الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

لافروف: العملية العسكرية في أوكرانيا هدفها حماية الروس بمنطقة "دونباس"

وزير الخارجية الروسي
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إن الهدف من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا هو حماية الروس في منطقة دونباس". 
وأضاف لافروف خلال مقابلة خاصة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أذاعتها اليوم الأحد أن "الروس في منطقة دونباس تمت خيانتهم من قبل الفرنسيين والألمان والبريطانيين بالطبع".
وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أخذ نصيحته قبل بدء العملية العسكرية في فبراير الماضي باعتباره وزير الخارجية لمدة 18 عاما، قال لافروف "إن آلية اتخاذ القرار توجد في كل دولة، وفي حالة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، تم تفعيل هذه الآلية في روسيا بالكامل"، لافتا إلى أنه توجد بعض الأمور التي لا يتم الإفصاح عنها علنا.
وأضاف أنه ولمدة 8 سنوات، قامت وزارتا الخارجية والدفاع بالاشتراك مع أجهزة الاستخبارات بالدعوة إلى تطبيق اتفاقيات مينسك، التي تم الموافقة عليها بالإجماع من قبل مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة، وتم إقناع جمهوريتي دونستيك ولوجانسك الشعبيتين،اللتين أعلنتا استقلالهما بالتوقيع على اتفاقيات مينسك، والتي تضمن وحدة وسيادة أراضي أوكرانيا".
وأعرب عن استغرابه من تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتز، والتي قال فيها إنه "يجب إجبار روسيا على التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا يحترم سيادة ووحدة الأراضي الأوكرانية"، معتبرا أن شولتز "يعيش في كوكب آخر في الفضاء الخارجي"، على حد وصفه. 
وأشار لافروف إلى أنه تم الاطلاع على تقارير التلفزيون الألماني وقناة "إيه أر دي" الفرنسية، والتي أفادت بأنه تم الهجوم على مستشفى للولادة في دونستيك وإحدى الأسواق التي قتل فيها عشرات المدنيين، وبدون التردد للحظة قالت هذه التقارير إن القوات الروسية هي من قامت بتنفيذ ذلك، وكذلك عندما تعرضت محطة "كراماتورسك" إلى القصف قالوا إنها روسيا، بالرغم من أن الصحفيين الأجانب أثبتوا أن القصف تم شنه من أراض تخضع لسيطرة القوات المسلحة الأوكرانية. 
وحول مدى جدوى العملية الروسية، قال لافروف "نحن لم نغزُ أوكرانيا، نحن أعلنا عن عملية عسكرية خاصة بعدما لم يعد لدينا أي وسيلة أخرى لإقناع الغرب بأن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو يعد بمثابة عمل إجرامي".
وبشأن ما إذا كانت روسيا مازالت ترى أن قرار شن عملية عسكرية في أوكرانيا كان صائبا بالرغم من الخسائر الكبيرة في الأرواح التي شهدها الجانبان، قال لافروف "سأقول مجددا، لم يكن لدينا خيار آخر، لقد شرحنا آلاف المرات أن نظام كييف يهاجم المدنيين المسالمين والمدن بالأسلحة الوافدة من الغرب، كما فعلت في عام 2014 حينما تولى قادة الانقلاب السلطة، حينما قاموا بتفجير وسط إقليم لوجانسك بالطائرات وقتلوا 50 شخصا في حريق بأوديسا.. هل يتذكر أحد ذلك الآن؟".. وأضاف: "لم نهاجم أوكرانيا، وإنما الروس هم من كانوا يتعرضون للاعتداء في أوكرانيا، وكانوا يحرمون من التحدث باللغة الروسية".
وعن السبب الذي يدفع روسيا لاعتبار الناتو تهديدا على أمنها، أعرب لافروف عن اعتقاده بأن الناتو يمثل تهديدا لروسيا، قائلا "لأن لدينا أصدقاء مقربين في صربيا على سبيل المثال وهم يكشفون لنا طبيعة الناتو، وفي أفغانستان لنا علاقات مع كافة الجماعات العرقية تقريبا، وهم أيضا يقولون لنا ماهية الحلف، وكيف قصف الناتو احتفال عرس بعدما ساوره القلق بشأن وجود تجمع، فقرر قصف التجمع على سبيل الاحتياط".
وتابع: "الغرب يقول لنا لا تقلقوا، انضمام أوكرانيا للحلف لن يهدد الفيدرالية الروسية، ولكن مع بالغ الاحترام لأعضاء الناتو، لروسيا الحق في أن تقرر ما الذي يشكل تهديدا لأمنها وما لا يشكل".
وحول إقبال المزيد من الدول على الانضمام لحلف الناتو بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مثل فنلندا والسويد، قال لافروف "فنلندا والسويد تمارسان حقهما السيادي على النحو الذي يراه حكامهما مناسبا، دون الأخذ في الاعتبار رأي شعبهما، وقد قلنا مرارا إنه في حال انضمام السويد وفنلندا للحلف سنتابع عن كثب ما سيترتب على ذلك، وما إذا كانا ستتلقيان أسلحة أو ستتمركز مجموعات قتال تابعة للناتو هناك".

وحول تصريحات مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مايو والتي تفيد باحتجاز القوات الروسية 360 شخصا بينهم أطفال وذوي احتياجات خاصة داخل قبو مدرسة بقرية ياهيدن في تشيرنيهيف لمدة 28 يوما دون وجود خدمات أو مياه ووفاة 10 أشخاص جراء ذلك، صرح قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "إن الدبلوماسيين الدوليين، بما فيهم المفوض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وللأسف أيضا سكرتير عام الأمم المتحدة وغيرهم من ممثلي الأمم المتحدة واقعين تحت ضغط الغرب، وغالبا ما يتم استخدامهم لتضخيم الأخبار المزيفة التي ينشرها الغرب".
وأكد لافروف كذب الادعاءات التي تفيد مسؤولية بلاده عن مأساة مدينة "بوتشا" الأوكرانية، واصفا إياها بـ"المدبرة"، لافتا إلى أن صحيفة "الجارديان" البريطانية كشفت عن الفحوص الأولية التي أفادت بوجود إصابات ناجمة عن ضربات مدفعية.
وجدد التأكيد أن هدف العملية العسكرية في أوكرانيا كان حماية حقوق الروسيين التي تم إهمالها على مدار 8 سنوات، ليس فقط من قبل النظام في كييف ولكن أيضا من قبل العالم الغربي الذي رفض تطبيق اتفاقات مينسك.. وتابع: "إذا لم تريدوا ضمان حقوق المواطنين الروس في دونباس عبر ضمان تنفيذ كييف لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فسوف نضمن حقوق المواطنين الروس بأنفسنا، وهذا ما نفعله".
وبشأن السبب الذي دفع روسيا إلى شن حرب داخل أوروبا، قال لافروف "إن سياسة كييف خلال العشر سنوات الأخيرة كانت منع كل ما هو روسي.. ولا يمكن إهانة روسيا، ورغم عدم رغبة الروسيين في الحرب إلا أنه هناك إحساس الفخر والكرامة الوطنية والقيمة الذين يجب المحافظة عليهم، وتحاول أوكرانيا انتزاعهم من كل الروسيين بدعم الغرب".
وعن ما إذا كان يمكنه إقصاء فكرة وجود عمليات روسية خاصة ضد دول أخرى على حدودها، قال لافروف "لفترة طويلة وثقنا برفاقنا وأعضاء الناتو عندما تحدثوا بقوة حول مبدأ عدم تجزئة الأمن، حيث ليس لأحد الحق لتحقيق أمنه على حساب أمن الآخرين، لكن عندما قلنا إن خمس موجات من توسع الناتو تهددنا تم تجاهلنا".
وأضاف "قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه علينا أن نتكلم مع روسيا، وأنه لا يجب إهانة روسيا، إلا أن رد وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي جاء بأن ماكرون لا يعلم شيئا، ملمحا إلى أن روسيا يجب إهانتها".
وحول مصير البريطانيين الذين حكم عليهم بالإعدام في دونستيك والذين يرى الغرب مسؤولية روسيا عن مصيرهم، أعرب لافروف عن عدم اهتمام بلاده بما تراه "عين الغرب"، وأنها تهتم فقط بالقانون الدولي الذي يقول إن المرتزقة لا يعترف بهم كمقاتلين، مشيرا إلى أن الأمر يعود للقضاء في دونستيك. 
وبشأن العلاقات مع بريطانيا، قال وزير الخارجية الروسي إنه "لم يعد هناك مجال للمناورات لأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الخارجية ليز تروس قالا صراحة إنه يجب هزم روسيا وتركيعها".. وأضاف "فليفعلوا ذلك.. بريطانيا تضحي بمصلحة مواطنيها من أجل الطموح السياسي، إذ يفكر السياسيون هناك فقط في الانتخابات المقبلة".