أكد الكاتب والمحلل السياسي التونسي نزار الجليدي، أن الإضراب العام الذي دعا إليه نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل مُني بخسارة كبيرة وبفشل غير مسبوق في تاريخ الإضرابات العامة للمنظمة الشغلية.
وقال "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إن سبب الفشل واضح، وهو أن تلك الاضرابات الماضية كانت لمطالب اجتماعية بحتة، وحظيت بتضامن شعبي وخارجي كبيرين .أمّا إضراب هذا العام والذي يصفه الكثيرون بأنه ليس إضراب الاتحاد وإنما هو إضراب أمينه العام نور الدين الطبوبي ما جعله إضرابًا مسيّسًا، وهو سرّ فشله.
وفي تعليقه على إعلان "الطبوبي" نجاح إضرابه بنسبة تجاوزت الـ96%، لفت "الجليدي" إلى أن لعبة الأرقام كانت من اختصاص الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، ويبدو أن هذه النقطة أعجبت الطبوبي المغرم بأرقام "بن علي" وربما يكون هذا دليلا على قرب نهايته.
وأوضح الكاتب التونسي أن عددا كبيرا من المؤسسات العامة فتحت أبوابها للعمل، أهمّها القباضات المالية والصناديق الاجتماعية فهؤلاء وحدهم يمثلون أكثر من 30% من المنخرطين، نضيف لهم الأساتذة والمعلمين الذين هم في عطلة والذين يمثلون حوالي 30% من المنخرطين ليكون المجموع 60% على أقل تقدير من الذين لم ينخرطوا في الإضراب فتكون نسبة المضربين في أحسن الحالات 40%.
واختتم قائلا: يبدو أن الطبوبي أضحى مغرماً بأرقام "بن علي" في الانتخابات الرئاسية والتي تلامس دوما 95% وهي النقطة المشتركة بين الرجلين، وربما تكون هذه الأرقام دليلا على قرب النهاية.
يشار إلى أن الاتحاد العام للشغل، أعلن دخوله في إضراب عام احتجاجا على عدم تنفيذ اتفاقيات بين الاتحاد والحكومة، في ظل أزمة اقتصادية عالمية تؤثر على تونس، إلى جانب عدم مشاركة الاتحاد في الحوار الوطني بعدما رفض الطبوبي المشاركة مهاجما الحوار وواصفا إياه بـ"لا يمثل حالا لتونس".
وفي كلمة ألقاها الطبوبي أمام عدد من العمال، أمس الخميس، أكد فيها نجاح الاضراب العام بنسبة 96% خاصة بعد دخول خطوط الطيران التونسية في حالة شلل وتعطيل رحلاتها.
