بدأت القردة والخنازير في إثيوبيا، في الهجوم على الأطفال عوضا على ندرة الطعام والماء بسبب الأزمة المروعة والمجاعة التي تعاني منها دول القرن الأفريقي مؤخرا، جراء ارتفاع معدلات الجفاف وسوء التغذية.
القردة تهاجم الأطفال في إثيوبيا
وقالت منظمة "انقذوا الأطفال" الخيرية البريطانية إن العائلات الإثيوبية بدأت في دفع القردة والخنازير عن أطفالهم في تحرك وصفته بـ"سلوك حيواني غير طبيعي" حيث يعاني البلد من سوء التغذية الحاد، ويعاني عشرات الآلاف من الأطفال في إثيوبيا من سوء التغذية المميت.
وفاة شخص كل 48 ثانية في إثيوبيا وكينيا والصومال
وأوضحت أن العائلات تدفع القردة بالعصي، في الوقت الذي بدأت الخنازير أيضا في التعدي على منازل الناس بحثًا عن الطعام والماء، وقالت المنظمة الخيرية إن 185 ألف طفل يعانون من "أكثر أشكال سوء التغذية فتكًا" بينما يموت شخص من الجوع كل 48 ثانية في الصومال وكينيا وإثيوبيا، وفقا لتقرير المنظمة الذي نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
سلوك غير طبيعي للقردة والخنازير
وقال عبد الرزاق أحمد، مدير عمليات إنقاذ الأطفال في المناطق الشرقية: "القردة لا تهاجم الناس عادة، لكن الوضع مروع للغاية لدرجة أنهم يلجأون إلى سلوك غير طبيعي مثل هذا"، مضيفا "نتفهم أن الأطفال لم يصابوا بأذى، لكن الناس يخشون مما سيأتي به المستقبل في ظل الوضع المروع".
وأشار إلى أنها ليست القردة فحسب، بل حتى الخنازير الجائعة كانت تتعدى على المنازل، إنهم يضايقون الناس ويدخلون المنازل بحثا عن الماء وأي شيء صالح للأكل، ويأتون إلى القرى دون خوف لمجرد البقاء على قيد الحياة ".
الجفاف في القرن الأفريقي
وتسببت ندرة الأمطار للموسم الرابع على التوالي في أسوأ موجة جفاف مرت على القرن الأفريقي منذ 40 عاما، امتدت لدول إثيوبيا والصومال وكينيا، ومن المتوقع أن يستمر الجفاف للموسم الخامس، وقالت المنظمة البريطانية في بيان إن أكثر من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة في جميع أنحاء المناطق الإثيوبية.
ووجهت منظمة أنقذوا الأطفال رسالة تطالب الحكومة البريطانية بإرسال مساعدات إلى إثيوبيا.
ربع سكان إثيوبيا يحتاجون مساعدات إنسانية
وأثر الجفاف على حوالي 8.1 مليون شخص في إثيوبيا، ويحتاج 30 مليون شخص أو ربع السكان لمساعدات إنسانية، في البلد التي تعاني من الحرب بين جبهة تيجراي ونظام رئيس الوزراء آبي أحمد، منذ 19 شهرا.
وقال زافيير جوبيرت، مدير المنظمة الخيرية في إثيوبيا: "الأطفال - وخاصة الأطفال الصغار - يتحملون وطأة أزمة مروعة ومتعددة الأوجه في إثيوبيا"، مضيفا أن الجفاف المطول والمتوسع والمنهك يقضي على قدرتها على الصمود، التي انهكها بالفعل صراع عنيف وسنتين من جائحة كوفيد -19"، وقفز معدل سوء التغذية في المنطقة الصومالية – بإثيوبيا إلى 64% العام الماضي، وسجلت 50 ألف حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يتطلب علاجا طارئا لمنع الوفاة.
وتفاقمت الظروف القاسية بسبب الصراع في أوكرانيا، الذي ساهم في ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود.
