الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فورين بوليسي: بوسع واشنطن الاعتماد على حكومة إسلام آباد الجديدة لإيصال المهاجرين الأفغان العالقين لبر الأمان

شهباز شريف
شهباز شريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن تواجد حكومة جديدة في باكستان برئاسة شهباز شريف، وإن كانت هشة، إلا أنها تمثل فرصة للولايات المتحدة لحل إحدى المشكلات العالقة الأكثر إلحاحًا منذ الانسحاب من أفغانستان والمتمثلة في إجلاء موظفيها الأفغان العالقين بأفغانستان والمعرضين للخطر في ظل حكم طالبان.

وأضافت المجلة أنه من غير المرجح التوصل إلى حل على المدى القريب للخلافات التي فرقت بين الولايات المتحدة الأمريكية وباكستان بدءًا من دعم الأخيرة لطالبان وصولا إلى تنامي تعاونها العسكري والاقتصادي مع الصين، لكنها رأت أن بذل مثل هذا الجهد (المساعدة في إجلاء الموظفين الأفغان) وإن كان بسيطا إلا أنه مهم لمسار إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات بين إسلام آباد وواشنطن.

وأوضحت أن العديد من الموظفين الأفغان السابقين الذين عملوا لدى الولايات المتحدة مازالوا في خطر، منوهة بأنه في أغسطس 2021 أجلت الحكومة الأمريكية نحو 124 ألف أفغاني من العاصمة كابول، تاركة - وفق تقديراتها – ما لا يقل عن 60 ألفا آخرين ممن عملوا لصالح الحكومة الأمريكية وكانوا مؤهلين لبرنامج الحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV).

وأكدت أن هؤلاء الأفغان الذين لم يتم إجلاؤهم يواجهون منذ أغسطس الماضي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث؛ حيث بات وصولهم للغذاء والدواء إما محدودا للغاية أو منعدما جراء اختبائهم المستمر (من منزل إلى منزل) من حركة طالبان، فيما قتل البعض من هؤلاء خلال انتظار إجلائهم من الأراضي الأفغانية.

وعقب الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، استمرت وزارة الخارجية الأمريكية في عمليات إجلاء صغيرة لعدد من المستفيدين من تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV) والمواطنين الأمريكيين وحاملي بطاقات الإقامة الدائمة (جرين كارد) عبر رحلات طيران عارض (شارتر) من كابول للعاصمة القطرية الدوحة، إلا أن حركة طالبان ألغت في ديسمبر 2021 إذن تسيير هذه الرحلات، مشترطة موافقة قطر على إعادة نقل العمال الأفغان المهاجرين الذين يمكنهم فيما بعد العمل وتحويل الأموال لدعم الاقتصاد الأفغاني المتعثر.

وأضافت أن ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن المطارات الأفغانية تعمل بالكاد، حيث لا يتوافر لديها رادارات أو أدوات لمراقبة الحركة الجوية ومعدات لإزالة الجليد من أجل تيسير حركة الرحلات الشتوية.

وفي يناير الماضي، عندما هدأت الخلافات نسبيا، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تسيير رحلة إضافية إلا أن طالبان أوقفت مجددا الرحلات بسبب خلافات جديدة، موضحة أنه جرى إجلاء أقل من 3 آلاف أفغاني إجمالًا، ما يعني أنه بهذا المعدل سيحتاج الإجلاء الكامل لكل الأفغان المستفيدين من تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV) أكثر من عشر سنوات.

وأضافت أنه حتى مع استئناف الرحلات الجوية من أفغانستان، فإن تقلبات طالبان وعدم الاستقرار على حل وسط سيعيقان بشدة الجسر الجوي للإجلاء، وفقا للمجلة الأمريكية.

وعلى الرغم من ذلك، أوضحت (فورين بوليسي) أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك خيارات لتسريع وتيرة إجلاء الموطفين الأفغان، أولها أنه يمكنها زيادة السعة المحدودة الحالية التي توفرها منطقة معالجة التأشيرات الوحيدة المتبقية في قطر، وثانيها فتح طريق إجلاء جديد عبر باكستان والذي يمكن أن يسهل بشكل أكثر اعتمادية التدفق المستمر لعمليات الإجلاء وبالتالي إنقاذ الأرواح.

وتابعت أن الإدارة الأمريكية في خريف 2021 وفرت تسهيلات في قواعدها العسكرية بجميع أنحاء الشرق الأوسط والولايات المتحدة لتوفير السكن والطعام لمن جرى إجلاؤهم وينتظرون تأشيرات الدخول، إلا أنه تم إغلاق جميع هذه المرافق باستثناء تلك الموجودة بقاعدة السيلية في قطر، مما قلل بشكل كبير من القدرة على دعم الأفغان الذين تم إجلاؤهم وزيادة المشكلات التي تحد من وتيرة الرحلات الجوية.

وأوضحت أن القيام بعمليات الإجلاء من دول جوار لأفغانستان يعد الوسيلة الموثوقة للحفاظ على عمليات إجلاء طويلة الأمد، خاصة في ظل رفض طالبان السماح برحلات جوية منتظمة.

وأضافت أنه في ظل عدم اهتمام إيران بالمساعدة في هذا الشأن، وإغلاق دول وسط آسيا لحدودها مع أفغانستان، ومع الضغط الروسي لتجنب التعاون مع الولايات المتحدة، فإنه على واشنطن تحويل أنظارها إلى باكستان.

وترى "فورين بوليسي" أن باكستان توفر ميزات عدة تجعلها شريكا مهما في عمليات الإجلاء، من بينها الحدود الطويلة التي تربطها بأفغانستان مع وجود معبرين هامين مفتوحين للأفغان، كذلك فإن المئات من الحاصلين على تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV) هاجروا بالفعل إلى باكستان، كما أن للولايات المتحدة الأمريكية سفارة ضخمة في إسلام آباد يمكنها معالجة أعدادا كبيرة من طلبات تأشيرات هؤلاء.

وذكرت أنه حتى في ظل حكومة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان ـ الذي أصبح عدائيا تجاه الولايات المتحدة قبل خروجه من السلطة ـ أبدت باكستان استعدادا، وإن كانت محدودا، لتسهيل عمليات الإجلاء، ففي خريف عام 2021، منحت باكستان تأشيرات دخول للأفغان الذين تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرات ضمن برنامج تأشيرة الهجرة الخاصة (SIV) وسمحت لغيرهم ممن عبروا الحدود بطريقة غير شرعية بمغادرة في البلاد.

وأوضحت (فورين بوليسي) - في الختام - أن توقيت التعامل مع باكستان الآن أفضل من أي وقت في العقد الماضي؛ إذ تسعى حكومتها الجديدة برئاسة شهباز شريف إلى تطوير علاقات بناءة مع الولايات المتحدة الأمريكية.