لعل صفة الوفاء باتت لصيقة بالكلاب، دليلاً علي تأصل تلك الخصلة فيها، وهو ما ظهر واضحًا في هذه الواقعة المأساوية، حيث دفع كلباً حياته ثمناً لحماية صاحبه في منطقة الخليفة بالقاهرة.
شاهد الكلب، 5 أشخاص ينهالون بالأسلحة البيضاء على صديقه صاحب ورشة تصليح الإطارات، ونجله، لينقض علي الجناة في محاولة لإنقاذ صاحبه، ولكن دون شفقة أو رحمه أمسك الجناة بالكلب وانهالوا عليه طعنًا بالأسلحة البيضاء ليرقد غارقاً في دمائه بجوار صاحبه ونجله، ويلقى الثلاثة مصرعهم في مشهد مؤسف.
تفاصيل تلك الجريمة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة الخليفة بمديرية أمن القاهرة كانت بتلقي رئيس وحدة المباحث إشارة من غرفة عمليات النجدة إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب مشاجرة ووجود قتيلين بدائرة القسم، وبالإنتقال والفحص تبين العثور علي جثتي "رضا الزيات" ويبلغ من العمر 68 عاما صاحب ورشة تصليح إطارات، ونجله "أمير" البالغ من العمر 38 عاما، وكلب صاحب الورشة مقتولين وسط الشارع.
بإجراء التحريات تبين حضور أحد الأشخاص إلي صاحب ورشة التصليح "القتيل الأول" وطلب منه إصلاح عطل في "فردة الكاوتش" الخاص بسيارته، وتم إصلاح كاوتش السيارة، ولكن الخلاف كان علي الحساب وثمن الإصلاح، حيث إن تكلفة إصلاح الاطار التي طلبها المجني عليه هي مبلغ ٣٠ جنيها، بينما صاحب السيارة يريد دفع ١٥ جنيها؛ مما تطور الأمر مشاجرة بينهما.
الأمر لم ينتهي عند هذا الموقف فجاء المتهم بصحبة ٤ آخرين، وانتظر الميكانيكي بعد خروجه من المسجد لصلاة العشاء، لتتجدد المشاجرة بينهما مرة أخرى وانهالوا عليه بالطعنات في صدره؛ وعندما شاهد الابن مشاجرة والده تدخل للدفاع عنه فانهالوا عليه أيضا بالأسلحة البيضاء، وعندما شاهد "الكلب" الخاص بصاحب الورشة هذه المشاجرة ظل ينبح بصوت مرتفع؛ الأمر الذي دفع المتهمين لقتل الكلب بعدة طعنات، ليسقط الجميع علي الأرض غارقين في دمائهم؛ حيث كان الأب ملقي ومصاب بـ٣ طعنات وبجواره نجله الغارق في دمائه وبخطوات قليلة منهم كلبهم الذي كان ينبح للدفاع عنهم.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة اللي حمل رقم ٢٢١٦ لسنة ٢٠٢٢، وأخطرت النيابة المختصة للتحقيق.