أصدرت دار الساقي في بيروت الطبعة الثانية من كتاب "السيّدة مريم في القرآن الكريم: من النص إلى الخطاب”، للدكتور حسن عبود، والذي صدر طبعته الأولى في عام 2010.
وفي تقديم الكتاب، نقرأ:"عندما نقرأ آيات السيدة مريم القرآنيّة، نكون بإزاء الرمز الكونيّ للحبّ الأموميّ، وشخصيّة تتمتع بحضور مسيحيّ - إسلاميّ، لالتئامِها بالثقافة العربيّة بوجهيها اللغويّ المقروء والمكتوب، وبنظرتِها إلى مكانة المرأة الدينيّة وأهليّتها".
هنا تكمن أهمية هذا الكتاب وتحديداً في استقراء النصوص القرآنيّة في خطاب سورتَي مريم وآل عمران، وفق منحى تحليليّ نصيّ أدبيّ مع الاستعانة بالنظريّات النقديّة الأدبيّة. هذه النظريات تساعد على كشف الطبقات المتراكمة للشخصيّة المريميّة، الأمر الذي يعكس صورة فعّالة وتحرريّة لشخصيّة المرأة التي تحقّق وجودها من داخل اللغة وسلطة النص.
تعرض المؤلّف في دراسته السبّاقة آراء المفسّرين المسلمين في نبوّة مريم بين مثبتٍ ونافٍ؛ وتقرأ تمثّلات مريم وقصّة طفولتِها في القرآن على التناصّ مع تمثّلاتِها في الموروث المسيحيّ؛ وتبيّن اللقاء الروحي الكبير بين المسيحيّة والإسلام في شخصية مريم.
يفتتح هذا الكتاب حقلاً جديداً في دراسة السورة كخطاب، ومن منظار النقد النّسويّ ومعيار "الجندر" للتحليل.
حسن عبود حائزة دكتوراه في دراسة الإسلام والفلسفة الإسلاميّة من جامعة تورنتو، كندا. نشرت أبحاثاً في القرآن والنظريّة النقديّة الأدبيّة، وفي النسويّة الإسلاميّة التأويليّة، كما عُنيَت برائدات الأدب العربي المعاصر وبدور المرأة في ترسيخ الحوار الديني والثقافي. حاضرت في جامعات ومعاهد دينيّة ومراكز ثقافيّة عدة في لبنان والبلاد العربية. عضوة ناشطة في "تجمّع الباحثات اللبنانيّات"، ومؤسِّسة في حركة "درب مريم" لنشر ثقافة الودّ والسلام.