يفكر الكثير من الناس في الجاذبية الأرضية بباطن الأرض وانه في حال وجودها لماذا لا نشعر بالسرعة الكبيرة التي تدور بها الأرض حول محورها وماذا لو زاد نشاط الحمم البركانية، ولكن الطبقات التي يتكون منها الغلاف الجوي للأرض له أهمية كبيرة من أجل إستمرار الحياة علي كوكب الأرض، ولها دور فعال في تكوين والحفاظ علي الغلاف الجوي من خلال المجال المغناطيسي في باطن الأرض .
ووفقا لموقع “masa-pro”، تتكون الكرة الأرض من 7 طبقات متداخلة مع بعضها البعض تأكيدا لصدق القرآن الكريم وقول الله تعالي ( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن)، وفي في بادئ الأمر ظن العلماء أن هناك 3 طبقات للأرض فقط وهي القشرة الأرضية التي نعيش عليها ثم الوشاح والنواة ولكن مع التطور أدت الأبحاث المكثفة إلي إكتشاف طبقتين أخريين إلي أن قامت هيئة الجيولوجيا الأمريكية USGS ببحث ومسح دقيق لباطن الأرض عبر الموجات الزلزالية فأكدوا حقيقة ما أخبرنا به القرآن والنبي محمد عليه الصلاة والسلام قبل أكثر من قرن من الزمن و أن الأرض تتكون من سبع طبقات.
وتتمثل طبقات الأرض السبعة في القشرة الأرضية الرقيقة علي السطح والتي لا يتجاوز سمكها فى قاع المحيطات الـ8 كيلومتر مربع وتسمي القشرة المحيطية، بينما يبلغ سمك القشرة الأرضية تحت القارات حوالي 30 كيلومتر مربع وتسمي القشرة القارية، ثم تأتي الطبقة الثانية للأرض وهي الغلاف الصخري ويليه ثلاث طبقات وهي طبقات الوشاح (الوشاح الأعلي والوشاح الأوسط ومن ثم الوشاح السفلي) ثم تأتي النواة الخارجية كطبقة سادسة من طبقات الأرض السبعة ثم النواة الداخلية وهي الطبقة السابعة والتي تعطي الأرض المجال المغناطيسي لها.
وعميقا جدا في داخل الارض تحت عمق اكثر من 2900 كيلو متر تحدث ملحمة عظيمة ولولاها ما استمرت الحياة علي كوكب الارض لدقيقة واحدة، والنواة الداخلية لكوكب الارض تتكون ف الاساس من الحديد والنيكل بنسبة 85% وعلي الرغم من درجات الحرارة العالية جدا فان هذة النواة تبقي صلبة بسبب الضغط العالي الواقع عليها، وهنا تاتي المعجزة فالطبقة التي تلي النواة تتكون من نفس التركيب ايضا ولكن بدرجة سائلة تسمح لها بالدوران حول لب الارض الصلب مما يخلق مجال مغناطيسي قوي والذي بدوره يؤدي الي انشاء ما يسمي بالغلاف الجوي لكوكب الارض والذي يمتد لمسافة تقارب 480 كيلومتر هذا الغلاف الجوي يحمينا من الاشعاعات الشمسية الضارة والشهب والنيازك، كل شئ يحدث بقدر معلوم.
ونتيجة لتحرك الحمم في باطن الارض يتولد المجال المغناطسيي الذي ينشئ الغلاف الجوي للارض والذي بدوره يحافظ علي استمرار الحياة علي هذا الكوكب، لكن ماذا يحدث لو زاد نشاط الحمم البركانية في باطن الارض، ببساطة تخرج هذه الحمم الي خارج القشرة الارضية ومن رحمة الله ان أغلب جيوب البراكين تتواجد تحت البحار والمحيطات والتي تعمل بدورها علي تبريد هذه الحمم وكذلك فهذه الحمم مهمه للحياة البحرية فهي بمثابة السماد للتربة تحت سطح البحر ..
والغريب ان البحار والمحيطات رغم كثرتها إلا أنها لا تطفئ النار ولا الحمم علي الرغم من شدة حرارتها تبخر البحار والمحيطات .. فلو كانت كل الجيوب البركانية متواجدة علي اليابسة لإستحالة معها الحياة، ولكن كيف إحتفظت باطن الارض بحرارتها علي مدار ملايين السنين، هنا تاتي المعجزة فلقد خلق الله عز وجل طبقة صخرية بين قلب الأرض الساخن والقشرة الباردة تمنع الحرارة من التسرب مثل المعطف الذي ترتديه في الشتاء، وتتحرك الحمم تحت القشرة الارضية فتحفظ التوازن تماما وما يزيد يخرج في شكل براكين اغلبها تحت قاع البحر .
وهنا ياتي دور الجبال، حيث تؤدي دورا عظيما جدا فهي بمثابة الوتد الذي يحمي القشرة الارضية من الإنزلاق ليس هذا فحسب بل ان ما تراه من الجبل هو في الحقيقة جزء بسيط جدا من الجبل الحقيقي والذي يتواجد معظمه تحت سطح الارض، إستمع إلى قوله تعالي ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) والرواسي هنا هي الجبال الضخمة التي تحفظ الارض من الزوال وكذلك قوله تعالي ( والجبال أوتادا ) ومن المعروف ان الوتد يكون اغلبه مطمور في باطن الارض ووظيفته هي الثبيت.
