بحكم عملي الأكاديمي كأستاذة جامعية أتى مع تخصيص يومًا للمناسبات والتكريمات كنوع من العرفان ورد الجميل إلا مع الأب وأخص أبي.
فأبي في تفاصيل كل لحظة في حياتي هو الذي صنعها، أبي هو إشراقة الصبح ونبضة القلب، أبي هو الدافع والمُحرك، أبي هو التاريخ وكاتبه بالنسبة لنا.
صعب أن أخصص يومًا له للتهنئة أو لإبداء حبي له، فأيام السنة وسنوات عمري وعمر البشرية لا تكفي لو ظللت أرددها أحبك يا أبي، أحبك فوق ما يحتمل قلبي، أحبك فوق ما لا تتسع الدنيا على استيعابه، أحبك وتعجز الأحرف والتواريخ والأيام عن صياغة ذلك، لعلها روحي فقط تستطيع أن تخبرك أنك روح الروح وبدونك ليس هناك حياة، فأعظم مجدي كان أنك لي أب.
ومن درويش ولأن أبي يحبه أجمع باقة زهور له
غضَّ طرفًا عن القمر
وانحنى يحضن التراب
وصلّى..
لسماء بلا مطر
ونهاني عن السفر!
أشعل البرق أوديه
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديم.. ويخلق الأشجارا
جلده يندف الندى
يده تورق الشجر
وأبي قال مرة
حين صلّى على حجر:
غضَّ طرفًا عن القمر
واحذر البحر.. والسفر !
يوم كان الإله يجلد عبده
قلت: يا ناس! نكفر؟
فروى لي أبي.. وطأطأ زنده:
في حوار مع العذاب
كان أيوب يشكر
وأبي قال مرة:
الذي ما له وطن
ما له في الثرى ضريح
ونهاني عن السفر..