شاركت وزارة السياحة والآثار ممثلة في المجلس الأعلى للآثار في المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمه معهد الآثار المصرية بمدينة توبنجن الألمانية تحت عنوان “مدينة أتريبس والمعابد كمراكز ثقافية ودينية”.
وتضمن المؤتمر عددا من المحاضرات عن مدينة ومعبد أتريبس (الشيخ حمد) بسوهاج تناولت موضوعات دينية، أثرية، وتاريخية للمنطقة، وذلك بمشاركة مجموعة من أساتذة الآثار من مختلف دول العالم.
وقد شارك محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا بالمجلس الأعلى للآثار بمحاضرة، ألقي خلالها الضوء على إقليم أخميم، الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا خلال العصر البطلمي، مستعرضًا الإكتشافات الحديثة والتي تم الإعلان عنها، ومنها إكتشاف جزء من المعبد البطلمي للملك "بطلميوس الرابع" ومجموعة من الأحجار عليها اسم الملك "بطلميوس الأول" بمنطقة كوم أشقاو بسوهاج، وجبانة الحامدية والتي تم الكشف فيها عما يقرب من 250 مقبرة تعود لنهاية الدولة القديمة وحتى العصر البطلمي والروماني وتسجيلها وتوثيقها، ومقبرة توتو وزوجته تاشري ايسة عازفة السيستروم للمعبودة حتحور من العصر البطلمي.
كما ألقى أشرف عكاشة مدير عام منطقة آثار سوهاج محاضرة تناولت نتائج أعمال حفائر البعثة المصرية بموقع الخزندارية وجبل الهريدي والتي أسفرت عن الكشف عن مجموعة من المقابر وبطاقات للموتي والتي كانت تعد بمثابة تصريح للدفن مكتوبة باللغة اليونانية القديمة والخط الهيراطيقي والديموطيقي، بالإضافة إلى اكتشاف أحد نقاط التفتيش والمراقبة الأمنية من العصر البطلمي والتي تم بنائها بهدف التفتيش والمراقبة وإحكام المرور بين حدود الأقاليم وجمع الضرائب وتأمين السفن وحركة الملاحة في النيل.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن منطقة آثار أتريبس تقع في نجع الشيخ حمد، حوالى ٧ كم إلى الغرب من مدينة سوهاج وهي مدينة أثرية من العصر اليوناني الروماني وتحتوي على معابد ومقابر ومحاجر وكنائس وأديرة وورش صناعية ومدينة سكنية.
ومنذ عام 2003 يعمل بالمنطقة بعثة أثرية مصرية ألمانية مشتركة برئاسة الأستاذ محمد عبد البديع من الجانب المصري والبروفيسور كريستيان ليتز من الجانب الألماني، والتي نجحت في استكمال الكشف عن معبد أتريبس الذي شيده الملك بطلميوس 12، بالإضافة إلى أكثر من 13000 أوستراكا تحمل كتابات بالديموطيقية والهيراطيقية واليونانية والقبطية والعربية، بعضها يمثل إحصاءات مالية أو إبتهالات دينية أو كتابات تعليمية، وهو الكشف الذي يعظم من أهمية الموقع الأثري كواحد من أكبر مصادر الأوستراكات في الحضارة المصرية جنبا إلى جنب مع موقع دير المدينة غرب مدينة الأقصر.