لم يرث مهنة السائس أو الخيال بمنطقة الأهرامات السياحية ولم تضعها الظروف أمامه كاختيار وحيد، عم سعيد الذي يبلغ من العمر 49 عامًا، قادته موهبته وعشقه للخيول ونشأته في منطقة نزلة السمان، هى الأسباب التى جعلته يبدأ رحلته كسائس، قبل ما يقرب من 40 عامًا.
يعمل عم سعيد في مجال تربية الخيول، منذ أن كان عمره 10 سنوات،وأصبح عم سعيد، بعد ما يقرب من 40 عامًا، في مجال الخيول، ملمًا بكافة احتياجات الخيل، من العلاج والمأكل والمشرب حتى الولادة.
40 عاما من المعاملة الحسنة للسياح واحترام خصوصيتهم كانوا كافيين تماماً بالنسبة لشرطة السياحة لمنح ترخيص لعم سعيد كسائس من طراز صميم، حتى وصفه أحد السياح بأفضل سائس تعامل معه على الإطلاق.
وأعتاد عم سعيد، الذهاب إلى منطقة الأهرامات، صباح كل يوم في تمام الساعة الثامنة صباحًا، حتى الرابعة عصرًا، وعلى الرغم من أنه لم يحصل على شهادة جامعية، ولم يكن له نصيبًا في التعليم، إلا أنه أصبح يتحدث الإنجليزية بطلاقة، بالإضافة إلى ألمام باللغة الألمانية والإيطالية والفرنسية.
وعن طريقة تعلمه اللغة الإنجليزية، يقول عم سعيد: «بحكم أن الإنجليزي اللغة العالمية الأولى، تمكنت من أكتسابها والتحدث بها بطلاقة مع السائحين، وأتحدث الإنجليزية العامية مثل الأجانب، وخاصة أن الأجنبي عنده حب استطلاع في كل حاجة، مثل السؤال عن أحوال المعيشة، ورواتب الموظفين».
ويشير عم سعيد، أنه ملم أيضًا باللغة الفرنسية والألمانية والإيطالية: «اللي متمسك بلغته قليل، والمعظم يتحدث الإنجليزي، وتشكل نسبة 1% من يتمسكون بلغتهم الأصلية، ولكن في هذه الحالة أستطيع التواصل معهم علي حسب لغاتهم سواء الفرنسية أو الألمانية أو الإيطالية».
وعن تعامل السائسين مع السائحين، يقول عم سعيد: «لكل مجال إيجابيته وسلبياته، وهناك رقابة من شرطة السياحة ولا يستطيع أحد تجاوزها، بالإضافة إلى أن مصر بلد أمان على مدار 24 ساعة، وهذا ما تفتقده معظم دول العالم».
ويروي عم سعيد عن واقعة جمعته بسائح ألماني، وكان يصوره بدون علمه، بعدما طلب منه أن يأخذه في رحلة إلى البانوراما «الـ 9 أهرامات» بسعر 70 جنيهًا فقط، وهو ما وافق عليه، لينال إعجاب السائح الألماني ويرشحه لزملائه ويصفه بأفضل عامل تعامل معه على الإطلاق.
