رصدت د.حنان عبدالمجيد العواك ظاهرة العنف في كتاب "العنف اﻹعلاني والسلوك العدواني للطفل" الصادر عن دار الفكر العربي في 172 صفحة ، من خلال دراسة برامج التليفزيون التى تحتوى على مشاهد القتل والتدمير والضرب والسطو والهجوم على الشرطة، وغيرها من مظاهر العنف.
وأشارت الى رواج ظاهرة العنف لدرجة أنها أصبحت مطلبا للمحطات التليفزيونية فيما تشتري من أعمال درامية وغيرها، بهدف جلب أكبر عدد من المشاهدين.
وأوضحت أن الإحصاءات كشفت ان ما يتراوح من 25% ﺇلى 50%من أعمال العنف في سائر بلاد العالم سببها مشاهد العنف في التليفزيون والسينما، وربما القسط الأكبر منها ناتج عن افلام العنف الأمريكية، وهي وراء السلوك العدواني عند الأطفال داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفى كل بلدان العالم.
ولفتت الدراسة الى أن التليفزيون الفرنسى يجيء في الترتيب الثاني بعد الأمريكي.. وخلصت ﺇلى الاتي:
.. أغلب الجمهور يقلد مشاهد العنف من وسائل اﻹعلام.
.. اﻹحباط النفسى يدفع لممارسة العنف بعد اكتسابه.
.. تكرار المشاهدة للعنف يكسب الطفل البلادة وعدم الرفض لظاهرة العنف.
.. مقولة أن مشاهدة العنف يعتبر تنفيسا عن نوازع العنف داخل الفرد.. مقولة خاطئة.
وفي فصل تحت عنوان (العنف والسلوك العدواني).. عرضت الباحثة العلاقة بين العنف والعدوان.. ثم العنف والارهاب.. ثم العنف والقوة.. وأخيرا العنف والجريمة، تلك الجريمة التي تعد نتيجة طبيعية لاعلان عنيف ومشاهد في أزمة نفسية وتفاعل مع وقائع مؤلمة مما يتسبب في وقوع الجريمة بسهولة.
وسجلت الباحثة المزيد من المعلومات عن العنف، كما يلى:
.. العنف اللا عقلانى، أي غير المسئول.
.. العنف المنشأ ، الذي تلعب وسائل الاتصال دورا بارزا في ﺇحداثه.
.. العنف والانفعال، وهو نوع من الانفجار العاطفى.
.. العنف العقلاني، أكثر أنواع العنف نضجا وفاعلية.
كما يأخذ العنف ثلاثة مستويات:
.. العنف اللفظي، أقل المستويات ضررا.
.. العنف البدني، أي الضرب والتشاجر.
.. العنف التنفيذي، هو الاشد قسوة حيث القتل والاغتصاب والتهديد بالسلاح..الخ.
وحول تأثير العنف في وسائل اﻹعلام على الأطفال، أشارت الباحثة ﺇلى دراسة اجريت عام 1954م تؤكد ﺇحتواء البرامج التليفزيونية على العنف خصوصا الدراما.. وهناك رأى بأن بداية الاهتمام بتلك الظاهرة كان في الستينيات،. كما في كتاب "العنف في وسائل اﻹعلام" بالولايات المتحدة الامريكية.. وبدأت النقاشات السياسية بتكليف علماء الاجتماع بدراسة الظاهرة.
من نتائج البحوث التطبيقية في مجال العنف والطفل:
.. هناك ما يثبت ممارسة العنف ضد الأطفال داخل الأسرة (العنف الجسدي- والنفسي-. بواسطة الأبوين أو الاخوة او القائمين على البيت.
.. معظم تلك الممارسات داخل الأسرة غير مميتة، وﺇن سجلت حالات ضارة جدا بسبب الخضة وربما يموت الطفل المخضوض.
.. أحيانا يصبح التأديب وسيلة قاسية للعنف.
.. غالبا ما يصحب العنف الجسدي عنفا نفسيا.. وبالتالي يؤثر على نفسية ونمو الطفل مما قد يعيق نشكيل شخصية سوية.
.. كشفت الاحصاءات وجود اعتداء جنسي على الاطفال من الاناث والذكور بنسب مختلفة (من 3 ﺇلى 30% فى 21 دولة تم اجراء التجارب فيها)
.. يقدر عدد الأطفال فى العالم الذين يتعرضون للعنف بين 133 مليون و275مليون طفل، وقد يكون العنف متكرر في حالة شجار الام والاب.
.. كثيرا ما يتعرض الاطفال للعنف في الأوساط التعليمية وفي المدارس.. سواء من المعلمين أو العاملين بالمدرسة.
.. يبدو ان هناك اتفاق ضمنى بين المسولين عن التعليم في الكثير من البلدان في العالم بقبول فكرة العقاب العنيف.
وحددت الدراسة هدفها بمتابعة : التعرف على معدل مشاهدة الأطفال لاعلانات التليفزيون- جدوى مناقشة الآباء مع الأطفال حول تلك المشاهد-
وتابعت أكثر مشاهد العنف التي يتعلق بها الطفل- ومدى تذكر الطفل لتلك المشاهد العنيفة- التعرف على البطل عند الطفل في تلك الاعلانات التليفزيونية .
انتهت الدراسة ﺇلى عدد من النتائج:
أهم وسائل التعبير عن العنف هى تعبيرات الوجه وتمثل الثلث.. الشعور بالعداوة أهم السلوكيات التي تتضمن العنف.. أهم أنواع العنف الجسدي هي اتلاف الممتلكات.. أهم أنواع الغضب اللفظي هي حالات غضب وهياج ثم حالات الرفض ثم الاحتقار..أهم دوافع مشاهدة العنف هي اثبات القوة وتعمد الاذى.. اليد أكثر وسائل استخدام العنف ثم الأدوات الالكترونية ثم الأدوات المنزلية.. أكثر الأماكن يشاهد فيها العنف في المنازل.. مشاهد التعذيب جاءت في مقدمة مشاهد العنف.
