لم يكن فارساً في العسكرية فقط بل كان فارساً للرومانسية والحب والأدب، فتارة يحمل السلاح وتارة يحمل القلم، بين عمله ودراسته الكثير من القصص والحكايات التي سردها وترجمت لأفلام وروايات منها الفلسفية ومنها الدرامية، وأكثرها الرومانسية وعلى الرغم من الصرامة التي اكتسبها خلال عمله بالحربية إلا أنه امتلك قلبا رقيقا ميزت كتابته بأسلوب خاص يخاطب القلب والوجدان.
وفى مثل هذا اليوم ١٧ يونيو ١٩١٧م ولد الفارس والأديب يوسف السباعي، حيث ولد الأديب يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في حي الدرب الأحمر و كان والده "محمد السباعي" مترجما و متعمقا في الآداب العربية والفلسفات الأوروبية وكان يرسل ابنه الصبي "يوسف" بأصول المقالات التي يترجمها إلى المطابع وقد حفظ "يوسف" أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية
▪️ أكمل "يوسف السباعي" قصة “الفيلسوف” التي بدأها والده و لم يمهله القدر لكي يكملها وطبعت عام ١٩٥٧ بتقديم للدكتور "طه حسين"
يقول يوسف بكل الود عن أمه “كانت أمي تراني طفلا مهما كبرت ، تسأل دائما عن معدتي ، مليانة و اللا فاضية ، كانت مهمتها أن تعلفني وكانت دموعها أقرب الأشياء إليها”.
▪️ كانت أسرة يوسف السباعي "مستورة الحال" وعانى كثيراً من تنقلات السكن فتنقل يوسف تبعا لها إلى مدراس كثيرة، حتى حصل على البكالوريا من مدرسة شبرا الثانوية عام ١٩٣٥م.
▪️ والطريف أن "يوسف السباعي" لم يلتحق في مرحلة “التوجيهية” بالقسم الأدبي وإنما التحق بالقسم العلمي.
زواجه:
تزوج من “دولت طه السباعي” وهي ابنة عمه، و ألف من أجلها رواية اسماها “عايدة” في النصف الأول من رواية “إني راحلة”، وتزوجها بعد قصة حب طويلة بدأت منذ طفولتهما، وكان يطلق عليها يوسف "مخضوضة هانم" نظرًا لخوفها الشديد عليه لدرجة أنها كانت تهرع إليه إذا وجدته واقفًا في شرفة المنزل وتمسك بملابسه خوفًا من سقوطه!! وكانت ترفض سفره بالطائرة خوفا عليه، وفي إحدى المرات سافر بالطائرة دون أن يخبرها فانفجرت بالبكاء متسائلة : "ماذا لو سقطت الطائرة!.". في إهداءٍ إليها ضمن إحدى كتبه يقول لها السباعي: " إلى أحب من أوفى وأوفى من أحب".
عمله :
▪️تخرج يوسف السباعي في الكلية الحربية في سنة ١٩٣٧م و منذ ذلك الحين تولي العديد من المناصب ، ففي عام ١٩٤٠م عمل بالتدريس في الكلية الحربية بسلاح الفرسان، وأصبح مدرساً للتاريخ العسكري بها عام ١٩٤٣م ، ثم اختير مديراً للمتحف الحربي عام ١٩٤٩م وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة عميد.
المناصب الأدبية والصحفية :
تدرج السباعي في الوظائف، فقد عُين سكرتير عام المحكمة العليا للفنون وبعد ذلك تولى منصب السكرتير العامة لمؤتمر الوحدة الأفرو أسيوية في عام 1959م، وفي عام 1965م شغل منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة وبعدها بعام رئيسًا لتحرير مجلة الرسالة الجديدة كما أنه أصبح رئيس مجلس إدارة دار الهلال عام 1971م
▪️ و شغل منصب وزير الثقافة سنة ١٩٧٣م ورئيس مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين كما تقلد منصب وزير الإعلام سنة ١٩٧٥.
▪️ نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة ١٩٧٣م وعددا كبيرا من الأوسمة فهو لم يكن أديباً عادياً ، بل كان من طراز خاص و سياسياً على درجة عالية من الحنكة والذكاء.
▪️ رأس تحرير عدد من المجلات منها الرسالة الجديدة و آخر ساعة والمصور وجريدة الأهرام.
▪️ أسهم في إنشاء نادي القصة وجمعية الأدباء ونادي القلم الدولي و اتحاد الكتاب.
مؤلفاته :
▪️ أصدر حوالي ٢٢ مجموعة قصصية قدمت بعضها في السينما والتليفزيون من أشهرها رد قلبى ، بين الأطلال ، السقا مات ، نادية، العمر لحظة، أرض النفاق، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، نحن لا نزرع الشوك، جفت الدموع، الليلة الأخيرة، طريق العودة.
إغتياله :
▪️ فى ١٨ فبراير من عام ١٩٧٨م وبينما كان الأديب يوسف السباعى في طريقه إلى قاعة إجتماعات مؤتمر التضامن المنعقد في فندق هيلتون بالعاصمة القبرصية أطلق عليه شخص ثلاث رصاصات في رأسه فأرداه قتيلاً بينما كان يهم بدخول قاعة الإجتماع في الطابق الأول من الفندق في الساعة الحادية عشرة والربع صباحاً على حين قام شخص آخر بتغطية القاتل مهددا الموجودين في قاعة المؤتمر بالقنابل اليدوية وقاموا باحتجاز عدد من أعضاء المؤتمر داخل كافتيريا الفندق تحت التهديد المباشر كان من بينهم وزير داخلية قبرص ورئيس الحزب الإشتراكي القبرصي وذكر القاتلان أنهما ينتميان لجبهة الرفض وأن سبب الإغتيال هو تأييد السباعي لمبادرة السادات بعقد سلام مع إسرائيل منذ أن سافر إلى القدس سنة ١٩٧٧.
وعاد جثمان الفقيد إلى مصر ليواري الثرى في وطنه و أقيمت له جنازة عسكرية.