أظهرت الأرقام النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية الفرنسية حصول معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط على 245 مقعدا من أصل 577 في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأحد، دون تحقيق الأغلبية المطلقة، وفقا لوكالة ”رويترز“ للأنباء.
وجاءت النتائج لتظهر نكسة إيمانويل ماكرون السياسيّة في الدورة الثانية من الانتخابات التشريعيّة مع فقدانه الغالبيّة المطلقة في الجمعيّة الوطنيّة، ما سيُعقّد قدرته على الحكم إثر انتخابات حقّق فيها اليمين المتطرّف واليسار اختراقًا كبيرًا.
وبحسب وكالة ”فرانس برس“، سيتعيّن على ماكرون الذي أُعيد انتخابه في أبريل لولاية ثانية، أن يجد تحالفات لتنفيذ برنامجه الإصلاحي خلال السنوات الخمس المقبلة.
وخسر التحالف الذي يقوده ماكرون غالبيّته بحصوله على 245 مقعدًا في البرلمان المؤلّف من 577 مقعدًا في ختام الدورة الثانية للانتخابات التشريعيّة وفقًا للنتائج الكاملة التي نشرتها وزارة الداخليّة فجر الاثنين.
وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن إنّ نتائج الانتخابات البرلمانيّة التي فشِلت في منح الغالبيّة لأيّ حزب، تُشكّل خطرًا على البلاد، لكنّها تعهّدت بأن يسعى حزب ماكرون لبناء تحالفات فورًا.
وأضافت ”هذا الوضع يُشكّل خطرًا على البلاد، نظرًا إلى التحديات التي علينا مواجهتها“، مردفة ”سنعمل اعتبارًا من الغد على بناء غالبيّة“ قادرة على العمل.
من جهته، أقرّ الوزير غابريال آتال بأنّ النتائج ”بعيدة عمّا كنّا نأمله“. وقال عبر قناة ”تي إف 1″، ”إنّ ما يرتسم هو وضع غير مسبوق في الحياة السياسيّة والبرلمانيّة سيُجبرنا على تجاوز ثوابتنا وانقساماتنا“.
واعتبر الزعيم اليساري جان لوك ميلانشون مساء الأحد أنّ خسارة ائتلاف ماكرون الغالبيّة المطلقة في الجمعيّة الوطنيّة هي ”قبل كلّ شيء فشل انتخابي“ للرئيس.
وأضاف ”إنّه وضع غير متوقّع بالكامل وغير مسبوق تمامًا. فهزيمة الحزب الرئاسي كاملة وليس هناك أيّ غالبيّة“.
وحقّق التجمّع الوطني اليميني المتطرّف بزعامة مارين لوبن اختراقًا كبيرًا في الانتخابات.
وقال رئيس الحزب بالنيابة جوردان بارديلا ”الدرس المستفاد هو أنّ الشعب الفرنسي جعل إيمانويل ماكرون رئيس أقلّية“، معتبرًا نتيجة الانتخابات بمثابة ”تسونامي“ سياسي.
وتضاعف عدد مقاعد الحزب 15 مرّة بعد أن وصلت زعيمته لوبن إلى الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة وأعيد انتخابها الأحد نائبة في البرلمان.
ولن يتمكن تحالف ماكرون من الحكم وحيدا، علما بأن الغالبية المطلقة تبلغ 289 نائبا من أصل 577.