الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة البرلمان

مؤتمر البرلمانیین الشباب يناقش «تغير المناخ وتأثيره على حقوق الإنسان»

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ناقشت الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي للبرلمانیین الشباب في نسخته الثامنة، والمقام في مدینة شرم الشیخ تحت رعایة الرئیس عبد الفتاح السیسي، وبالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي، التغیر المناخي وتأثیره على حقوق الإنسان.

وناقشت المستشارة العامة لحقوق المعاقین حول العالم بالولایات المتحدة، سارة منقارة، تأثیر التغیرات المناخیة على ذوي الإعاقة، واصفة حیاتھم في ظل الصعوبات التي یواجھونھا بـ"البقاء في مدینة تتعرض لإعصار دون القدرة على اللحاق بمراكب النجاة".

وقالت منقارة: "نسبة كبیرة من سكان الأرض تعاني إعاقات جسدیة، وھي معرضة لأزمات مناخیة أكثر من الشخص العادي، نتیجة لإعاقاتھا، لكن الأمر لیس متعلقًا فقط بالإعاقات، إنما أكثر ما یواجه ذوي الإعاقة ھو الوصم والسیاسات والبنى التحتیة التي یستخدمونھا، ونحن ھنا الیوم للتوصل إلى حلول خلاقة للأشخاص ذوي الإعاقة لمواجهة التغيرات المناخیة وتأثیرھا علیھم، وفي مقدمة ذلك أن تشملھم جمیع الخدمات والتسھیلات، لأن ذلك یجلب القیمة للجمیع ویدعم استقرار المجتمع، فكل الأشیاء التي حولنا تؤثر وتتأثر بالتغیرات المناخیة".

فيما استعرضت السفیرة مشیرة خطاب، رئیس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أھمیة تقصي الكثیر من الحقائق حول حقوق الإنسان ومدى ارتباطھا بقضیة التغیر المناخي، مؤكدة تأثیرھا المباشر على "كافة ممارسات حقوق الإنسان".

وأشارت خطاب، إلى أن مشكلة التغیر المناخي تؤثر تأثیرًا مباشرًا أیضًا على عملیات التنمیة المستدامة، وحق العیش في أمان وسلام والتغیر البیئي والحقوق الإنسانیة الأخرى، مقترحًة إقرار إطار مركزي لوضع حد لأزمة التغیر المناخي وما یتبعه من تمییز وتحیز، خاصة مع ذوي الإعاقة، ورفع الوعي لدى المواطنین، ومساندة الدول الإفریقیة التي تواجه درجات متقدمة من التغیر المناخي بتوصیات وإجراءات.

وأثنت مشیرة خطاب على الدور المصري في ترسیخ الأمل، قائلة: "الأمل في أن نلتقي، ومصر ترتب جیدًا لمؤتمر الأطراف الراعیة لاتفاقیة التغیر المناخي ھذا العام، طبقًا لإستراتیجیة یتم دراستھا وتناولھا تحت رعایة الرئیس عبد الفتاح السیسي، تماشیًا مع الإستراتیجیة الوطنیة لحقوق الإنسان، التي أعلنتھا عام 2021، وتقوم على فكرة الإلھام والتقدم نحو إدارة إجراءات وتحقیق نتائج ملموسة في ضمان الحقوق الإنسانیة بناءً على التزامات قانونیة وواجبات وتشریعات وكذلك خطط تحرك قومیة من أجل التمكین، إلى جانب التعاون الدولي الذي یفرض التزامات واضحة على المتبرعین والمساھمین لمواجھة التغیر المناخي".

من جانبه، دعا دانوش دینش، مؤسس منظمة "Clim-Eat" المعنیة بالغذاء والتغیر المناخي، إلى تطبیق أنظمة صدیقة للبیئة، ونشر الأفكار التي تخفض الانبعاثات الغازیة وتعیق آثار التغیر المناخي.

واستعرض نتائج تقریر مناخي من آلاف الأوراق، قائلاً إن "الوعي بالجانب العلمي ھو السبیل الأبرز لتجنب التغیر المناخي، وتحدیدًا فیما یتعلق بأنظمة الطعام الزراعیة المستدامة".

ودعا "دینش" إلى التركیز على آثار جدیدة للتغیر المناخي لمواجھتھا، وھي "فكرتا الصراعات والھجرة، فھناك ارتباط وثیق بین التغیر المناخي وزیادة حدة الصراعات حول العالم، ولدینا أدلة واضحة على ذلك، إلى جانب التأثیر الكبیر للتغیر المناخي على النمو الاقتصادي، فالتغیر یخفض معدلات النمو، ویجب أن نستعد لھذا التحدي، ومن التأثیرات التي نلاحظھا بوضوح انخفاض الإنتاج الزراعي، ونتائج أخرى تمس جودة جوانب الحیاة الإنسانیة".

وحول الرسالة الأساسیة، التي یرید توجیھھا، أكّد أن "ھناك تأثیر مباشر لتغیر المناخ على أنواع مختلفة من المحاصیل الزراعیة والأمن الغذائي، فالتغیر سیؤدي إلى خسارة أكثر من 15 % من الإنتاج الزراعي، وتأثیرات حادة أخرى تتعلق بالأمن الغذائي، ولتجنب ذلك یجب أن نتبع الكثیر من الممارسات والأنشطة المبتكرة في الري، ورقمنة المنتجات الزراعیة، وتأمین عملیة نقل ووصول الموارد المائیة ووضع آلیات تتسم بالشفافیة لوضع إستراتیجیات ومراقبة التنفیذ وتقییم النتائج من جانب الكیانات البرلمانیة".

بدورھا، أعربت لیلیا شناوي منسقة الشبكات بمنظمة برلمان المناخ، عن شكرھا لمجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي على تنظیم النسخة الثامنة من المؤتمر العالمي للبرلمانیین الشباب، موصیة الحضور بـ"تنظیم أنفسھم داخلیًا وعدم التعامل مع تغیر المناخ كقضیة ثانویة".

وقالت: "نقدم عدة مبادرات وتوصیات وأدوات وبرامج وخطط ونشارك الخبرات بھدف رفع القدرات والحصول على الدعم من الجھات المعنیة لمبادراتكم وأعمالكم في ذلك المجال وضمان استدامتھا، وھو الدور الذي یجب أن یلعبھ البرلمانیون، ولدینا عدة أمثلة ناجحة تمثل التحدي في مجال المناخ، ولذلك، یجب وضع أھداف محددة خاصة بالطاقة المتجددة، ودعم الاستثمار الأخضر".

واقترحت، "الاعتماد على الوقود الأحفوري، ورفع الوعي بین الأفراد، لا سیما الشباب، وتحسین مستوى التعلیم عبر تعدیل المناھج الدراسیة، في الجامعات تحدیدًا، ووضع أطر تشریعیة تمكّن الاستثمارات، ودعم الطاقة المتجددة كالریاح والطاقة الشمسیة، باعتبارھا الخیار الأمثل، إلى جانب التكنولوجیا صدیقة البیئة، التي من شأنھا دعم الاقتصاد الأخضر".

وسردت عدة أمثلة ملھمة في ذلك المجال، أبرزھا "في أوغندا، نجحت عدة جھات في إلزام الكثیر من الجھات الحكومیة تقدیم میزانیة سنویة لمواجھة تغیر المناخ، وفي الھند تمكن أعضاء البرلمان من زیادة المیزانیات الموجھة لذلك الملف لأن المال یضمن استدامة المشروعات، وفي نیجیریا، تبنى رئیس البرلمان 3 مبادرات في ملف المناخ بمشاركة الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، وبناءً على تلك التجارب، یجب أن یكون لدینا أھداف طموحة لتحقیق خطوات متقدمة".

واختتمت صوفیا مونسالفي، الأمین العام لمنظمة "من أجل الحق في الغذاء والتغذیة" لحقوق الإنسان، الجلسة بالحدیث حول تأثیر التغیر المناخي على المناطق النائیة وسكانھا، وكذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، ودور برامج إعادة التأھیل والتسكین في تقلیص الأضرار الناجمة عن الظواھر البیئیة الضارة.

وأكدت أن "ھناك أشخاص یصبحون مھمشین، ومن المھم التعرف على الفئات المھمشة، ومدى تأثیر التغیرات المناخیة علیھا، ومساندتھم عبر برامج مجتمعیة خاصة بالشراكة بین منظمات المجتمع المدني والحكومات، تنفیذًا لمسؤولیة الدول تجاه ھؤلاء الأشخاص".

وقالت "مونسالفي" موجھة حدیثھا للبرلمانیین الشباب: "یجب أن تستمعوا لتلك الفئات وأن تكون القوانین التي تمرّرونھا داعمة لھا، وتعیدوا صیاغة علاقتكم بالمجتمعات التي تعیشون بھا وتعیدون بناء أنظمتكم البیئیة مع وضعوينعقد المؤتمر العالمي الثامن للبرلمانيين الشباب.

ويشهد المؤتمر مشاركة مكثفة من وفود برلمانية من أكثر من 60 دولة فضلاً عن وفود المنظمات الدولية المراقبة، ويتناول قضية تغير المُناخ من وجهة نظر برلمانية شبابية، وهو ما يُمثل المرة الأولى التي تعقد فيها دولة مؤتمراً برلمانياً مُنفصلاً قبل أشهر من استضافتها لدورة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ.