قيام طالب كلية الآداب جامعة المنصورة بذبح زميلته لرفضها الارتباط به هو في الحقيقة ذبح لأخلاق المجتمع وأدبياته الرصينة في ظل غياب الدور التربوي إلى جانب كون هذا الفعل الإجرامي لطمة على جبين الأسر المغيبة، بل وصرخة في وجه كل فن غير هادف ينشر لغة البلطجة والسنج والسيوف، ويسوقها للشباب بزعم أن هذه هي الفتوة!
هناك أُسَر لا تُربِّي شبابًا صالحًا للمجتمع بل تقوم بتقديم شخصيات غير سوية تهدد السِّلم المجتمعي؛ إما بميولها الإجرامية من ناحية أو ارتمائها في أحضان الأفكار المتطرفة من ناحية أخرى.
هذا الخلَل القيمي والمجتمعي يدق ناقوس الخطر، ويستدعي استنهاض ولاية الأسر والمؤسسات الإصلاحية والتعليمية والتوعوية والثقافية كما كانت قيمها في قديم الزمان وإيقاظها من سُبات نومها العميق!
البعض من البشر مجرد فقاعات هوائية فارغة حتى وإن ظهرت ممتلئة إلا أن امتلاءها مزيف لا وزن له ولا قيمة، وهكذا حالها من الخواء المعرفي حتى تنفجر منشطرة بالجراثيم ذات العدوى الأخلاقية بلا رحمة أو إنسانية.
سقوط هيبة الأب تدفعه إلى الانسحاب من دوره، وتتقدم الأم فيدهسها جنون الأولاد المراهقين، ثم إن العالم الافتراضي، من منصات التفسخ الاجتماعى، فيس وتويتر وإنستجرام وواتس، وفرت للأولاد آباء غير الآباء وأمهات غير الامهات وحبيبات غير تلك الرافضة والمستعصية على الولد في الفصل أو عبر الشارع!
وقد رأينا مؤخرا كيف أن السواد الأعظم من مقترفي الجريمة شباب في مُقتَبل العمر، وهم بذلك ضحية للإهمال من الأسرة والمجتمع على حد سواء.
ربوا عيالكم حتى لا تتركوا الشارع يربيهم فلا يحسن تربيتهم وتخسروهم وتندموا وقت لا ينفع الندم، ولن تجدونهم وقتما تحتاجون إليهم.
لا عيب أن يستكشف الأباء كيف تكون التربية ويتعلمون الأسس السليمة ليطبقونها..
فمصادر المعرفة والتعلم ما أكثرها وما أيسر الوصول إليها، ولكن العيب أن يهمل الإنسان منا فى حق فلذات أكباده ومن ثم ينعكس ذلك على كله على المجتمع بأسره تخلفا ورجعية.
يا قومنا:
إن الشباب هُم خط الدفاع الأول والقلب النابض في المجتمع وهم التيار الدافئ الذي يسرد في أوصال المجتمع فيبعث فيه الحيوية والحرارة، ويدفعه إلى الحركة السريعة في جميع الاتجاهات والمجتمع الغني بشبابه هو المجتمع القوي المزدهر بعكس المجتمع الفقير بشبابه فإنّ مآله إلى التفكك والانهيار.
غير أنّ كلَّ هذه الأهمية المؤكدة بالنسبة للشباب تمثل خطورة بالغة إذا لم يلق توجيهًا تربويًا يقوم على دعائم الفضيلة والتمسك بآداب القيم والدين والوسطية.
آراء حرة
ربوا عيالكم
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق