عاد إلى القاهرة مساء أمس عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية قادماً من العاصمة الأذربيجانية باكو في ختام رحلة عمل شملت زيارة ثلاثة دول.
كانت المحطة الأولى لموسى في مدينة "طنجة" المغربية وذلك للمشاركة في ملتقى "حوار طنجة" حول الأديان وجرى تنظيم الملتقى من خلال وزارة الشؤون الخارجية المغربية والتعاون الإفريقي ومنظمة تحالف الحضارات التابعة للأمم المتحدة من أجل إرساء جسور التفاهم بين ثقافات وحضارات العالم، وذلك بحضور عدد كبير من السياسيين والدارسين والباحثين والمهتمين بحوار الأديان والحضارات من حول العالم.
وقال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية خلال كلمتة في الملتقى؛ إننا بصدد إعادة صياغة الآليات الدولية المستقرة منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مبرزاً أنه يتعين أن نعمل سوياً من أجل الوصول إلى نظام متعدد الأطراف يضمن مصالح جميع الدول، من أجل ترسيخ السلام والاستقرار العالميين، مشيراً إلى أن التحديات الراهنة كشفت قصوراً ملموساً في الآليات الدولية لحفظ الأمن والسلم ينبغي تداركها.
وتطرق "موسى" أيضاً خلال كلمته إلى اتفاقيات السلام التي تم توقيعها في الأعوام الماضية بين الدول العربية وإسرائيل، قائلاً أننا جميعاً يجب أن ندعم السلام وأن ننبذ الحروب، ولكن السلام يجب أن يكون شاملاً لا يخص شعباً دون الآخر، ونبذ الحرب أيضاً يجب أن يشمل رفض كل أشكال الاحتلال والاستعمار والقمع ومصادرة مقدرات الشعوب وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
وأضاف، أنه لازال يؤمن بعد عقود عديدة قضاها في أروقة المفاوضات، أن أحداً لن يستطيع أن يفرض على الشعوب أبداً أي اتفاق أو صفقة مالم تكن قائمة على السلام العادل والشامل، وأن الاتفاقات الأخيرة لن تصل إلى أهدافها المنشودة إلا بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ومستقبله وحريته.
وغادر الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية بعدها إلى مدينة مراكش المغربية حيث قام بترؤس اجتماع المجلس الاستشاري للممثل الأعلى لحوار الحضارات الذي اجتمع هذا العام في المغرب وناقش "موسى" خلال الاجتماع أهم التوصيات وخطة عمل المجلس خلال العام القادم كما عرض نشاط المجلس في العام السابق.
وتوجه "موسى" بعدها إلى مدينة چنيڤ بسويسرا وذلك لترؤس اجتماعات مجلس أمناء منظمة انترپيس الدولية والتي تعمل في عدد من الدول ومناطق الصراع في العالم من خلال مشاريع التنمية المشتركة والتمكين الاقتصادي.
وناقش خلال الاجتماعات عدداً من مشروعات المنظمة في الدول الأفريقية، كما شارك في نقاش مفتوح حول تبعات الحرب الروسية الأوكرانية والأوضاع الاقتصادية العالمية على الشرق الأوسط وإفريقيا ومشاكل الطاقة والغذاء المحتملة وحلولها.
واختتم "موسى" رحلته بالتوجه إلى العاصمة الأذربيجانية باكو وذلك للمشاركة في اجتماعات مركز "نظامي جنجافي للسلام" الذي يشارك موسى في عضوية مجلس أمنائه وجاءت اجتماعات المركز هذا العام لتركز على الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على الدول المحيطة والعالم كله، والآثار الاقتصادية الناتجة عن اهتزاز النظام متعدد الأطراف واضطراب العولمة.
وناقش موسى خلال كلمته آثار الصدام الجاري بين الغرب وروسيا على الشرق الأوسط وإفريقيا، ودور العالم في العمل والتكاتف للخروج من الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعصف بالاقتصادات الناشئة وتعيق عجلة التنمية، وأن القارة الإفريقية تستحق أن تعامل كشريك كامل في التنمية.
أيد موسى خلال جلسات المنتدى ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي وألّا تكون هناك دولة أو دول تحصل على استثناء وتمتلك السلاح النووي، وأن هذا سيؤدي إلى سباق تسلح لا تحمد عقباه.
وشملت المناقشات عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، حيث أكد موسى على وضع مدينة القدس الشرقية، والتي تم احتلالها عام 1967 ولا يمكن قبول الموقف الإسرائيلي بشأنها، وأنها حجر الزاوية في أي اتفاق سلام، مضيفاً أن مبادرات السلام المتتالية جاءت دائماً من الجانب العربي أو من الأطراف الدولية، ولم نر حتى يومنا هذا مبادرة سلام واحدة من الإسرائيليين، ولا يصح أن يتحدثوا عن رغبتهم فيه وهم لم يبادروا به حتى الآن.