تغيرت معالم السياسة الفرنسية وفق المعطيات الجديدة، فقد فشل حزب الرئيس إيمانويل ماكرون في كسب الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية على إثر الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم الأحد، إذ حصل مع حلفائه (حزبي "موديم" الوسطي و"أفق" اليميني) على 244 مقعدا في البرلمان، فيما حقق اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن قفزة تاريخية بحصوله على 89 مقعدا ليفوز بكتلة برلمانية للمرة الأولى منذ عام 1986.
من جانبه، فاز تحالف أحزاب اليسار وأقصى اليسار بزعامة جان لوك ميلنشون بـ 149 مقعدا حسب التقديرات، ما يؤهله لأن يكون أول قطب معارض في البلاد.
وقد احتد التنافس بين تحالف أحزاب اليسار وأقصى اليسار بزعامة جان لوك ميلنوشون ، وائتلاف حزب الرئيس "معا" الذي يضم حزب "النهضة" الحاكم وحلفاءه، فيما تعتبر زعيمة حزب التجمع الوطني، اليميني المتطرف مارين لوبن الفائزة الفعلية الثانية بتشكيلها كتلة برلمانية للمرة الأولى منذ عام 86
حصل تكتل معاً حزب اتحاد الرئيس( Ensemble ) التي تقوده رئيسة الوزراء إليزابيث بورن على 53% من الأصوات وبالتالي احتفظت بمنصبها
فيما حاز حزب اتحاد ميلونشون( nupes) على 47% من الأصوات ليكون زعيم المعارضة الأول.
كانت نسبة المشاركة في الدور الثاني للانتخابات التشريعية 49.7%، وينتظر الفرنسيون غدا تشكيل حكومة ائتلاف بعدما خسر الرئيس ماكرون رهانه في الحصول على أغلبية مطلقة.
صعود التيار الشعبوي في فرنسا
حقق التيار الشعبوي طفرة كبيرة حيث كان يماك ثمانية مقاعد في البرلمان عام 2017: 8 نواب للجبهة الوطنية.
ولكنه في الدورة الحالية لعام 2022 والتي تستمر خمس سنوات فيملك 89 نائبا للجبهة بزيادة 1012٪.
المفارقة أن عاملة النظافة راشيل كيك (48 عاما) التي عرفت خلال السنوات الماضية بقيادتها لإضراب تاريخي لعمال النظافة ضد سلسلة فنادق "إبيس"، أصبحت نائبة برلمانية لتصبح أول خادمة في تاريخ فرنسا تصبح نائبة برلمانية بعدما نجحت في خوض غمار الانتخابات التشريعية وفازت كيك على وزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماراسنينو.
فيما فاز وزيرا الداخلية والصحة بمقاعدهما في البرلمان (داميان أباد وأوليفييه فيران)، وخسرت وزيرة التضامن بريجيت بورجينيون.