة الّتي تقومون بها، يا صاحب الغبطة، والعظات الّتي تلقونها على المؤمنين، والمجتمع بأسره يسمعها، الردّ المباشر على هذا الجوّ المرَضي الّذي تحاول بعض الدوائر الدوليّة أن تشيّعه بالتنسيق مع بعض الداخل".
خلال اللّقاء أهدى الأمين العام د. ميشال عبس إلى البطريرك يوحنّا العاشر كتاب "Christianity" من إصدار مجلس كنائس الشرق الأوسط وكتاب "The Glory of Byzantium and Early Christianity". كما قدّم غبطته للأمين العام أيقونة أرثوذكسيّة لوالدة الإله. بدوره أهدى الأب ميشال قنبر غبطته كتابين من مؤلّفاته بينها كتاب عن غبطة البطريرك الراحل الياس الحويك. وفي ختام اللّقاء، رافق الأرشمندريت رومانوس حناة والأرشمندريت يعقوب خليل د. عبس والوفد المشارك في جولة تعريفيّة في دير سيّدة البلمند، معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ وجامعة البلمند.