عقد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ندوة "التراث غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي"، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة، ضمن فعاليات "القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي لعام ٢٠٢٢"، وبحضور الدكتور زين نصار، والدكتور مصطفى جاد - عميد المعهد العالي للفنون الشعبية، والدكتور مصطفى عبدالقادر، وتلدكتورة رشا طموم، والدكتور حنا نعيم حنا، وذلك وفق بيان صادر عن المركز اليوم الجمعة.
تحدث فيها: الدكتورة نهلة إمام، أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، والكاتب الصحفي محمد بغدادي، والدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتور خالد أبو الليل أستاذ الأدب الشعبي.
وجهت الدكتورة نهلة إمام، أستاذ العادات والمعتقدات والمعارف الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، الشكر للفنان ياسر صادق، رئيس الإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، لدعوته لهذه الندوة وذلك لاهتمامه بالتراث غير المادى والفنون الشعبية قائلة: "أثارت قضية التراث الثقافي غير المادي ومشترك الثقافة في العالم الإسلامي والتي اعتبرتها اشكالية، فالذي يميز الإنسان أنه كائن ثقافي يعيش في جميع البيئات بالثقافة، فالرابط الثقافي هو الذي يربط بين الدول واستطاع الإنسان أن يصيغ لغة مشتركة في العالم متعدد اللغات".
وأشار الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية، إلى موضوع اختيار القاهرة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي موضوع هام يفتح قضايا كثيرة منها ارتباط الفنون بقوة الدولة وازدهارها مثل الدولة العباسية والأموية حيث ازدهرت الفنون من موسيقى وشعر، بينما مع بزوغ الدولة العثمانية حدث انقطاع في عالم الإبداع، فكانت دولة استعمار توسع من رقعتها الجغرافية فقط، وحدثت نهضة فنية أخرى بعد إنتهاء الدولة العثمانية.
وتابع، أنه فيما يتعلق بموقف الإسلام من الغناء والموسيقى، هناك أراء ومراجع كثيرة في هذا الشأن ولكن لايوجد تحريم مطلق للموسيقى، ولا يستطيع أحد أن ينكر أهمية الموسيقى.
وأضاف شبانة، أن مصر من أكثر دول العالم التي لديها تنوع في الآلات الموسيقية وليست القضية في أصول هذه الآلات ولكن في المادة الموسيقية التي تعزف على هذه الآلات، مؤكدا الثقافة الشعبية هي حائط الصد المنيع الذي يحافظ على هوية موسيقى الشعوب، فالفنون عامة والموسيقى خاصة هي الحافظة للثقافة وتساعد على التعرف على ثقافات أخرى.
وتحدث الكاتب الصحفي محمد بغدادي، عن أهمية الخط العربي كعنصر هام من عناصر الثقافة الإسلامية، فإذا كانت اللغة هي وعاء سمعي للمعرفة، فالخط هو وعاء بصري للمعرفة، كما أن الأبجدية العربية هي الأبجدية الوحيدة التي تحولت حروفها لشكل جمالي لأنها لديها القدرة على المد والإستدارة والبسط والاستطالة فتحولت لشكل فني جميل، وعندما ظهر الإسلام وانتقل إلى الحضارات الأخرى بدأ الخط العربي في التفاعل مع هذه الحضارات، وعندما أراد الفنان المسلم أن يزين مسجده لم يجد سوى الخط العربي لتزيين المساجد، وأضافت الحضارة المصرية للخط العربي بعض لمساتها و ابتكرت خطوط جديدة.
وافتتحت أول مدرسة للخط العربي في عام ١٩١٤ في اسطنبول ولكن في عام ١٩٢٣ تم إلغاء الحرف العربي من اللغة التركية وتم استبداله باللاتيني وتم إغلاق المدرسة الوحيدة في الخط العربي. وفي عام ١٩٢٢ أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء أول مدرسة للخط العربي، وقد احتفلت وزارة الثقافة منذ أيام بمئوية هذه المدرسة في إطار الاحتفال بإختيار القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي، وأضاف بأن كسوة الكعبة تعتبر من أبرز الأشياء التي تتزين بالخط العربي. ولأول مرة تنشأ وزارة الثقافة مدرسة في بيت السحيمي لتعليم فن الخط العربي مجاناً وتمنح شهادة.
وأكد الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي، مصطلح الثقافة الشعبية المصرية ثقافة متسامحة جدا تجمع بين جميع الأديان، فالقاهرة عاصمة للمعاني الإنسانية جميعها، متسائلا: هل يوجد تراث ثقافي شعبي "إسلامي" مشترك؟ وهل يوجد خصائص إسلامية مشتركة تجمع دول العالم؟ هل يستحق هذا التراث الثقافي الشعبي أن يكون له أرشيف؟ فأعتبر أن التراث الشعبي هو مجموعة من الحلقات المتداخلة فكل منطقة ثقافية لها خصوصيتها ولها عناصرها التي تتداخل فيها مع غيرها، وختم حديثه بأن الدين هو حماية سماوية لأي إنسان.