عكازان لا يفارقان يديه، بعدما فقد ساقه في حادث أليم، إلا أنه لم يفقد الأمل في الحياة، وفضل السعي الدؤوب لكسب قوت يومه بدلا من مد يده للأخرين.
“خالد” شباب أربعيني، لكن علامات الشيب غزت وجهه مبكرا، ورغم ذلك يبتسم دائما لاخفاء المعاناة التي يعيشها في مهنته اليدوية التي تحارب شبح الإنقراض، حيث كان يعمل نجار موبيليا، ولكن ظروفه الصحية دفعت به لصناعة "براميل الخشب"، والتي تستخدم في تخزين المخللات والعلافة والفسيخ والعطارة وغيرها من المستلزمات المنزلية.
يقول خالد: "احنا شغالين في المهنة دي أب عن جد، وكان في طلب كبير عليها لأنها في الغالب كانت تستخدم في تخزين الأطعمة وغيرها من الأشياء زي البقوليات وأدوات العطارة، والأمور كانت على ما يرام في هذه المهنة حتى ظهرت البراميل البلاستيك، والتي جعلتنا نعاني من الركود، حتى صارت هذه البراميل تستخدم ديكورات في المطاعم والفنادق ولم يعد لها أهمية كما كانت قديما.
وتابع: "في المطاعم بيعملوا منها ترابيزات وكراسي، الأخشاب نجيبها من الصعيد، ونستطيع تشكيلها مثلما يفعل الترزي في القماشة، ومع الوقت والخبرة بقينا نقدر نصنع أي حاجة تتخيلها كراسي ترابيزات براميل، ولكن بسبب حالة الركود في البيع والشراء بقينا نقبل نعمل أي حاجة في سبيل لقمة العيش".
وتابع خالد: موجة غلاء الأسعار التي يشهدها العالم كانت بمثابة عائق كبير، لأن هذا أثر بالسلب على البيع والشراء، لأن معظم الأشياء التي نستخدمها مستوردة، مضيفا: "كل حاجة بقت غالية ربنا يسترها مبقناش عارفين نبيع أي حاجة".